كشفت دراسة طبية حديثة عن نتائج صادمة، تتعلق بارتفاع كبير في عدد الأطفال الذين تعرضوا للتسمم بمادة “الميلاتونين”.
والميلاتونين هرمون يؤدي دورا مهما في النوم والاسترخاء، ويرتبط إنتاجه وإفرازه في المخ بتوقيتات اليوم، إذ يزيد عندما يأتي الليل وينقص في النهار، كما ينخفض إنتاجه مع التقدم في العمر.
ويتوفر “الميلاتونين” في صورة مكمل غذائي، غالبا على هيئة أقراص أو كبسولات تؤخذ عن طريق الفم.
ووفق مستشفى الأطفال في ولاية ميشيغان الأميركية، فإن عدد الأطفال الذين تعرضوا للتسمم عن طريق الخطأ بسبب “الميلاتونين” الذي يساعد على النوم ولا يستلزم الحصول عليه وصفة طبية، قد ارتفع بنسبة 530 بالمئة خلال العقد الماضي.
وأشارت الباحثة في المستشفى كريمة ليلاك، إلى أن أكثر الأعراض شيوعا المسجلة للجرعات الزائدة من “الميلاتونين” هو النعاس المفرط، الذي يمكن أن يتراوح من القدرة على إيقاظ الطفل بسهولة، إلى عدم القدرة على إيقاظه.
وأرجعت ليلاك هذه الزيادة الكبيرة في حالات التسمم بالميلاتونين إلى ارتفاع بمستويات التوتر المتزايدة في الولايات المتحدة، مما جعل النوم أكثر صعوبة، وخصوصا أثناء تفشي فيروس كورونا.
وأضافت: “المزيد من الناس كانوا بحاجة إلى الميلاتونين للنوم مع الضغوط اليومية المتزامنة مع انتشار الوباء، وهو ما جعل الأهالي يلجؤون إلى هذا الحل مع أطفالهم كي يستريحوا”، حسبما نقلت وكالة “يونايتد برس إنترناشونال” للأنباء.
واستندت الدراسة إلى بيانات 260 ألف طفل تسمموا بالميلاتونين ممن سجلوا في نظام الجمعية الأميركية لمراكز مكافحة السموم من 1 يناير 2012 إلى 31 ديسمبر 2021، حيث زادت حالات التسمم من حوالي 8340 في عام 2012 إلى ما يقرب من 53 ألفا عام 2021، ورصدت أكبر زيادة (38 بالمئة)، من عام 2019 إلى عام 2020، خلال ذروة الوباء.
كذلك رصد الباحثون نسبة 5 بالمئة من حالات ابتلاع الميلاتونين عن طريق الخطأ في 2021، مقارنة بأقل من 1 بالمئة سنة 2012.
ونصح الباحثون الأهالي بعدم تقديم الأدوية المحتوية على الميلاتونين للأطفال من دون الحصول على استشارة طبية، والحرص على إبقائها بعيدة عن متناولهم، واللجوء لأقرب قسم طوارئ عند رصد أعراض تسمم لديهم.