منذ العام 2015 م تحررت ” 5 “محافظات جنوب اليمن في فترة وجيزة وقياسية ” عدن ولحج وأبين وشبوة “من مليشيا الحوثي الإرهابية والمحافظة الخامسة 5 حضرموت من عناصر التنظيمات المتطرفة والإرهابية في عملية عسكرية نوعية للقوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بمساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، بينما في المقابل لم يشهد لأي نقدم في الجبهات التي سمي “أن الجيش اليمني مسيطر عليها في شمال اليمن”
فبعد كل هذه الإرهاصات وما حدث من خذلان في الكثير من الجبهات والتي بضرب المثل فيها كانت العملية العسكرية التي أطلقتها قوات العمالقة الجنوبية بمساندة التحالف العربي (إعصار الحنوب) بتحرير مديريات بيحان بمحافظة شبوة هي من كشفت التخادم الحوثي الإخواني في الفترة الأخيرة بعد أن سلمتها سلطة الإخوان السابقة للحوثيين ووصلت قوات العمالقة الجنوبية إلى مديرية حريب بمحافظة مأرب لتأمين حدود محافظة شبوة في الوقت الذي أعلن الجيش اليمني أنه سيتقدم إلى معسكر أم الريش ولم يحدث ذلك.
ويرى مراقبون أن خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى بمحافظة حضرموت وخروج القوات العسكرية من محافظة المهرة وتمكين أبناء المحافظتين الحل الأمثل لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية التي يستعرض بقواتها في الحديدة غرب شمال اليمن.
وقال السياسي والأكاديمي د. صالح طاهر سعيد لأضواء الوطن ” عن تنسيق مستوى عالي من الدقة موجه لتوزيع الأدوار بين تيارات التطرف الإرهاب في القوى الشمالية الموالية للقوى الإقليمية المحيطة بالعالم العربي وتحديدًا إيران وتركيا حيث يمثل حزب الإصلاح بلباسه الإخواني مخلب تركي تستخدمه الدولة التركية للتدخل في الشأن الداخلي اليمني والعربي فيما يمثل الحوثيون المخلب الإيراني للتدخل والسيطرة على الأحداث الدائرة في اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر عامة والحركة الملاحية في باب المندب .
مضيفاً ” أن ما تجمع عليها هذه القوى الظلامية حسب قوله” تجمعهم مصلحة مشتركة تتمثل في السيطرة على أرض الجنوب وموقعها الاستراتيجي المسيطر على خليج عدن وباب المندب وما يختزنه الجنوب من ثروات النفط والغاز وغيرها فإن التنسيق والتحالف بين الطرفين واضحا حيث أعطي دور لقوات الإصلاح باستخدام غطاء الشرعية ومواصلة التمسك بمواقع سيطرتها في بعض الأجزاء من الجغرافية الجنوبية وتعزيز تواجدها في مناطق النفط في حضرموت وبعض أجزاء محافظة المهرة بعد أن خسرت أبين وشبوة وإعادة تنظيم تواجدها في المناطق الحدودية بين محافظتي تعز الشمالية ولحج الجنوبية .
ويوضح السياسي الأكاديمي صالح طاهر أن “كل ذلك يتم بتنسيق وطيد مع القوات الحوثية ويأتي استعراض القوة في العرض العسكري الذي أقامه الحوثيون في محافظة الحديدة وعرضهم لأسلحة موجهة لتهديد خطوط التجارة الدولية باب المندب والبحر الأحمر.
ويبدو توزيع الأدوار بين الطرفين الشماليين وأن مهمة السيطرة على الثروة أسندت للإصلاح فيما تتولى القوات الحوثية السيطرة على خطوط التجارة الدولية وتهديد مناطق الجوار الجغرافي وعلى الأخص السعودية والإمارات.
اننا أمام قوتين اقليمية تركيا وايران وذراعين داخلية الإصلاح والحوثيين يعملان ويتحركون بحسب ما تقتضيه المصالح الكبرى الخاصة بكل من إيران وتركيا الأمر الذي يستوجب تعزيز التحالف والتنسيق بين القوات المسلحة الجنوبية وقوات التحالف العربي لمواجهة الأخطار التي تحيط بالجنوب ومجلس التعاون الخليجي خاصة والعالم العربي عامة.
فيما يؤكد المتحدث الرسمي للقوات الجنوبية المقدم محمد النقيب ” عن التخادم الحوثي الإخواني في اليمن بقوله” هذا الموقف الذي تكشفت حقيقته اليوم للقاصي والداني احد الادلة وابراهين الدامغة على صدق تحذيرنا ومنذ وقت مبكر من أن الحرب والمعركة بالنسبة لحزب الإصلاح الإخواني ليست على الحوثي بل على الجنوب ، موضحاً ” اليوم نستطيع أن نتحدث عن نتائج هذه النهج الإخواني وخلاصة مساره المتوازي في الاتجاه والمتشابك في الأهداف والغايات مع الحوثي ومشروعه الإيراني ، من هذه الخلاصات أن الخدمة التي قدمتها جماعة الإخوان للحوثي توازي الدعم الإيراني له، فهي التي سلمته قرابة ثلاث مناطق عسكرية منذ التوقيع على اتفاق الرياض وابقت واحدة وهي المنطقة العسكرية الأولى كجبهة مشتركة حوثية إخوانية في شرق الجنوب وحيث تتركز الثروة والمصالح الدولية.
وقال النقيب أن رفض جماعة الإخوان لقرار إخراج القوات الموالية لها من وادي وصحراء حضرموت ومن المهرة وفقاً لما نص عليه اتفاق ومشاورات الرياض تمرد مكتمل الأركان وبصورة معلنة وهذا يتطلب موقفا حازما من قبل مجلس القيادة الرئاسي كون عملية الانتقال السياسي التي يمثل المجلس الرئاسي عنوانها جاءت لتصوب المعركة ضد الحوثي وبدون نقل المنطقة العسكرية الأولى وتلك المتواجدة في المهرة إلى خطوط المواجهة مع الحوثي في محافظات الشمال لن يحقق مجلس القيادة الرئاسي أهدافه ، مجددا بان التنفيذ الفوري لاتفاق الرياض هو الحل ، مع تأكيدنا بان قواتنا المسلحة الجنوبية قد اعدت نفسها مسبقا لمواجهة التحالف حوثي اخواني ولن تفرط بشبر من ارض اللجنوب.
فيما يكشف المحلل السياسي ا. نصر العيسائي ،
استعراض مليشيات الحوثيين في الحديدة يحمل رسائل كثيرة للداخل وللخارج ، وتريد الدولة العميقة التي تدير الحوثي واغلب الأحزاب في اليمن الشمالي إرسال رسالة مفادها ان حركة الحوثي هي مجرد الوجه القبيح لتلك الدولة التي تحكم صنعاء منذُ مئات السنين ، هذه القراءة ربما لا يتحدث فيها البعض من المحللين السياسيين بل يذهب بعضهم لتصوير ان حركة الحوثي نزلت من السماء في عام ٢٠١٤م الحقيقة ان الدولة العميقة في اليمن الشمالي هي من تقف وراء مليشيات الحوثي ، ووفقا لذلك فالقوات المتواجدة في المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت والمهرة هي تابعة للدولة العميقة في صنعاء منذُ ١٩٩٤م وبما ان الدولة العميقة هي التي تقف خلف حركة الحوثي فإن النتيجة الحتمية ان اغلب الأحزاب والمليشات التي تدين بالولاء للأحزاب اليمنية هي جزء من الدولة العميقة التي تقف خلف الحوثي، فالثمان السنوات الماضية من الحرب والفشل والتخذيل والتسليم الجبهات والاسلحة من قبل الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا خير دليل على ان تلك الشرعية مخترقة من قبل الدولة العميقة في صنعاء عبر حزب الإصلاح الإخواني والذي يعتبر الوجه الاخر لمليشيات الحوثي بحسب خطة الدولة العميقة في صنعاء لافشال التحالف العربي..
مؤكداً أن إخراج المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب الإصلاح الإخواني من وادي حضرموت والمهرة اصبح ضرورة ملحة في هذه المرحلة ، ووضع الخيارات اماهم اما مواجهة الحوثي في الجبهات او الانكشاف التام عن تعاونهم من تحت الطاولة مع المليشيات الحوثية ليتم تطهير الجبهة الداخلية للمناطق المحررة والاتجاه الى تحرير صنعاء بعد تأمين الجنوب فلا يمكن ان تحارب مليشيات الحوثي وظهر القوات الشرعية مكشوفا من قبل عناصر تتخادم مع الحوثيين، فتأمين ظهر القوات الشرعية وتطهير الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من عناصر الدولة العميقة في صنعاء ” حزب الاصلاح الإخواني ” والتي تقف خلف الحوثي هو مفتاح النصر.
فيما يرى القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي والمحلل السياسي سيلان حنش ” قوات المنطقة العسكرية الاولى في حضرموت تتغطى بلباس الشرعية وهي في الأصل تخدم المليشيات الحوثية بدرجة كبيرة من خلال تأمين تهريب السلاح للمليشيات الحوثية وحماية الثروات والسيطرة عليها والوقوف ضد تنفيذ الرياض وتعطيله وتعمل على صناعة التوتر في وادي حضرموت لأشغال المجلس الرئاسي وتعطيل دوره في توحيد الصف الوطني لمحاربة الحوثي والتوجه للجبهات لتحرير صنعاء والمناطق الشمالية وتحقيق الإستقرار في المناطق المحررة . وان هذا يتوجب على مجلس القيادة الرئاسي باتخاذ قرار بتغيير قيادتها ونقل كافة قوات المنطقة العسكرية الاولى الى الجبهات تنفيذا لأتفاق الرياض.
وتختم اضواء الوطن تقريرها للمشهد في اليمن أنه من خلال ما تقوم المليشيا الحوثية من استعراض عسكري في الحديدة من الموقع التي كانت تسيطر عليها قوات العمالقة الجنوبية في الحديدة والتي لولا اتفاقية استكهولوم كانت القوات العسكرية للعمالقة الجنوبية قد خنقت المليشيا الحوثية والتي على قرب ميناء الحديدة أصبح الإجماع على طي صفحة حزب الاصلاح (اخوان اليمن) التي سيطرت على القرار السياسي والعسكري في الشرعية من المشهد السياسي لكي لا يتكرر المشهد في الجنوب كما حدث في الشمال فشكل هذا الإجماع السياسي والشعبي على طي صفحة الإخوان من المشهد السياسي خصوصا بعد مشاورات الرياض ضرورة ملحة لما تقتضية المرحلة خدمة لمصلحة للشعب في الجنوب والشمال في اليمن وكذالك الحوار وللاقليم ودول المنطقة من خطر المليشيا الحوثية المدعومة من إيران التي تهدد الأمن والسلم الدوليين