يمكن أن تكون ممارسة التمرينات الرياضية مؤلمًة في البداية، ولكنها من المرجح أن تساعد على تخفيف الألم ومساعدة الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل العظمي في الحفاظ على مرونتهم وصحتهم ونحافتهم، بحسب ما نشرته النسخة الإنجليزية لموقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC نقلًا عن خبراء المعهد الوطني البريطاني للتميز في الرعاية الصحية NICE.
وأكد الخبراء أنه لا يلزم إجراء فحوصات لتشخيص التهاب المفاصل ولا يُنصح باستخدام مسكنات الألم القوية، علاوة على أنه لا يوجد دليل على أن عمليات البزل للمفصل تساعد أيضًا.
وتعتبر هشاشة العظام شائعة للغاية بين الملايين من الأشخاص فوق سن 45 عامًا حول العالم. ويمكن أن يحدث الإصابة بهشاشة العظام عندما تتضرر المفاصل مع تقدم العمر بالإضافة إلى زيادة الوزن. كما يعاني بعض الأشخاص من أعراض خفيفة، في حين يمكن أن يكون الألم والتصلب والتورم في بعض الحالات شديدًا.
تصحيح مفهوم خاطئ
ووفقًا للإرشادات الجديدة التي أصدرتها المنظمة البريطانية NICE، يجب أن يكون النشاط البدني هو العلاج الرئيسي – وليس المسكنات، فيما أعربت مؤسسة أكشن لرعاية مرضى التهاب المفاصل الخيرية عن أملها في أن تطمئن المبادئ التوجيهية الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل العظمي إلى أن ممارسة الرياضة ستساعد على تحقيق نتائج جيدة.
من جانبها، قالت المتحدث باسم مؤسسة أكشن الخيرية، دكتور ويندي هولدن: “يعتقد الكثيرون خطأ أن التمرينات يمكن أن تضر المفاصل، لذا فإن هذا التوجيه مهم للغاية ونأمل أن يمنحهم المزيد من الثقة لإجراء تغييرات صحية في نمط الحياة من شأنها أن تساعد حقًا في تحسين آلامهم ونوعية حياتهم.”
بناء عضلات وإنقاص وزن
وتعمل التمارين الرياضية على بناء العضلات ويمكن أن تساعد الأشخاص في الحفاظ على وزن صحي، وهو أمر مهم للتحكم في هشاشة العظام.
كما ينصح الخبراء إنه إذا شعر الشخص بألم، فيمكنه استخدام كريم أو جل مضاد للالتهابات أو تناول إيبوبروفين أو نوع مشابه من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، محذرين في الوقت نفسه من تعاطي أي مسكنات قوية، بخاصة وأن هناك مخاوف متزايدة من أن الكثير من المرضى يتناولون المسكنات بدلاً من الحصول على النوع الصحيح من المساعدة، سواء كانت العلاج بالتمارين الرياضية أو استبدال مفصل الورك أو الركبة في الوقت المناسب.
التدخل الجراحي
إلى ذلك، تقول المنظمة البريطانية إن استبدال المفاصل ربما يكون الخيار الصحيح للبعض، في حين أنه لا ينبغي للمستشفيات استبعاد الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من هذا الحل، ولكن تكمن المشكلة في زيادة الوزن، وعلى الرغم من أن السمنة لا تمثل عائقا أمام اللجوء للحل الجراحي، ولكن فقدان الوزن باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة سوف يقلل من الضغط على المفاصل.
أنواع التمارين
وأفاد الخبراء أنه الطبيب المعالج أو اختصاصي العلاج الطبيعي سيمكنهم تقديم النصح بشأن أفضل نوع من التمارين الرياضية المناسبة لكل حالة على حدة، ولكن بشكل عام:
• الأنشطة ذات التأثير المنخفض مثل المشي وركوب الدراجات وممارسة الرياضة في الماء جيدة
• يمكن أن تساعد تمارين التقوية التي تعمل على مجموعات العضلات الرئيسية، مثل تمارين رفع الساقين إذا كانت خشونة الركبة بلغت مرحلة سيئة، في الحفاظ على قوة العضلات وتحسينها لدعم وحماية المفصل المصاب
• كما يمكن أن تكون تمارين المرونة التي تشمل التمدد اللطيف والموازنة مفيدة للحركة
• تمارين الأيروبيك التي تزيد من معدل ضربات القلب مفيدة للقلب والرئتين وكذلك للحفاظ على لياقة بدنية مناسبة
كما أكد الخبراء على ضرورة تذكر القيام بالإحماء قبل جلسات التمارين وأن يتم عمل التبريد بعد الانتهاء من الحصة التدريبية.
عدا الالتهاب الروماتويدي.
احذروا المسكنات
من جانبه قال دكتور بول كريسب، خبير بمنظمة NICE: “يمكن أن يكون لتقوية العضلات وتمارين اللياقة تأثير على تحسين حالات التهاب المفاصل، إلى جانب توفير نوعية حياة أفضل”، مشيرًا إلى أهمية إمدادهم بالإرشادات والمعلومات لكي يمكنهم استفادة على المدى البعيد.
وأضاف دكتور كريسب أنه تم “اتخاذ قرار بعدم التوصية ببعض مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول وبعض المواد الأفيونية لعلاج هشاشة العظام، حيث أن نتائج الدراسات الحديثة أظهرت أن هناك فائدة قليلة أو معدومة”، مؤكدًا على أن تحديث الإرشادات لا يشمل الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.