تؤكد القوات الأوكرانية، منذ أيام، إحرازها تقدما ميدانيا “دؤوبا” شمالي شرقي البلاد، قائلة إنها استعادت مساحات وبلدات استراتيجية، وسط تقارير عن انسحاب الجيش الروسي الذي أطلق عمليات عسكرية بالبلاد في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وتشير مصادر أوكرانية، إلى تمكن قوات البلاد من إحراز تقدم في كافة الاتجاهات، شرقا، وشمالا وجنوبا، فيما لا توجد تقارير مستقلة تؤكد صحة الرواية الرسمية التي تصدر عن كييف.
وفيما تنتشي كييف بهذه المكاسب، أظهرت الصور جنودا أوكرانيين وهم يرفعون علم بلادهم في عدد من المناطق التي استعادوها من قبضة الروس، مثل مدينة إزيوم، في محيط خاركيف، إلى جانب بلدات أخرى مثل كيندرا شيفكا، وشكالوفسكي، وفيليكي كوشوفاخا.
وكانت أوكرانيا قد أعلنت، الأحد، أن قواتها استعادت من القوات الروسية مناطق يتجاوز مجموع مساحتها 3 آلاف كيلومتر مربع في الأيام الأخيرة، في إطار هجوم مضاد يتركز في شمال شرقي البلاد.
وأفاد الجنرال الأوكراني فاليري زالوجني، في بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، بأنه “منذ مطلع سبتمبر، عاد أكثر من 3000 كيلومتر مربع إلى السيطرة الأوكرانية. وفي محيط خاركيف، بدأنا التقدم ليس في الجنوب والشرق فحسب، بل أيضا باتجاه الشمال. نحن على بعد 50 كلم عن الحدود”.
وأكد ديمترو كوليبا، وزير خارجية أوكرانيا، أن التقدم العسكري الأوكراني الذي يتحقق على الأرض في الفترة الأخيرة قد يؤدي إلى نهاية الحرب بسرعة تفوق التوقعات حال استمرار تدفق الأسلحة التي ترسلها قوى الغرب.
“هروب كبير”
وكتبت صحيفة “واشنطن بوست”، أن القوات الأوكرانية أحرزت تقدما ميدانيا وصفته بالمفاجئ، كما نقلت حديث الأهالي في خاركيف عن ظروف “هروب” القوات الروسية من المنطقة.
وأوردت الصحيفة أن الجنود الروس خرجوا متنكرين حتى يكونوا على هيئة “السكان المحليين”، تفاديا لأن يتعرضوا لانتقام، فيما قيل إنهم وضعوا أسلحتهم أرضا وغادروا.
وذكر المصدر أن خروج الروس، فتح الباب أمام توثيق ما وُصفت بـ”الانتهاكات الروسية”، حيث ظلت جثث الكثير من الضحايا ملقاة على الأرض منذ أسابيع طويلة من تعرضها لإطلاق النار.
وأوضح تقييم صادر عن معهد دراسات الحرب، يوم الأحد، أن القوات الأوكرانية اخترقت خطوط الخصوم الروس بعمق يصل إلى سبعين كيلومترا في بعض المناطق.
وأضاف المصدر أن التقدم الميداني الذي حققه الأوكرانيون خلال الأيام الخمسة الأخيرة يفوق ما أحرزه الروس على الأرض منذ أبريل الماضي، وهو ما يكشف تغييرات متسارعة فاجأت الكثيرين.
في غضون ذلك، رفض الرئيس الأوكراني، فلويديمير زيلينسكي، أن يكشف عن الخطوة الموالية لقوات بلاده على الأرض، فيما كان قد عاتب مسؤولين كبارا في البلاد، في وقت سابق، لأنهم تحدثوا إلى الصحافة عن سير المعارك، على نحو يمكن أن يستفيد منه الروس.
لكن زيلينسكي قال في مقابلة صحفية مع “سي إن إن”، الأميركية إن قوات بلاده لن تبقى في حالة جمود، بل ستعمل على التقدم إلى الأمام، بشكل تدريجي وبطيء.
في المقابل، يحذر خبراء عسكريون في أوكرانيا من حصول “غرور” لدى الأوكرانيين، لأن هذه المكاسب ليست مضمونة، والروس قد يهاجمون مجددا في أي وقت لأجل استعادتها، وبالتالي، فإن المهمة لم تنته بعد.
وقال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، إن “الهجوم المضاد يحرر الأرض، وبعد ذلك، يتعين أن تحكم السيطرة، وتكون جاهزا حتى تتولى مهمة الدفاع عنها”.