ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خطبة الجمعة اليوم في رحاب المسجد الحرام .
موصياً معاليه خير الوصيات بتقوى رب البريات، فاتقوا الله عباد الله في الرَّخاء والبَاس، واعلموا أن تقواه سُبْحانه أزكى الغِرَاس، وبِها النّجاة في الأَرْمَاس. ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.
وبدأ معاليه الخطبة الأولى بالحمد لله حمدًا ليس له انتهاء، مـنَّ علينا بالعقـل والإدراك والنهى، نحمده -سبحانه- ونشكره على تَرَادُف النِّعَم والآلاء ، وقال :
(لكَ الحمدُ حمـدًا أنتَ وفقتنا لهُ
وعلَّمتنا مِنْ حمدكَ النظمَ والنَّثْرَا
لكَ الحمدُ كَمْ قلدتنا مِنْ صنيعةٍ وأبدلتنا بالعُسْـرِ يا ربنا يُسْرَا
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تَوعَّد بالخَسَار أهلَ الانحراف إفسادًا وإتلافا، وأشهد أنّ نبيَّنا وسيدنا محمدًا عبدُ الله ورسوله أفضلُ الخليقة محتدًا وأشرافا، صلَّى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه خيارِ هذه الأمة خَلَفًا وأسْلافا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان يرجو من الله قُرْبًا وازْدِلافا، وسلّم تسليمًا كثيرًا يتضاعف إلى يوم الدين أضعافا ويَطِيبُ أكْنَافَا.
وتمسَّكوا بِجَنَابِ تَقْوَى ربِّكم كي تَسْلموا مِنْ خِزْيهِ وعِقَابِهْ .
وتَجَنَّبُوا سَبْقَ الخُطا فَلَكَم هَوَى
ذُو الهوى مِنْ حِصْنِهِ وعُقَابِهْ .
أيها المسلمون: في هذه الآوِنةِ التَّارِيخِيّة، تَعيش أمَّتُنَا الإسلاميّة فِتَنًا حَالِكة، وعَوَاصِفَ مِن التحديات هالِكة، اخْتَلَفَتْ ضُرُوبُها، واسْتَحَرَّت كُرُوبُها، وغَدَتْ كَعَارِضٍ مُنْهَمِر ونوء مُسْتَمِر. أَمْلَتْ عَلَى المُسْلِمِين التَّدَبُّر والاعتبار، وعِلاجَهَا بِأَوْفِقِ مِسْبَار، في حزم وحِكمَةٍ واقْتِدَار. ومِنْ أنْكَى تِلْكُم الفِتَنِ في الأُمَّةِ ومِلَّتِها، ووحْدَتِها وألْفَتِها: فِتْنَةُ تغييب العقول: إما بأفكار هدَّامة ضالة، أو مُسْكِرات ومخدرات مُغَيِّبَةٍ مُضِلة والعقل والإدْرَاك مِن أزكى مِنَنِ البَارِي وأسْنَاها، وأجَلِّ النعم وأغْلاها، فبالعقل يَسْمُو صَاحِبُه، وتَجِلُّ مَنَاقِبُهُ، وتَنْبُو عَنِ الفَرَطاتِ عَوَاقِبُهْ.
وأفْضَلُ قَسْمِ اللهِ للمرء عقلُه فَلَيْس مِنَ الخيرَاتِ شيْءٌ يُقارِبُهْ إذَا أكمل الرَّحمنُ للمرء عقلَه فقد كَمُلَتْ أخْلاقُهُ ومَـآرِبُهْ .
أيها المؤمنون: لقد جاء الدين الإسلامي بما فيه مصالح العباد في المعاش والمعاد؛ يقول الإمام الغزالي ~:”ومقصود الشرع من الخلق خمسة وهو أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعه مصلحة”، ولقد حرم الله كل ما فيه فساد للعباد في المعاش والمعاد، لذا حرم الخمر وقال في كتابه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أم سلمة أنها قالت: “نَهى رسولُ الله عن كل مُسكِر ومُفَتِّر”.
ومن حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعَن الله الخمرَ وشاربَها وساقيَها وبائعَها ومُبتاعَها وعاصرَها ومُعتصرَها وحاملَها والمحمولَةَ إليه”. أخرجه أبوداود.
واحذر الخمرةَ إنْ كنتَ فتًى
كيفَ يسعى في جُنونٍ مَن عَقَلْ
والحكمة من تحريم المسكرات والمخدرات أنها تقضي على الفرد في أعز ما يملك وهو عقله، والعقل أساس التكليف في الشريعة؛ لذا جاءت نصوص الشريعة بحفظه وجودا وعدما، قال الإمام الشاطبي ~:”وقد جاءت الشريعة بحفظ العقل من جهتي الوجود والعدم”.
كما أنها تذهب بالمال وتهلكه، وربما ذهبت بالأنفس وأودت بصاحبها في المهالك وهتك الأعراض وسفك الدماء وغير ذلك مما حرم الله. وكلما زادت ظاهرة استعمال المخدرات في مجتمع من المجتمعات، ارتفعت معدلات الجرائم الأمنية والأخلاقية، المخدرات خَرابٌ للدين، ودمارٌ للعقل، وإتلافٌ للصحَّة، بَغِيضةٌ إلى الرحمن، رِجْسٌ من عمل الشيطان، ضعفٌ في الدين والإيمان. ولقد أثبتت الإحصاءات أن أكثر من 40 بالمائة من القضايا الجنائية و 60% من الجرائم المجتمعية سببها المخدرات.
إن المخـدرات لثانٍ في البلاء إذا
ما عُدَّتِ الخمر أولى في البليَّات
عناكبُ الجهل كم أودت بأدمغة من الأنام نسيجًا من مصيبات
وحينما نبحث عن أسباب تفشِّي هذا الأمر، ولاسيما في محيط الشباب، نجد أن أهم هذه الأسباب: ضعفُ الوازع الديني، وضمور مستوى التربية الإسلامية لدى كثير من الأجيال. والخَوَاءُ والفراغُ الكبير، والتقليدُ الأعمى، وجلساءُ السوء. أضف إلى ذلك ما يعتري بعض المجتمعات في هذا الزمان من تزهيد في العلم والعمل.
وإن من أخطر الأخطار التي تهدد عامر الديار وقوع بعض الشباب وربما الفتيات في حبائل قُرَناء السوء الأشرار، وترويج بعض مواقع التواصل للانحرافات السلوكية والمخدرات والمؤثرات العقلية بدعوى المنشطات والمهدئات وتعديل الأمزجة وصقل العقليات، وربما فُتِن بعضهم بشرور المخدرات، تعاطيًا وتسويقَا، أو تهريبًا وترويجَا ويستهويه الأمر فيتمادى به إلى الهلوسة والدمار والضياع والانتحار.
وخلاصة الأمر أنه يوم أن ضَعُفَ التدين، وكَثُرَ الجهل بالشريعة، وطغت المادة؛ سَهُل الأمر على من أراد بالمجتمعات سوءًا، فاسْتَنَاخ الأمر تحديًّا حالكًا وحربًا سافرةً ضروسًا تعددت ضروبها وأشكالها فحشيش وحبوب ومادة القات والشبو المخدر وأقراص الأمفيتامين والمخدرات الإلكترونية وغيرها في استهداف خطير وهوس مسيطر تستغل الأحشاء والفواكة والبضائع الاستهلاكية وإطارات السيارات وسواها.
لا تبكِ مَنْ قُتِلُوا ولا مَنْ جاعوا وابكِ الأُلَى بِخُطى المخدِّرِ ضاعُوا
المـوت أجملُ من حياةٍ لم تصن عقـلاً ومـن لندائها أسمـاع
بئسَ امرؤٌ يَشْري مُدمِّرَ جسمِه ولَبئس مَن صَنعوا له أو باعُـوا
إخوة الإيمان: وبعد تشخيص الداء العُضَال، ومعرفة أثره الخَتَّال، فحتما ولابد، من أخذ التدابير الواقية للتصدي لهذا الخطر الداهم، قبل استفحاله واستحكام الندائم والغرائم، دفعا ورفعا وللإيذاء قولا أو فعلا؛ وأُولَى الخطوات وأَوْلاَهَا: تقوية الوازع الدينيّ، ومُراقبة المولى العليّ، واستشعارِ معيته وتعظيمِ أمره ونهيه، وتحقيق الاعتدال والوسطية، فشريعتنا إعمارٌ لا دمار، بناءٌ ونماء، لا هدمٌ وفناء، تدعو إلى كل صلاح، وتنهى عن كل فساد وطلاح، يقول العلامة ابن القيم ~:”ومَن تدبَّر أحوال العالم وجد كلَّ صلاح في الأرض سببه توحيد الله وعبادته، وطاعةُ رسوله “، وصدق رب العالمين حيث قال وهو أصدق القائلين:﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُور﴾.
معاشر الأحبة: ثاني هذه الخطوات الاحترازية، الاستباقية الوِقَاية: وإذكاء الجوانب التربوية والأخلاقية؛ فهي معراج الروح لبناء الشخصية السَّوِية، وجعلها شخصية قويمة متماسكة، راسخة متناسقة، أُسوتها وقدوتها نبي الهدى صلى الله عليه وسلم المُضَمَّخ من القيم بأعظم الحظ والنصيب، ويؤكد هنا على مسؤولية البيت والأسرة والأبوين والمدرسة والمسجد وجميع قنوات التربية وكم من شباب تعاطوا المخدرات حتى هلك ومات.
كذلك لابد من إحلال العقوبات الرادعة بمن يسعون فسادًا في مجتمعات المسلمين، من المهرِّبين والمروِّجين، بِالتشهيرِ بهم، وإظهارِ سوء صنيعهم، وإقامةِ حكم الله فيهم، فلا تخلو أمةٌ من الأمم من فِئامٍ يتلوَّنون تلون الحِرْباء، ويسعون بين الناس كالحيَّة الرَّقطاء، لا يرون إلا مصالحهم الخاصة وتكثير أموالهم، لا يميزون بين حلال أو حرام، فقلوبهم نَغِلَة، وصدورهم دَغِلَة، وعقيدتهم مدخولة، وطويتهم معلولة، قد نعي الشيطان في آذانهم فاستجابوا لدعائه، فيجب التصدي لهم والضرب على أيديهم، وعدم التهاون معهم، لأنهم يهدمون بنيان المجتمع المتراص، وهذا ما تقوم به حكومة هذه البلاد ” وفقها الله”.
وهَلْ هو عاقلٌ مَن باتَ فِعلاً يَشقُّ لِنفسه في الأرضِ قَبرا
فأقبِحْ بِالصَّنيعِ صَنيعِ قـومٍ إذا لَم يُحسِنوا للنفسِ زَجْرا
وإن ما يميز المجتمع الإسلامي عن غيره أنه آخذ بعضه بيد بعض، يوصي بعضهم بعضًا بالحق والصبر عليه، ويتعاونون على البِرِّ والتقوى، وإن عليكم معشر الشباب والفتيات مسئوليات وواجبات تجاه دينكم ووطنكم ومجتمعكم فلا تضيعوها بتغييب عقولكم.
ولتكونوا أيها الشباب على قدر هذه المسئولية، ابتداءً بأنفسكم: جوارحِكم وأبدانِكم، وأرواحِكم وعقولِكم، وعِلمِكم وعَملِكم، وعباداتِكم ومعاملاتِكم.
وإن واجبنا الديني والأخلاقي والوطني لَيُحَتِّم على كل فردٍ مِنَّا، وخاصة الشباب والفتيات أن ينهض بواجباته لنكون يدا واحدة في وجه المفسدين والمنتهكين لحرمات الدين والوطن؛ من خلال التَّصَدِّي لمروجي هذه السموم الخطيرة .
بارك الله لنا في القرْآن والسُّنَّة، ونفعنا ورفعنا بِمَا فيهما من الآيات البيِّناتِ والحِكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولِسَائر المسلمين من كل خطيئة وإثم فاسْتغفروه وتوبوا إليه إنَّ ربِّي لغفور رحيم. )
أما في الخطبة الثانية بدأ معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالحمد لِلَّهِ على ما أولى مِنَ النِّعم وأفَاء، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريك له، حرَّم الخبائث، وحمى من الأرزاء، وأشهد أنَّ نبيَّنَا محمَّدًا قدْوة الأتقِياء، صَلَّى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطَّاهرين الأصْفِياء، وصحبه البررة الأنقياء، والتَّابعين ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم اللِّقاء، حيث قال معاليه
(أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واغْنَمُوا الأوقاتْ، وبالخيرات دَوْمًا فَاعْمُروها قبل الفواتْ ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
أمة الإسلام: إن من أَوْلَى ما يجب الاهتمام به وإيلاؤه أوفر العناية في هذه الآونة العصيبة، التحذير من المخدرات وتعاطيها وترويجها، حماية للشباب الذين هم عماد الأمة ومستقبلها.
والمسؤولية في ذلك تقع على عاتق العلماء والدعاة ورجالِ التربية والفكر والإعلام وحملةِ الأقلام، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؛ انتشالا للجيل من حومة الضياع ومسالك الضلال، وأخذًا بحُجَزِهم عن الهُويِّ في سراديب الغواية وغياهب الضياع؛ وإحباطًا لخطط الخصوم والأعداء الذين يتخذون من الشباب مطية لأهوائهم وتضاعف أموالهم.
والحفاظ على تلاحم أفراد الأسرة والمجتمع مع أبنائهم وتراحمهِم، وفتح قنوات الحوار الهادئ الهادف، وتهيئة الفرص العملية لهم؛ حمايةً لهم من الفراغ والبطالة، وتعاون ذوي اليسار ورجال الأعمال في ذلك مع الجهات المسؤولة، ليتحقق للمجتمع ما يصبوا إليه من تحصين لشباب الأمة وحراستهم من المؤثرات السلبية التي قد تجذبهم إلى هذه المسالك المرذولة وإدمانها.
فدعِ الخمرَ واجْتنبِ المخدِّر ودعْ سينًا وسوف ولا تؤخر
فعقلك أنتَ مؤتمن عَليـه فَلا تخن بالأمَانةِ أو تقصِّـر
بذلتُ نصِيحتي لكَ يَا أُخَيَّا فـفكِّرْ ثم فكِّـرْ ثم فكِّـرْ
حمى الله شبابنا من كل سوء ومكروه، وحفظ علينا أمننا وأماننا وعقيدتنا وقيادتنا، إن ربي قريب مجيب.
هذا وإننا لنحمد الله -تبارك وتعالى- على ما يسر من حفظ واستتباب أمن هذه البلاد المباركة؛ من خلال الإنجازات الأمنية الكبيرة، والاستباقات المثالية العظيمة التي يبذلها رجال الجمارك وأبطال مكافحة المخدرات في مواجهة هذه الفئات الضالة، مما فَوَّت الفرصة -بفضل الله- على المتربصين المعتدين.
وعلى الرغم من التحديات الممنهجة ضد هذه البلاد المباركة ويبقى في مشافي الأمل بعد الله حسن الأمل. وسيظل -بإذن الله- أمن بلاد الحرمين وتلاحم ووحدة أبنائها صخرة شماء تتهاوى أمامها سهام الحاقدين الحاسدين ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
هذا واعلموا رحمكم الله أن أغض الكلام على التكرار لفظًا، وأنفَعه وعظًا كلامُ من أنزل القرآن وتولاه من التحريف حفظًا، القائِل في محكم قيله وأصدق تنزيله:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.
ثم الصَّلاة مـع السَّلام لأحمد خـير البَرَايـا مِن بنِي الإنسانِ
والآل والصَّحْبِ الكِرام ومن سَعَى لِسَبيله مِن تَابِع الإحْسَان
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان واقتفى، يا خير من تجاوز وعفى.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، ووفق أئمتنا وولاة أمرنا، وأيد بالحق والتسديد إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي العهد إلى ما فيه عِزُّ الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخير والرشاد للعباد والبلاد، وجميع ولاة المسلمين اللهم أحفظ شبابنا وفتياتنا من شرور الإرهاب والمخدرات واجعلهم لأهلهم قرة ولأوطانهم مسرة.
اللهم احفظْ علينا عقيدتنا، وقيادتنا، وأمننا، واستقرارنا، ورخاءنا، ووفقْ رجال أمننا، والمرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهم تقبلْ شهداءهم، واشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وسددْ رميهم ورأيهم، وانصرْهم على عدوك وعدوهم. اللهم اغفرْ للمسلمين والمسلمات، وأَلِّفْ بين قلوبهم، وأصلحْ ذات بينهم، واهدِهم سبل السلام، وجنبْهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأصلحْ أحوالهم، واحقنْ دماءهم، وكنْ للمستضعفين في كل مكان.
اللهم فرِّج هم المهمومين، ونفِّس كرب المكروبين، واقض الدَّين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم احفظ مقدسات المسلمين من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وعدوان المعتدين. اللهم اجعلها شامخة عزيزة إلى يوم الدين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء. اللهم اجمع كلمة الأمة على الكتاب والسنة، يا ذا العطاء والفضل والمنة.
اللهم إنا نسألك من خير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونسألك فعيل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غيرة مفتونين.
اللهم اصرف عنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، واحفظنا من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحسد الحاسدين، وحقد الحاقدين، يا رب العالمين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثًا هنيئًا مريئًا مريعًا سحًا غدقًا طبقًا مجللا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير رائث، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأنزل علينا من بركات السماء، وأخرج لنا من بركات الأرض يا سميع الدعاء.
اللهم لك الحمد والشكر على نعمة الغيث والأمطار اللهم أرزق المسلمين الفقه الديني والوعي البيئي واحفظ عليهم سلامتهم من بطون الأودية ومجاري السيول ووفقهم للالتزام بآداب التنزه والخروج إلى المتنزهات وأخذ الحيطة والحذر مما يضرهم ويعرضهم للهلاك اللهم كن للمتضررين من البرد والشتاء وزمهرير اللافح وصقيعه النافخ وأنزل من لطفك دفئك ورحمتك على المتضررين والمستضعفين يا أرحم الراحمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) .