عقد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، مؤتمرا صحفيا بحرم مسجد نمرة في مشعر عرفات، عقب تفقده جاهزية مساجد المشاعر المقدسة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، وتدشين عدد من المشاريع الحيوية التي سيستفيد منها الحجاج خلال الموسم الحالي لعام 1443هـ، تناول ــ خلاله ــ عددا من المواضيع المتصلة بالحج وما يتصل بأعمال الوزارة في حماية المنابر والتصدي للأفكار الدخيلة على الإسلام.
وشدد معاليه على أن ما قامت به وزارة الشؤون الإسلامية من تطهير للمنابر والتصدي للبدع الدخيلة على الدين، ما هو إلا تبيين وتوضيح لبعض من انخدع بمروجيها، وأما من تلوث فكره بهذه المناهج وهذه البدع التي تدعو إلى تكفير الناس، وإلى تدمير الأوطان وتدعو إلى الفتن، فهؤلاء شرذمة قليلة جدا ولا يشكلون نسبة يعتد بها في المملكة، وتم التعامل معهم من خلال الأجهزة الأمنية فيما هو خارج عن المألوف، وأما وزارة الشؤون الإسلامية وبما أنيط بها من مهام في حماية المنابر وحماية بيوت الله وأفكار المسلمين الذين يقصدون دور العبادة، سواء لأداء صلاة الجمعة أو تلقي محاضرات وندوات شرعية، فإن الوزارة قامت بواجبها على أكمل وجه، وذلك بفضل دعم القيادة الكريمة ومؤازرة المواطنين الذين لا يرضون أن تلوث أفكارهم من خلال فئة مريضة أو صاحبة مصلحة في تقويض الأمن الذي نعيشه، أو بهدف صرف الناس عن عقيدة التوحيد الصحيحة.
وأعلن معالي الوزير آل الشيخ، أن المملكة العربية السعودية بدأت بالتعاون مع الدول الإسلامية الأخرى لتجفيف منابع “الإخوان المسلمين” و”السرورية” والجماعات الضالة الأخرى، بالتوازي مع نشر مبادئ الاعتدال والوسطية ونبذ العنف، وبذلت كل ما يلزم في سبيل تحقيق أهداف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، بالدعوة إلى الوسطية والعمل وفق القرآن الكريم نصا وروحا، ووفق سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن المملكة الآن في أحسن حال، فبعد أن كان التهييج وتفريق الناس وسرقة أموالهم منتشرا على المنابر، انتهت هذه السلوكيات إلى غير رجعة.
وأضاف معاليه: وأما من مارس هذه الأعمال فهي فئة قليلة تم تحييدها وإبعادها عن المنابر، فلا بقاء لفكر منحرف ولا لفكر فيه غلو وتطرف، ولا بقاء لكل من في رأسه لوثة تجعله يعتقد بأنه قادر على تعكير صفو هذه البلاد المباركة، وستبقى راية التوحيد قائمة والقيادة الرشيدة هي ربان هذه البلاد الذي تسير بها إلى الأمان دائما.
وفي رده على سؤال عن قرار إنشاء إدارة لحماية أملاك المساجد ومرافقها من التعديات هل ستتخذ الوزارة سياسة في التشهير بمستغلي منافع ومرافق المساجد بغير وجه حق والتشهير بهم؟ أكد معاليه على أن الفساد انتهى إلى غير رجعة، مشيدا بما قام به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من جهود جبارة لتحقيق هذا الهدف، موضحاً أن سموه استطاع أن يحوّل ثقافة الناس من التسامح وقبول الفساد، إلى أن يكون كل مواطن أداة من أدوات الإصلاح، ولا يسمح بممارسة الفساد سواء في الأمور الخاصة أو العامة، فضلا عن تطبيق القانون على الكبير والصغير دون تفرقة أو تمييز.
وأكد معاليه على أن هذا الرجل العظيم استطاع أن يفرض هيبة الدولة السعودية داخليا وخارجيا، وحقق الكثير من الإنجازات الكبيرة في فترة وجيزة تحتاج إلى عقود لتحقيقها، مشيرا إلى أن القضاء على الفساد بأنواعه هو أولى ثمار رؤية المملكة 2030، وستجني المملكة خلال السنوات القريبة القادمة النتائج الكبيرة لهذه الجهود والأعمال الجبارة.
ولفت معالي وزير الشؤون الإسلامية إلى أن الشعب السعودي يعيش اليوم ضمن دولة حديثة، “لا غلو ولا تطرف ولا إرهاب أو فساد أو ظلم ولا بطش”، و”لوكان هناك عملة ذات وجهين لكان الوجه الأول للملك عبدالعزيز الذي أسس وبنى وسار على نهجه الملوك، والوجه الثاني لسمو ولي العهد أيده الله، الذي يقوم بعمل جبار وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وهو عمل لا يقوم به إلا الأفذاذ في التاريخ”، فالصورة الأولى فيها المؤسس والصورة الثانية فيها باني المملكة الحديثة، وبيّن أن المملكة اليوم على الوجه الصحيح، من خلال مكافحة الإرهاب وتنقية أفكار الناس من البدع والقضاء على الفساد.
وعن المخاطر الأمنية التي قد تعكر صفو موسم الحاج لهذا العام، نوه معاليه بالاستعدادات الأمنية الكفيلة بحماية الحجاج وتهيئة الأجواء المناسبة لتأدية مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، مشيرا في الوقت نفسه إلى الوعي والإدراك الذي يتمتع به المسلمون، وهو أمر كفيل بإحباط أية محاولة دنيئة.
وفيما يتعلق بجاهزية المساجد لاستقبال ضيوف الرحمن، شدد معالي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على أنها في أحسن حالاتها شكلا ونظافة وأثاثا وتكييفا، منوها بالعمل الجبار الذي نفذه 4000 موظف تابعين للوزارة خلال عام واحد، من خلال المراقبة والعمل والتحديث والمتابعة، فضلا عن الخدمات النوعية في مجال توعية الحجاج وتعليمهم، حيث استعرض معاليه ما تم إنجازه حتى الآن من بث لأكثر من 4 ملايين و200 ألف رسالة نصية توعوية على جوالات أكثر من مليون حاج بلغات عالمية متعددة، وإطلاق أكثر من 5000 محاضرة وكلمة توعوية عن الحج في عموم المساجد والجوامع والمواقيت، إضافة إلى توزيع أكثر من مليون و250 ألف مطبوعة بأحد عشر لغة عالمية مختلفة لشرح المناسك وتوعية الحجاج، وليس انتهاء بالبطاقة التعريفية التي أصدرتها الوزارة بكافة المواقيت والمنافذ البرية والجوية والبحرية.
وفي ختام تصريحاته، تمنى معاليه لحجاج بيت الله الحرام حجا مبرورا وسعيا مشكورا، راجيا منهم الالتزام بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وبالأنظمة والتعليمات التي سنت من أجل تأمين حجهم وتيسيره، داعيا الله أن يعودوا إلى بلادهم بذنب مغفور وأجر وبركة في أعمارهم وأعمالهم، وأن يبتعدوا عن كل عمل يخالف ما أمر به الله ورسوله والسلف الصالح.