تلك الأم العظيمة التي درست في “محو الأمية” لتتعلم الحروف والقراءة والكتابة وطريق محبي القرآن وقراءته ، هذه الأم العظيمة التي تعلمت حتى نالت شهادة السادس ابتدائي واستطاعت أن تنظم لحلقات تحفيظ القرآن ، ما أجمل الهدف والعمل به ، وعندما علِمت عن اليوم العالمي للمعلم والذي يصادف الخامس من أكتوبر لعام 2022 ، تذكرت من كان لهم الفضل بعد الله في تعليمها وتحقيق أمنيتها لتكتب لهم رسالة من القلب لكل المعلمين والمعلمات تسطرها من نبضات القلب وسمو الفكر لتصل إلى مشاعر كل المعلمين والمعلمات وهُمُ سعيدون بِما قرأوه.
“نص الرسالة”
إلى المعلمات والمعلمين ألف تحية ..
سلام على الذين ما ظَلموا مهما ظُلِموا ، سلام على سدنة الحروف، أرباب الصفوف ، سلام على الجيوب المملؤة بأقلام التلوين ، سلام على الأيادي المغمسة بأحبار القلم، سلام على دفاتر التحضير ، سلام على كأس الشاي المشروب بين الحصتين، على الضمير الواقف بين غصتين، على جرس المدرسة النحاسي، على صفير الشبابيك في الشتاء، ولهيب الحر وقيضه ، سلام على سبورة حضنت كل درس فما ضجرت بـ (ألف) ولا ضاقت بــ(ياء )،سلام على الإخلاص المقيم، سلام على صوتهم المبحوح في الحصة السادسة، على ترانيمهم الناعسة، سلام على وجوههم المشغولة بالمسائل الغارقة في المبني للمجهول الباحثة عن الفاعل ، سلام على أرباب السلام ، سلام على معلّمينا الذين علمونا استقامة الحرف واعتدال السطر، سلام على الذين أبكونا لنضحك، وعاقبونا لنستقيم ، سلام على كل الذين رحلوا عنّا بأبجديتهم باكراً، أو سافروا ذات فصل ولم يعودوا إلى الآن ، سلام لمن تقاعدوا بأعمارهم، سلام للذين ما زالوا يرونا «صغارا» ، سلام على طاهري القلوب
شامخي الجباه .