نظمت المجموعة الجنوبية المستقلة بالشراكة مع عدد من المنظمات الحقوقية اليوم في جنيف ندوة بعنوان حقوق الإنسان في اليمن بين المطرقة و السندان حيث عقدت بحضور عدد من المنظمات الدولية والصحافة السويسريه والمهتمين بالشأن اليمني في نادي الصحافة السويسريه في جنيف. وتأتي هذي الندوة على هامش انعقاد الدوره 51 لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان. وأدار الندوة المستشار عبدالرحمن المسيبلي، رئيس المركز الاستشاري للحقوق والحريات ، حيث أستهلها بجملة من الانتهاكات اللتي ترتكبها المليشيات الحوثية بحق المواطنين المدنين ، ومعاناة الشعب اليمني من جراء استمرار الحرب، داعيًا إلى تجديد الهدنة بين الفرقاء على طريق وقف الحرب والوصول إلى الحل النهائي والشامل.
وفي المحور الأول من الندوة تضمن عرض تقرير عن إنتهاكات ميليشيا الحوثي بحق الصحفيين في مناطق سيطرتهم ، وأستعرض التقرير رئيس منظمة الراصد لحقوق الإنسان أنيس الشريك أبرز الانتهاكات التي طالت الإعلاميين ووسائل الإعلام في مناطق سيطرة الحوثيين خلال الفترة من 30 أغسطس 2021 م وحتى 30 أغسطس 2022 م ، في مخالفة واضحة للمواثيق الدولية والدستور والقانون في اليمن ، كما أبرز التقرير الانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميون ووسائل الإعلام في خمس محافظات يمنية(صنعاء , إب, الحديدة ,المحويت ,وجزء من محافظة تعز الخاضع لسيطرة الحوثيين.
و قد مثلت حوادث الاعتقال خارج القانون نسبة 36 % من الانتهاكات فيما مثلت حوادث الإغلاق لوسائل الإعلام نسبة 14% من الانتهاكات و المحاكمات 10% من جملة الانتهاكات التي تم رصدها والتي تم التحقق منها وتوثيقها , في حين مثلت التهديدات نسبة 10 % من الانتهاكات التي تعرضت لها وسائل الإعلام والعاملين فيها أو الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي , في حين تم توثيق 3 حالات اختطاف وبنسبة 7% من الانتهاكات خلال فترة التقرير وحالة تعذيب واحدة بنسبة 2% من الوقائع التي تمكن الفريق من رصدها ، فيما مثلت حالة الاخفاء القسري والانتهاكات الاخرى 7% من اجمالي الانتهاكات.
وفي المحور الثاني الذي تضمن عرض تقرير بعنوان القاتل المستتر “الالغام في محافظة الحديدة” الذي قدمه الصحفي والناشط الحقوقي بسيم الجناني مستعرضاً ضحايا الألغام خلال الفترة من يناير 2021 حتى يونيو 2022 ومبيناً الجرائم الإنسانية التي تطال المدنيين من قبل ميليشيا الحوثي وذلك من خلال زراعة الالغام في الطرقات والمزارع وآبار المياه والمدارس والمساجد التي تسببت بمقتل العشرات وإصابة المئات عدد كبير منهم بإعاقات دائمة.
ورصد التقرير وفاة (64) خلال الفترة منهم 5 نساء و 28 طفل وإصابة 72 مدنيا بينهم 13 إمرأة و 25 طفلا وقد أصيب بإعاقة دائمة من بين المصابين ما نسبته 35% من إجمالي الضحايا المصابين.
كما أوصى التقرير المجتمع الدولي مطالبة الحوثيين بوقف استخدام الألغام بجميع انواعها المحلية أو المصنعه والمستورده خارجيا والضغط على جماعة الحوثي بتسليم خرائط الألغام للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام والفرق المتطوعة العاملة في هذا المجال.
وفي المحور الثالث والذي تضمن جرائم الجماعات الارهابية في الجنوب واليمن ” الانتهاكات في شبوة ” والذي قدمه عضو المجموعة الجنوبية المستقلة نصر العيسائي مستعرضًا انواع وخلفيات الجماعات الايدلوجية المتطرفة في اليمن والتي تفرخت من جماعة الإخوان المسلمين التي بدات نشاطها في اليمن في اربعينيات القرن الماضي والحركة الزيدية الجارودية المتطرفة والتي انتجت حركة الشباب المؤمن في ثمانينات القرن الماضي والتي عرفت مؤخرا بحركة انصار الله الحوثيين وخاصة الجناح الموالي لولاية الفقيه في إيران ، كما تفرخت جماعات مختلفة مثل القاعدة وداعش وأنصار الشريعة عن تلك الايدلوجيات المتطرفة والتي استخدمها نضام صنعاء السابق في حرب اجتياح الجنوب في عام ١٩٩٤م، ليستمر أستخدامها من قبل الاطراف السياسية لتصفية الحسابات بين اطراف النزاع وخاصة استخدامها لاستهداف الجنوبيين العسكرين والسياسيين المناهضين لاستمرار إتفاقية الوحدة بين الجنوب واليمن.
كما تطرق العيسائي الى فترة الحرب الحالية ونشاط الجماعات الارهابية واستهدافها للقوات الجنوبية ومدن الجنوب بينما لم تستهدف تلك الجماعات قوات الحوثي او القوات المحسوبة على حزب الإصلاح الاخواني ، مشيرًا الى ان تقارير مجلس الخبراء في الامم المتحدة اشاد بالقوات المسلحة الجنوبية وجهودها في مكافحة الارهاب خلال تقاريره للعام ٢٠٢٠ و ٢٠٢١م ، كما استعراض ماترتكبه الجماعات الارهابيه في جنوب اليمن موضحًا بأنها تستهدف القياده السياسية والعسكرية الجنوبية ورجال الامن الجنوبي، وايضا المواطنين المدنيين. وقد لوحظ في الآونة الآخيرة تهيج نشاط تلك الجماعات بأن بعمليات استهداف للشهيد ثابت جواس وكذلك محافظ عدن حامد الاملس ، كما قامت بتفجيرات لاحياء مدنية قريبة من مطار عدن الدولي، حيث خلفت تلك الجماعات في كل من محافظة أبين وشبوة انتهاكات لحقوق الانسان ومنها وجود سجون سرية اكتشفت ،لاسيما بعد ان تمكنت القوات الجنوبية من اخماد التمرد على مجلس القيادة الرئاسي الذي قادته جماعات محسوبة على حزب الإصلاح الاخواني في شبوة.
ودعا العيسائي التحالف العربي والتحالف الدولي لمكافحة الارهاب بدعم القوات المسلحة الجنوبية في جهود مكافحة الارهاب وخاصة في العمليات العسكرية التي تجري حاليا في أبين ” سهام الشرق” وشبوة ” سهام الجنوب ” مشيرًا إلى أن القوات المسلحة الجنوبية تقوم بجهود مكافحة الإرهاب نيابة عن العالم اجمع لأن مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر الجهود ومن الضرورة الأمنية أن يقدم المجتمع الدولي كافة الدعم والمؤازرة لجهود مكافحة الإرهاب في اليمن.