بين تأكيد أوكراني ونفي روسي لاستهداف مبنى سكني بالقرب من ميناء أوديسا على البحر الأسود، خرجت أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، لتعلن عن 3 سيناريوهات للحرب التي دخلت شهرها الخامس.
ونفى الكرملين اتهامات بأن صواريخ روسية قصفت مبنى سكنيا بالقرب من ميناء أوديسا في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في حديث عبر الهاتف مع الصحفيين: “أود أن أذكركم بكلمات الرئيس فلاديمير بوتن بأن القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع الأهداف المدنية”، حسبما نقلت “رويترز”.
وبحسب الرواية الأوكرانية، فإن الهجمات الصاروخية الروسية أوقعت 19 قتيلا على الأقل.
وأظهر مقطع مصور لهجوم ما قبل الفجر بقايا مبان متفحمة في بلدة سيرهيفكا الصغيرة الواقعة على بعد 50 كيلومترا جنوب غربي أوديسا.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، إن ثلاثة صواريخ من طراز إكس-22 أطلقتها قاذفات روسية أصابت مبنى سكنيا ومعسكرين.
من جانبها، قالت خدمة الأمن الأوكرانية إن 19 شخصا قتلوا بينهم طفلان، مضيفة أن 38 آخرين، من بينهم ستة أطفال وسيدة حامل، نقلوا إلى المستشفى متأثرين بجروح.
وانسحبت القوات الروسية من جزيرة الثعبان يوم الخميس، في خطوة كان من المتوقع أن تخفف من التهديد المحتمل على أوديسا القريبة، موطن أكبر ميناء في أوكرانيا.
واعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن الانسحاب الروسي من الجزيرة لا يضمن سلامة منطقة البحر الأسود، إلا أنه “سيحد بشكل كبير من الأنشطة الروسية هناك”، وفقما نقلت “الأسوشيتد برس”.
مخطط تقسيم أوكرانيا
وسط غياب أي أفق لحل دبلوماسي، كشف مسؤول روسي بارز عن مخطط غربي لتقسيم أوكرانيا ستنفذه بولندا برعاية الولايات المتحدة وبريطانيا، بينما تحدثت مديرة الاستخبارات الأميركية أفريل هاينز عن 3 سيناريوهات للحرب.
وفي مؤتمر بواشنطن، قالت هاينز، إن “مجتمع الاستخبارات الأميركي يرى 3 سيناريوهات محتملة، يمكن التركيز عليها في الأسابيع والأشهر المقبلة، على الأرجح فإن الصراع ما يزال طاحنا يحقق فيه الروس مكاسب متزايدة، لكن لا يوجد اختراق، بموجب هذا السيناريو، سيكون الجيش الروسي قد أمّن لوغانسك وجزءا كبيرا من دونيتسك بحلول الخريف، بالإضافة إلى ترسيخ سيطرته على جنوب أوكرانيا”.
وأشارت إلى أن السيناريو الثاني هو أن روسيا يمكن أن تحقق اختراقا وتعيد التركيز على كييف أو أوديسا.
أما السيناريو الثالث هو أن تتمكن أوكرانيا من تحقيق الاستقرار في خط المواجهة والبدء في تحقيق مكاسب أصغر، على الأرجح في خيرسون أو في أي مكان آخر في جنوب البلاد.
وفي المقابل، كشف مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، الخميس، أن القيادة البولندية بدأت في وضع سيناريوهات “تقطيع أوصال أوكرانيا”.
وفي تصريحات لوكالة “نوفوستي” الروسية، أوضح المسؤول الروسي أن بولندا تعمل الآن على قضية إنشاء دولة بالوكالة في غرب أوكرانيا، ستكون “تحت حماية” القوات المسلحة البولندية.
وبيّن ناريشكين: “في الوضع الحرج الراهن في وارسو، هم يميلون إلى تجاوز المخططات السابقة بتجهيز وحدة حفظ سلام بولندية في غرب أوكرانيا، وإنشاء دولة بالوكالة في القطاع الشرقي تحت حماية القوات المسلحة البولندية”.
كما لفت إلى أنه “يتم النظر في مشروع لتشكيل منطقة عازلة في المناطق الوسطى في أوكرانيا، والتي وفقا للبولنديين، ستسمح لهم بتجنب الصدام المباشر، غير المرغوب فيه للغاية، مع روسيا”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ناريشكين عن دور بولندي في الصراع، إذ قال قبل أيام، إن “بولندا تدافع عن نظام الرئيس الأوكراني زيلينسكي بشكل حيوي”، لافتا إلى أن “وارسو تعمل على نقل السيطرة الفعلية على أهم وظائف ومؤسسات الدولة إليها”.
ولفت إلى أن كييف فتحت عن عمد أمام البولنديين والأميركيين الوصول إلى المعلومات ذات الأهمية الوطنية، بما في ذلك المعلومات حول دافعي الضرائب، وبالتالي، الوضع المالي الحقيقي لأوكرانيا.