اضواء الوطن — ارسلان السليماني
أعربت الدكتورة وسام باسندوة رئيس الائتلاف اليمني للنساء المستقلات عن اسفها لما يتعرض له الأطفال في اليمن من انتهاكات على يد مليشيات الحوثي مؤكدة أنها ترتقي إلى جرائم حرب ضد الطفولة .
وشددت الدكتورة وسام في الندوة التي أدارتها يوم أمس في العاصمة السويسرية جنيف بالتوازي مع الدورة الـ50 لمجلس حقوق الإنسان بعنوان (انتهاكات مليشيا الحوثي بحق الطفولة في اليمن.. الآثار والعواقب )على ضرورة حماية الطفولة من قبل المنظمات الدولية ذات الاختصاص، وفي مقدمتها منظمة اليونسف التابعة للأمم المتحدة .
وحذرت باسندوة من أي تساهل او تقاعس من قبل المجتمع الدولي في حماية أطفال اليمن معتبرة أن ذلك ينذر بكارثة على المستوى القريب .
وذّكرت باسندوة بمأساة الطفلة ليان التي تم قصفها بصاروخ بالستي مع والدها في مدينة مأرب العام الماضي معتبرة تلك المأساة تلخص حالة الأطفال في اليمن .
وأعتبرت باسندوة حصار تعز وهي اكبر مدن اليمن من حيث الكثافة السكانية جريمة ضد الإنسانية وأن الأطفال فيها هم الفئة الأكثر تضررا من الحصار الجائر.
من جهته رئيس البيت الأوروبي اليمني لحقوق الإنسان عبر منصور الشدادي عن قلقه أزاء محاولات أدلجة الأطفال من قبل الجماعات الإرهابية (الحوثيون، القاعدة في جزيرة العرب، داعش) .
وقال منصور الشدادي أن الجماعات الإرهابية تلجأ إلى أدلجة الأطفال بعد ان فشلوا في تسويق خطابهم الإرهابي والطائفي للمجتمع الذي رفضهم بسبب أفكارهم المنحرفة والبعيدة عن التسامح والتعايش.
وأكد الشدادي أن الجماعات المتطرفة وفي مقدمتهم الحوثيين من خلال تجنيد الأطفال تسعى لإيجاد قاعدة شعبية مستقبلية لهم .
وأضاف الشدادي في حديثه أن جماعة الحوثي تركز على تعبئة أفكار الأطفال البريئة بالمشاكل الطائفية والتاريخية ومسألة الولاية وحرب المنافقين وغير ذلك من المصطلحات التي تحدث انحرافاً سلوكياً عنيفاً في حياة الطفل قبل الدفع به إلى الموت من أجل الأفكار الشريرة التي تلقاها في فترة براءته.
واعتبر الشدادي أدلجة الأطفال في اليمن الباب الأوسع والأسرع لزيادة أعداد تجنيد الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ، بعد معركة الحديدة التي افقدتهم الكثير من المقاتلين .
وأكد منصور الشدادي أن الاستراتيجية التي تتخذها جماعة الحوثي بعد معركة الحديدة كانت ناجعة حيث تم رفد جبهاتهم بالآف المقاتلين الأطفال، لكن في نفس الوقت كانت مدمرة لعشرات آلاف من الأسر اليمنية التي فقدت أطفالها في سن مبكرة.
وبحسب التقديرات التي أوردها الشدادي فإن نصف مجموع مقاتلي الميليشيات من الجنود الأطفال الذين يتم استغلال معاناة اسرهم, أو يتم حشدهم عن طريق الاكراه .
واعتبر الشدادي سيطرة الجناح المتطرف لدى جماعة الحوثي على وزارة التربية والتعليم سبباَ رئيسا في عملية تجنيد الأطفال وتسهيل أدلجتهم.
كما اعتبر الآثار الاقتصادية للحرب على الأسر ومحاولة استقطاب أطفال الأسر الفقيرة وغير المتعلمة من خلال السلال الغذائية التي تقدمها المنظمات الأممية ويستولي عليها مشرفو الجماعة سبباَ رئيسيا أخر للتجنيد .
وكشف الشدادي عن تهديدات مباشرة يمارسها المسؤولون على الاسر في حال تم رفض الدفع بأبنائهم إلى دورات التثقيف التي تعتبر الطريق إلى التجنيد تحت يافطات كثيرة منها التقاعس في الدفاع عن الوطن، والعمالة للعدوان وغير ذلك من المصطلحات التي يخاف منها الجميع.
وأوصى الشدادي بضرورة تجريم الادلجة الطائفية أو الفكرية غير المتسامحة التي تمارسها جماعة الحوثي ودعم إعلاء ثقافة التسامح والتعايش وبث البرامج الداعية لذلك.
كما أكد الشدادي على ضرورة إلحاق الأطفال المتضررين من الشحن الطائفي والديني ببرامج تأهيل لإعادة دمجهم في المجتمعات .
إلى ذلك أكد الباحث والناشط الحقوقي الدكتور مسلي بحيبح أن ظاهرة تجيد الأطفال في اليمن واحدة من أبرز صور انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها مليشيات الحوثي في حق الطفولة .
وأضاف بحيبح في ورقته أن الحوثيين في المناطق المسيطرة عليها حولوا الكثير من المدارس إلى ثكنات عسكرية يتمركزون داخلها دون أن يلقوا بالًا إلى أين سيكون مصير الأطفال وكيف سيكون مستقبلهم بعد حرمانهم من التعليم .
واعتبر بحيبح حرمان الطلاب من حقهم في التعليم مدخلا لتجندهم من قبل مليشيات الحوثي والزج بهم في جبهات القتال والتي لا يعودوا منها إلا جثثًا هامدة وقد لا يعودوا مطلقًا ولا يهتم الحوثي لجثثهم بعد موتهم، وهذه جريمة في حق الطفولة لا تغتفر .
وتساءل بحيبح في حديثه ما الذي يجنيه الحوثيون من تجنيد الأطفال سوى زيادة عدد القتلى والجرحى، ما الذي يجنونه من ذلك سوى الموت وكأنهم جاءوا ليبيدوا الطفولة وينفوا البراءة من ظهر الوجود.
وأكد بحيبح ان الحوثي يواصلون عملية تجنيد الأطفال على مرأى ومسمع الجميع محليا ودوليا ولم تتخذ أي إجراءات يذكر في وقف هذه الجرائم التي يتخذها الحوثي في حق الطفولة.
وأرجع بحيبح تركز الحوثيون في الحشد على فئة الأطفال لسهولة إقناعهم والزج بهم إلى الجبهات ” خاصة بعد الرفض الشعبي لدعوات التحشيد التي لا تتوقف منذ انقلابهم على الشرعية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء.
وتابع بحيبح حديثه عن إحصائية للأمم المتحدة والتي ذكرت أن تجنيد الأطفال لدى مليشيات الحوثي شكلت أكثر من 77 % من حالات تجنيد واستخدام الأطفال الموثقة في تقرير الأمم المتحدة السنوي.
وأشار بحيبح إلى أن الأطفال في اليمن أصبحوا في فوهة البندقية فهم يتعرضون للانتهاكات المباشرة أو غير المباشرة.
وبحسب الاحصائيات التي ذكرها بحيبح فإن قرابة نصف مليون طفل تم استيعابهم في 6000 مركز صيفي تابع لجماعة الحوثي الامر الذي أكده كبار المسؤولين في الجماعة حيث يتم تأهيلهم على القتال وعلى مناهج ذات بعد طائفي لا تخدم السلم الاجتماعي.
وشدد بحيبح على ضرورة احياء اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال على مستوى وسائل الاعلام العام والتواصل الاجتماعي والاحتفاء به في المدارس والمؤسسات الاجتماعية للحد من تجنيد الأطفال.
كما دعا إلى التوعية بأهمية اتفاقية حقوق الطفل التي تعتبر ميثاق دولي يحدد حقوق الأطفال على مستوى العالم .
وحمل بحيبح مجلــس الامــن المسؤولية في إحالــة قضيــة تجنيــد الأطفــال فــي اليمــن إلــى المحكمــة الجنائيــة الدوليــة، باعتبارهــا جريمــة حــرب بموجــب ميثــاق رومــا الاساسي الناظــم للمحكمــة.
كما شدد على ضرورة قيام المفوضيــة الســامية لحقــوق الانسان باتخــاذ التدابيــر اللازمة لوقــف تجنيــد الاطفال في اليمــن مــن خــلال تعزيــز دور مكاتبهــا الميدانيــة
بدوره أكد رئيس تنسيق الجمعيات والشعب من أجل حرية المعتقد تييري فالي أن اليمن تعرضت للدمار منذ 2014 بسبب انقلاب الحوثيين المتمردين المدعومين من إيران على الدولة الشرعية .
وقال تييري فالي أن الحرب التي شنها الحوثيين وأجبرت الملايين على الفرار من بلادهم ، تعد واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في هذا القرن .
وكشف تييري فالي أن أطفال اليمن أكثر المتضررين من هذه الحرب، مؤكداً أن الحرب تتسبب في موت طفل كل عشر دقائق منذ مطلع العام 2018م
وذكر تييري فالي بتحذير اليونسف في عام 2021 ، حيث قال أن الصراع في اليمن قد وصل إلى مرحلة مخزية فقد قُتل أو شوه 10000 طفل منذ بدء القتال في مارس 2015. وهذا يعادل أربعة أطفال في اليوم.
وأكد تييري فالي ان الصراع في اليمن حول حياة 12 مليون طفل الي جحيم لا يطاق بالإضافة إلى معاناتهم من نقص الغذاء والأمراض الناجمة عن الجوع والنزوح وانعدام الوصول إلى الخدمات الأساسية .
وأضاف تييري فالي أن الأطفال في اليمن يواجهون عمليات إعدام وقتل ممنهج على يد الحوثيين.
وبحسب إحصائية قال تييري فالي ” لقد سقط 450 طفلا بين قتيل وجريح في مدينة تعز خلال السنوات الست الماضية ، وتعمد الحوثيون استهدافهم بالقنص “.
وأورد تييري فالي حالة الطفلة رويدة صالح البالغة من العمر 8 سنوات ، والتي أصيبت برصاصة في رأسها في أغسطس / آب 2020 أثناء قيامها بجمع المياه في مديرية كلباء بتعز مؤكداً أنها مثالا على قنص الحوثي للأطفال بشكل متعمد.
كما أورد قصة الطفل صابر البالغ من العمر 10 سنوات والذي قُتل عام 2020 برصاص قناص أثناء تواجده مع شقيقه ، لجلب الماء لأسرته.
وعبر تييري فالي عن انضمام منظمته إلى الأصوات المنادية بتحقيق عادل وشفاف في تلك الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي في حق الأطفال في اليمن .
وفي سياق اخر نقل تييري فالي عن البرنامج الوطني لإزالة الألغام ، قوله أن هذه الألغام شوهت وقتلت أكثر من 7000 شخص ، معظمهم من النساء والأطفال ، كما تسبب في إصابة الآلاف من مبتوري الأطراف بإعاقات جسدية دائمة.
كما تسببت مخلفات الذخائر المتفجرة ، بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة ، في مقتل 338 مدنياً، بينهم 129 حالة وفاة ، في عام 2021 في اليمن ، وفقًا لمنظمات حقوق الإنسان التي تفيد بارتفاع الأعداد،وتسببت ألغام الحوثيين في مئات القصص المأساوية عن الضحايا المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن.
واستشهد تييري فالي بقصة ناصر محمد البالغ من العمر 13 عاماً والذي فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح متعددة عندما انفجر لغم أثناء لعبه بالقرب من منزله ، ولا يزال يحمل ندوبًا عميقة على جسده.
وأعلن تييري فالي انضمامه إلى المنظمات غير الحكومية الأخرى لحقوق الإنسان في حث مجلس الأمن على فرض عقوبات مستهدفة على جميع الأفراد المسؤولين الحوثيين لارتكابهم مثل هذه الانتهاكات.