في خضم حرب أوكرانيا، ترسل روسيا بين الحين والآخر رسائل تهديد وتلويح بقوتها العسكرية عبر اختبار أسلحة جديدة، من بينها غواصة نووية صاروخية لا يمكن مواجهتها وتثير مخاوف البحرية الأميركية، وفق الخبراء العسكريين.
وذكرت وكالة “تاس” الروسية، الأربعاء، أن الخبراء الروس باشروا باختبار الغواصة النووية “كراسنويارسك” الجديدة من فئة “ياسين-إم”، واتجهت نحو البحر المتوسط لتخضع لاختبارات الحركة.
وأضافت أنه “سيتم تفقد جاهزية المعدات الموجودة في الغواصة خلال الاختبارات، كما سيتحقق الخبراء من قدرة كراسنويارسك على الحركة والمناورة في الماء، وسيتأكدون من مطابقتها للمواصفات التي أعلنها مشروع تصميمها”.
والغواصة “K-571” كراسنويارسك الملقبة بـ”الخرساء”، لأنها لا تصدر أي ضجيج أثناء عملها وتتمتع بقدرة عالية على التخفي، بدأ تطويرها في مصنع “سيفماش” عام 2014، في إطار المشروع الحكومي الروسي “885М”.
غواصة من الجيل الرابع
تم إطلاق “كرسنويارسك” النووية من الجيل الرابع وإنزالها إلى المياه أول مرة عام 2021، حيث تم بناؤها وفقًا لتصميم “Yasen-M” في سيفيرودفينسك.
ووفق تقارير روسية، تعدّ الغواصة متعددة المهام، التي تحمل اسم مدينة كراسنويارسك الروسية، ثاني غواصة ضمن مشروع (إم-885) وتعمل بالطاقة النووية.
وهناك 8 غواصات نووية ضمن فئة “ياسن إم” قيد الإنشاء، أطلقت عليها أسماء مدن روسية هي: أرخانغيلسك وبيرم وأوليانوفسك وفلاديفوستوك وفورونيج، كما تم إطلاق أول غواصة من تلك الفئة وتحمل اسم “قازان” في مايو 2021.
ومثل باقي غواصات “ياسن-إم” المطورة، تتزود الغواصة النووية الجديدة بمنصة صواريخ “تسيركون” المضادة للمركبات البحرية والسفن، وصواريخ من طراز “كاليبر” و”أونيكس”، بعيدة المدى، فضلا عن كونها مزودة أيضا بمنصات إطلاق طوربيدات عيار 533 ملم.
وينتظر أن تحمل الغواصة على متنها أيضا صواريخ “خا – 35″، كما ستحل صواريخ “تسيركون” فرط الصوتية التي تبلغ سرعتها 10000 كيلومتر في الساعة، محل صواريخ “أونيكس” المجنحة.
كما تستطيع إزاحة كمية كبيرة من المياه تعادل 13800 طن، كما لديها القدرة على الغوص إلى 600م تحت قاع البحر بسرعة 30 عقدة بحرية، فضلًا عن أن هياكلها حصلت على تصاميم ومواد خاصة تجعلها تصدر أقل قدر من الضوضاء عند الحركة، وهو ما يساعدها على التخفي عن السفن والغواصات المعادية.
والغواصة مزودة بأحدث المعدات، حيث كانت التغييرات التي تم إدخالها على غواصات “ياسن-إم” مرتبطة بقاعدة عناصر مجمعات الأسلحة التقنية اللاسلكية، والمعدات والمواد الحديثة، بالإضافة إلى التحسينات الخاصة بالهيكل الخارجي.
وذكر موقع “بيزنس إنسايدر” البريطاني أن الغواصة مزودة بأنظمة جديدة للتحكم والسيطرة، ومجمعات استشعار، وتقنية حديثة لقمع الضوضاء وحتى مفاعل نووي أكثر هدوءًا، كما أنها منصات صاروخية هائلة تحت الماء.
ويضيف أنها “مجهزة بأسلحة تقليدية حديثة قادرة على ضرب الأهداف حتى على الأرض، إلى جانب التخفي والقدرة على الوجود في أي مكان تقريبًا في المحيط، ولا يمكن المبالغة في تقدير خطر هذه الغواصات، التي قد تسمح لروسيا بشن عمليات عسكرية في الولايات المتحدة”.
مخاوف أميركية
من جهتها، كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية أن “القوات البحرية بالجيش الأميركي لم تتمكن من اكتشاف غواصة “سيفيرودفينسك” حين كانت موجودة في المحيط الأطلسي عام 2018″.
وتابعت: “عقب ذلك، طلب مدير برنامج البنتاغون للغواصات الأميرال ديف جونسون، إحضار النموذج المصغر من هذه الغواصة إلى مكتبه ليكون أمام عينيه دائمًا ما يمكن أن تواجهه الغواصات الأميركية”، مشيرة إلى أن غواصة “سيفيرودفينسك” تدل على خطورة العدو المحتمل.
والأكثر خطورة في الغواصة الحربية، وفق المجلة الأميركية، هو قدرتها على التخفي، كما أنها الأولى القادرة على حمل الصواريخ فرط الصوتية التي تعادل سرعتها أضعاف سرعة الصوت، ويقودها طاقم مكوّن من عدد قليل من الأفراد بسبب ميكنة عملياتها العديدة.
ويقول الخبير العسكري فلاديمير إيغور إن “سيفيرودفينسك هي الغواصة الوحيدة من فئة “ياسن- إم” حاليًّا، ولن يظهر المزيد من هذا الطراز من الغواصات مرة أخرى، لأن روسيا تقوم بتصنيع الغواصات الأكثر تطورًا من “ياسن إم”، ومنها “قازان” التي تعتبر الأقل ضجيجًا والأقدر على التخفي”.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية” أنها “غواصة مدمرة تم تعزيزها بصواريخ الفرط صوتية وبها ترسانة أسلحة موثوقة تستطيع ضرب الأهداف بكل دقة، وفي المجمل فهي إضافة نوعية للبحرية الروسية”.