عادت نعوش ضحايا نظام الملالي في سورية إلى الظهور مجدداً، إذ أُعلن مقتل أحد مستشاري قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني العقيد داود جعفري، (الإثنين) الماضي، في ريف دمشق بانفجار عبوة ناسفة، بحسب ما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء اليوم (الأربعاء). واتهم الحرس الثوري عملاء لإسرائيل بالوقوف وراء التفجير، ولوح بأن إيران سترد على ما أسماه «هذه الجريمة».
وقتل العشرات من القوات الإيرانية في الحرب، رغم أن طهران تقول منذ فترة طويلة إن دورها في سورية استشاري عسكري فقط.
في غضون ذلك، تختتم في العاصمة الكازاخية مشاورات الجولة الـ19 من مسار أستانة بشأن سورية بمشاركة الدول الضامنة وهي: تركيا وروسيا وإيران.
ويرأس وفد النظام السوري معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان،، فيما يرأس الوفد الروسي مبعوث الرئيس الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، ويحضر الوفد الإيراني برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية علي أصغر خاجي، ويمثل المعارضة السورية رئيس الوفد أحمد طعمة، ويترأس الوفد التركي المدير العالم للملف السوري في وزارة الخارجية السفير سلجوق أونال. وتشارك في الاجتماعات وفود الدول المراقبة وهي العراق ولبنان والأردن، إضافة إلى ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
ويأتي الاجتماع الذي انطلق، أمس (الثلاثاء)، في وقت حرج لجميع الضامنين كونهم مشغولين بأزمات داخلية، فروسيا تركز على حرب أوكرانيا خصوصاً في ظل انتكاسات بالآونة الأخيرة، وإيران تشهد احتجاجات واسعة منذ شهرين، وتركيا تشن عملية عسكرية في شمال سورية لاقت إدانات دولية وتنتظر إجراء انتخابات بعد شهور.
وبدأت الجولة باجتماعات ثنائية بين الوفود المشاركة واجتماع ثلاثي بين الدول الضامنة ومحادثات مع وفدي الحكومة والمعارضة في سورية لاستعراض أبرز المستجدات قبل صياغة البيان الختامي اليوم. وعقد الوفد التركي أول اجتماعاته مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون.
وبحسب مراقبين فإن الاجتماعات تناقش التأكيد على دعم العملية السياسية، بما في ذلك القضايا الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية وأيضاً الأوضاع بشكل عام في سورية.
وتبحث تدابير بناء الثقة عبر إطلاق سراح الرهائن وسبل عودة اللاجئين إلى بلدهم، وحث المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لإعادة بناء سورية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2642.
من جهته، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي لسورية إن المحادثات بشأن سورية ستناقش القضايا الأمنية في ضوء زيادة التحركات والعمليات الإرهابية في البلاد.
وأوضح أن النقاط الرئيسية التي نسعى إليها هي التركيز على استقرار الوضع خاصة بعدما باتت المنظمات الإرهابية نشطة أكثر على أراضي سورية وليس فقط تنظيم «داعش» الإرهابي.
ولفت إلى أنهم سيبحثون تنسيق الإجراءات من أجل تحقيق وقف إطلاق نار مستدام في مناطق بعينها، كون عملية وقف إطلاق النار في كامل أنحاء سورية يصعب تحقيقها خاصة في الظروف الحالية.
وأفاد المتحدث باسم وفد المعارضة السورية أيمن بأن جولة أستانة تناقش مستقبل عمل اللجنة الدستورية ومصير منطقتي تل رفعت ومنبج شمالي سورية وتحريرهما من الانفصاليين.