قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، الاثنين، خلال اجتماع جمعه بنظيره الأميركي جو بايدن عشية قمة العشرين التي تستضيفها إندونيسيا، إن العلاقات الصينية الأميركية الحالية في موقف حرج ولا ترقى إلى ما ينتظره شعبا البلدين وشعوب العالم.
وأضاف الرئيس الصيني: “حافظنا دائما على الاتصالات مفتوحة بيننا لكن ذلك كله لا يمكن أن يعوض اللقاءات المباشرة بيننا”.
وشدد على أن بلاده مستعدة “لإجراء حوار صريح لبحث العلاقات الاستراتيجية المهمة بين بلدينا وكذلك العلاقات الدولية”.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي: “علينا أن نعمل على التنسيق والحوار بشكل مفتوح وشفاف في ما يخدم مصالحنا ومصالح العالم”.
اللقاء المباشر الأول
يأتي هذا اللقاء كأول اجتماع حضوري وجها لوجه بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم منذ 3 سنوات، بعدما كانت آخر مرة صافح فيها رئيس أميركي، زعيم الصين منذ أكثر من 3 سنوات، حين كان دونالد ترامب في البيت الأبيض.
ويتزامن اللقاء بين بايدن وشي بينغ مع طي صفحة الانتخابات النصفية باحتفاظ الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، وكذلك تجديد ولاية الرئيس الصيني في المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الحاكم.
واستبق بايدن الاجتماع بنظيره الصيني مؤكدا أنه سيسعى إلى وضع “خطوط حمراء” في علاقة بلاده مع الصين، محددا بعض المعايير الصارمة بشأن حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، والتحذير من محاولة غزو تايوان، ومع ذلك “إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة” مع بكين.
ملفات هامة
بحسب صحيفة “الغارديان”، فمن المرجح أن يضغط بايدن على نظيره الصيني لبذل المزيد من الجهود للحد من طموحات كوريا الشمالية النووية، والدفع نحو أهداف أكثر طموحا لخفض انبعاثات الكربون.
وكانت الصين قد علقت في أغسطس الماضي، محادثات بشأن المناخ مع الولايات المتحدة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وفي الوقت نفسه تريد واشنطن تحديد “ضمانات وقواعد واضحة”، من أجل “ألا تتحول المنافسة إلى صراع” بين القوتين.
كما من المرجح أيضا أن تتطرق المباحثات ضوابط التصدير الأميركية الجديدة التي تم إقرارها في أكتوبر الماضي، والتي تهدف إلى الحدّ من قدرة بكين على الحصول على الرقائق المتقدمة، وتصنيع أشباه الموصلات للتطبيقات العسكرية.
واعتبر مسؤول كبير في البيت الأبيض أن أحد أهداف الاجتماع “إيجاد نقاط مشتركة يمكن للولايات المتحدة والصين العمل عليها سويا من دون خلافات”، مضيفا: “نحن راضون عن مستوى الجدية التي يبديها الجميع للمضي قدما في هذه المباحثات”.
خفض سقف التوقعات
ورغم تفاؤل كثيرين بإمكانية الوصول إلى نتائج إيجابية من لقاء بايدن وشي بينغ، إلا أن الأستاذ في جامعة جورج تاون والمستشار السابق للبيت الأبيض في الصين، إيفان ميديروس قال: “لا أعتقد أن اجتماعا واحدا سينقذ العلاقة أو حتى يعيد تعريفها. إذا سارت الأمور على ما يرام، فربما يمكنهم ثني المسار قليلا”.
وبحسب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نانجينغ، تشو فنغ فإن: “إدارة بايدن ستكون أقل مرونة أو قدرة على المناورة بشأن الصين، إذ أن التغييرات في الكونغرس قد تعقد الأمور”.
من جانبه، وصف الأكاديمي والمحلل السياسي المهتم بالشؤون الأميركية سعيد صادق، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، لقاء بايدن وشي بينغ بـ”الصعب للغاية” من حيث إذابة الجليد في العلاقات بين البلدين، خاصة مع تشدد الرئيس الأميركي في ملف أزمة تايوان وبحر الصين الجنوبي والتي يمر منها 40 في المئة من تجارة العالم.
وأشار صادق إلى أن القمة لن يصدر عنها نتائج كبيرة، ولكنها تأتي للتأكيد على استمرار الاتصال بين الزعيمين، وتهدئة الأمور في تايوان وعدم إثارتها مجددا في هذا التوقيت الحرج.