توصل علماء بريطانيون إلى مستقلب جديد يمكن أن يسهم في إجراء اختبار بول يساعد في الكشف عن نوع من سرطان الكبد وذلك لأول مرة في تاريخ الطب.
وقبل هذا لم يكن يستخدم اختبار البول لإجراء تشخيص نهائي لمرض السرطان، حيث كان يتم تشخيص المرض من خلال الجراحة أو الفحص بالموجات فوق الصوتية أو اختبارات الدم التي تتطلب عادة رحلة إلى المستشفى أو جراحة عند الطبيب.
ووفق ما توصل له العلماء، فإنه يمكن تطوير اختبار بول جديد يساعد في اكتشاف الشكل المتحور لبيتا كاتينين لسرطان الكبد بعد أن وجد باحثون في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة بيتسون في جلاسكو مستقلبا في الفئران بعد إجرائهم الاختبارات اللازمة.
وفي هذا الصدد، قال سافيريو تارديتو، الباحث الرئيسي في المشروع، إن ارتفاع عدد المصابين بسرطان الكبد يستدعي التوصل إلى أدوات جديدة تساعد على اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر، بحسب موقع “روسيا اليوم”.
وأضاف الباحث البريطاني: “كنا متحمسين لاكتشاف هذا المستقلب الجديد الذي لم يتم وصفه من قبل في الثدييات، وهو مرشح جيد للاختبار التشخيصي لأنه خاص بنوع معين من سرطان الكبد، ويمكن اكتشافه بسهولة في البول، ويمكن استخدامه على الأرجح علامة لمراقبة نمو الأورام”.
وأشار إلى أنه تم اكتشاف إمكانية الاختبار من قبل الفريق العلمي عن طريق بروتين معروف بأنه منتشر في سرطان الكبد – مخلقة الجلوتامين، موضحا أن أثناء دراسة هذا الإنزيم في أنسجة الكبد الطبيعية في الفئران، اكتشف الفريق مستقلبًا جديدًا لم يتم تحديده مسبقًا في الثدييات، ينتجه هذا الإنزيم.
وخلال إجراء الدراسة، ظهر هذا الإنزيم في مستويات عالية في الفئران المصابة بنوع معين من ورم الكبد وارتفعت مستوياته مع نمو الورم.
واكتشف فريق جلاسكو أن المستقلب، المسمى N5-methylglutamine، يظهر أيضًا في البول عند وجود طفرة الجين بيتا كاتينين المعززة للورم، ما يعني أنه يمكن استخدامه لتحديد المرضى الذين يعانون من هذا النوع المحدد من السرطان.
من جانبه، قال الدكتور تارديتو: “نخطط الآن لمزيد من الدراسات للتحقيق في مدى ظهور المستقلب في وقت مبكر من سرطان الكبد، لتحديد مدى سرعة اختبار البول في تشخيص المرض بشكل موثوق”.
يذكر أنه غالبًا ما يتأخر تشخيص سرطان الكبد، حيث يتم تشخيص حالة العديد من المرضى فقط عندما يتلقون أصلا العلاج من أمراض موجودة مثل تليف الكبد أو مرض الكبد الدهني.لكن الاختبارات المبكرة غير الجراحية يمكن أن تساعد في اكتشاف المرض في وقت مبكر، وزيادة فعالية العلاجات الحالية وتعزيز تطوير علاجات جديدة.