نختلف جميعا في اختيار الوقت المناسب لإخراج البطانيات الشتوية، أو في ضبط درجات أجهزة التكييف داخل المنزل أو مكاتب العمل، لاختلاف أجسامنا أصلاً من حيث مدى شعورها بالحرارة والبرودة.
وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للشعور بالبرد من الرجال، لعدة اعتبارات.
بيولوجياً، لدى النساء دهون أكثر بين الجلد والعضلات، مايجعل الجلد بعيداً عن الأوعية الدموية بعض الشيء، ويقلل من إمكانية شعوره بالدفء الناتج عن تدفق الدم في الجسم، كما أن معدل الاستقلاب لدى النساء أدنى منه مقارنة بالرجال، مما يقلل من القدرة على إنتاج الحرارة.
هرمونياً، يساهم هرمون الأستروجين بتقلص الأوعية الدموية في الجلد، مما يعني أن كمية أقل من الدم ستتدفق إلى بعض مناطق الجسم للحفاظ على دفئها، كما أن الهرمونات تجعل أيدي النساء وأقدامهن وآذانهن أبرد بمقدار 3 درجات مئوية عن الرجال.
ولايقتصر ذلك على البشر فقط، حيث تشير الدراسات التي أجريت على العديد من أنواع الطيور والثدييات إلى أن الذكور يتجمعون عادة في مناطق أكثر برودة، بينما تبقى الإناث في بيئات أكثر دفئًا.
وعلى سبيل المثال، تفضل ذكور الخفافيش الاستراحة عند قمم الجبال العالية الباردة، بينما تبقى الإناث في الوديان الأكثر دفئًا.
وفي سياق البحث عن طرق لاتفاقنا على درجة حرارة الأماكن التي نجلس فيها، من الممكن أن نزود أماكن العمل، بأنظمة الراحة الشخصية وهي أنظمة حرارية يتم تسخينها أو تبريدها ويمكن وضعها في أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو الكراسي أو بالقرب من القدمين والساقين.
وتوفر هذه الأنظمة راحة حرارية فردية لتلبية الاحتياجات الشخصية دون التأثير على الآخرين في نفس المكان، وقد وُجد أنها تنتج إرضاءً أعلى من الراحة في مكان العمل.