فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني في خطبة الجمعة : سجّل التاريخ الحديث أعظم وأنجح وحدة؛ جمعت الشتات، وأرست الأمن والاستقرار، ووجهت المقاصد إلى بناء دولة عصرية دستورها “كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم،-” أساسها المواطن، وعمادها التنمية، وهدفها الازدهار
فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني في خطبة الجمعة: منّ اللهُ على هذه البلاد بقائد ملهم وحّد صفوفها، وطهر عقيدتها، على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، فكان ما نرفل فيه من الأمن والرخاء، وجمع الشمل، وتوحيد الكلمة، وإخلاص العبادة لله وحده، واتّباع السنّة
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته الأولى قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى من لطفه بأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- هو تسخيره للحرمين الشريفين من يخدمها، ومن رحمته ولطفه بهم هو تسخيره للبقاع المقدسة من يعتني بها وبروّادها من كل مكان فجزى الله القائمين على هذه البلاد حكومةً وشعبًا أحسن الجزاء وأوفاه.
وأضاف فضيلته: استمع الجميع إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -نصره الله وأيّده بتوفيقه- في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى لعام “1444هـ” إلى كلمة توجيهية ضافية شاملة؛ والتي حملت في طياتها النصح للرعية، والتوجيه للشعب، وهي دليلٌ على حرصه -أيّده الله-، وقد لفت الأنظار -حفظه الله- إلى أنّ ركائز الحكم في المملكة العربية السعودية تقوم على “كتاب الله -عز وجل-، وعلى سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا قولًا وفعلًا، وأن التاريخ الحديث سجّل أعظم وأنجح وحدة؛ جمعت الشتات، وأرست الأمن والاستقرار، ووجهت المقاصد إلى بناء دولة عصرية دستورها “كتاب الله تعالى، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم،-” أساسها المواطن، وعمادها التنمية، وهدفها الازدهار، وصناعة مستقبل أفضل للوطن وأبنائه وبناته.
ثم بين فضيلة خطيل المسجد الحرام أن الله سبحانه وتعالى منّ على هذه البلاد بقائد ملهم وحّد صفوفها، وطهر عقيدتها، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وأبنائه البررة من بعده جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، فكان ما نرفل فيه من الأمن والرخاء، والدعة والسكون والهدوء، والعز وجمع الشمل، وتوحيد الكلمة، وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، واتّباع سنّة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا.
وأوضح فضيلتهُ أنّ الأمة الاسلامية محسودة بهذه النعمة بصفة عامة، وهذه البلاد المباركة بصفةٍ خاصّة التي جعلت القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة المطهرة دستورًا لها، لذلك فإنّ الحاسدين يعملون بكل جدّ ونشاط، وبكل أسلوب وإغراء ، وبكل إرجاف وتخويف، وبكل شيطان مزيد، لتفريق الكلمة، وشق العصا، وتصديع الصف، وبلبلة الأفكار، وإن المسؤولية تقع على كل مسلم، ويتأكد على القيادات الدينية، ويتعين على القيادة العامة، أن تحافظ على كيانها ومقدساتها ومقومات عزها ونصرها.
ودعى فضيلة الشيخ الجهني بأن يجعل الله -سبحانهُ وتعالى- إمامنا وولي عهده وحكومته ممن قلت فيهم (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، وذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره عن ابن سوادة الكندي قال: سمعت عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- يخطب وهو يقول (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) قال : ألا إنها ليست على الوالي وحده، ولكنّها على الوالي والمولَّى عليه، ألا أنبئكم بما لكم على الوالي من ذلكم، وبما للوالي عليكم منه، إن لكم على الوالي من ذلكم أن يأخذ بحقوق الله عليكم، وأن ياخذ لبعضكم من بعض، وأن يهديكم للتي هي أقوم ما استطاع، وإن عليكم من ذلك؛ الطاعة غير المبزوزة ولا المستكره بها، ولا المخالف سرها علانيتها، فاتقوا الله أيها المسلمون واعتصموا بحبل الله جميعًا ولاتفرقوا، والزموا كتاب ربكم يهديكم للتي هي أقوم وتمسكوا بسنّة نبيكم فيما لكم وعليكم تفلحوا وترشدوا.
وفي الخطبة الثانية تحدث فضيلة الدكتور الجهني عن واقع العالم الآن، لمًا انصرف الناسُ عن كتابِ الله، وتركوا ميزان الله، وغاب القرآن عن ميدان الحياة، اختلّت الموازين، واضطربت المقاييس، فنرى العالم في عناءٍ وشقاء، وتضاربٌ في الاتجاه والآراء، يخاف بعضهم بعضاً، ويمقُتُ بعضهم بعضاً، ويتربص بعضهم الدوائر ببعض، ذلك لأنهم تركوا كتاب الله -عز وجل-، ورجعوا إلى جاهلية شرّ من الجاهلية الأولى، فاتقوا الله أيها المسلمون، اقرءوا كتاب ربكم وتفهّموا معانيه، وخذوا بتوجيهاته، وأعملوا بأحكامه، وسيروا على نظامه في جميع المواقف، وفي جميع شئونكم الخاصة والعامة،
ونوّه فضيلتهُ في ختام خطبته بأنّنا ولله الحمد في هذه البلاد التي منّ الله عليها بقيادة رشيدة تحكم بدين الله، وتسير على منهج الإسلام، فنسأل الله أن يثبتها على الحق، وأن يديم توفيقها، وأن يفتح الطريق أمامها، وأن يدفع عنها كيد الحاسدين، وظلم الظالمين.