قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة، إن كوكب زحل سيصل اليوم السبت، إلى “نقطة الثبات” ظاهريًا أمام النجوم، عند الساعة 12:35 بعد منتصف الليل بتوقيت مكة (09:35 مساءً بتوقيت غرينتش)،ما يشير إلى بداية حركته التراجعية إلى الخلف في قبة السماء، أمام النجوم والتي ستستمر حتى أكتوبر المقبل.
عادة تتحرك الكواكب باتجاه الشرق أمام النجوم ولكن مع استعداد الكرة الأرضية للحركة بين “كوكب خارجي” مثل زحل والشمس (التقابل) فإن تلك الكواكب الخارجية تقضي جزءاً من الوقت كل سنة، تتحرك نحو الغرب بالنسبة للنجوم وطبعًا هذا مجرد وهم بصري وليست حركة حقيقية.
تتحرك الكواكب دائماً في نفس الاتجاه ولا تتحرك إلى الخلف تراجعياً، ولكن الذي يحدث أن الأرض أثناء حركتها السريعة في مدارها الصغير حول الشمس تمر بجانب أحد تلك الكواكب الخارجية عندها يظهر لنا من الأرض “فقط” بأن الكوكب بدأ يتحرك إلى الخلف في مداره بالنسبة للنجوم لعدة أشهر.
لتوضيح الصورة هذا يشبه سيارة تتحرك سريعاً وتعبر بجانب سيارة أخرى تتحرك بشكل أبطأ، عندها فإن الأشخاص داخل السيارة السريعة سيشاهدون السيارة البطيئة بعد تجاوزها تظهر وكأنها تتحرك نحو الخلف وطبعًا السيارة البطيئة لا تتحرك للخلف ولم تعكس حركتها، وهذا ينطبق على زحل أثناء فترة حركته التراجعية.
كوكب زحل يرصد حالياً في السماء خلال الساعات من منتصف الليل باتجاه الأفق الجنوب الشرقي، حيث يظهر للعين المجردة كنقطة ضوئية ذهبية براقة ساطعة، ويمكن رؤية قرص الكوكب وحلقاته من خلال تلسكوب صغير ويصل إلى أعلى ارتفاع فوق الأفق الجنوبي قبل أن يتلاشى مع بزوغ الفجر.
خلال الأسابيع التالية، سيصل زحل إلى أعلى نقطة له في السماء مبكرًا بأربع دقائق في كل ليلة، وسيصبح مرئيًا تدريجيًا في سماء المساء، وكذلك في سماء ما قبل الفجر، حيث يقترب من التقابل.
جدير بالذكر أن كوكبنا سيكون بين زحل والشمس في منتصف أغسطس 2022 عندها سيكون زحل في حالة تسمى “التقابل” وسيشرق مع غروب الشمس، وسيبقى مشاهدًا طوال الليل ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي، لذلك تعتبر فترة التقابل مثالية خلال السنة لرؤية الكوكب.