بدأت الأسس الاقتصادية اللبنانية في الانهيار عام 2019 بعد عقود من الفساد وسوء الإدارة، بحسب ما يشير مراقبون لبنانيون ودوليون، وتخلفت الحكومة عن سداد ديون بقيمة 30 مليار دولار وفقدت العملة نحو 90٪ من قيمتها مقابل الدولار.
فيما كشف تقرير لوكالة “بلومبرغ” قيام حزب الله المدعوم من طهران باستغلال الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في لبنان لتعزيز نفوذه وكسب المؤيدين عبر إغرائهم بـ”الخبز والحليب”.
وبحسب الوكالة في تقرير نشرته إن “الخبز العادي تحول إلى رأس مال سياسي في لبنان المحطم اقتصادياً، لكن لا أحد استغل عملة الزيت والحليب والخبز كما استغلها حزب الله المدعوم من إيران”.
ونقلت الصحيفة شهادات مواطنين لبنانيين يعيشون في مناطق نفوذ الحزب، لم يجدوا خياراً سوى اللجوء إليه من أجل الحصول على شيء من الخدمات التي يقدمها لأنصاره في ظل عجز المؤسسات الحكومة عن توفير الخدمات الأساسية.
في المقابل هزت فضيحتان مدويتان لبنان خلال الأيام الماضية، تتعلقان بتهريب كميات كبيرة من مادة المازوت مدعوم الثمن من مصرف لبنان إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية، وتهريب الطحين اللبناني المدعوم كذلك إلى سوريا.
لم يتوقف الأمر على ذلك فحسب، بل إن الأمر تجاوزه ليصبح المواطن اللبناني رهينة ابتزاز من حسن نصرالله وحزبه مفاده: القبول بصواريخ حزب الله مقابل الخبز، فلبنان الذي يفترض أن يكون قبلة سياحية صيفية مع رفع الإجراءات الاحترازية يرزح تحت غياب وفرة الغذاء وانقطاعات الكهرباء والعديد من الأزمات المتتالية، وصحيح أنّ لبنان يستورد أكثر من 70 في المئة من قمحه من أوكرانيا، لكنّ الأزمة لا تتعلّق بالحرب الروسية على أوكرانيا، بل بتحوّل لبنان إلى ضحية للاحتلال الإيراني وسلاح حزب الله.