عبّرت منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، عن قلقها إزاء أنباء تصاعد العنف في محلية كرينك، وغيرها من المناطق في غرب دارفور بالسودان.
وتفصيلًا، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري: إن منظمة الصحة العالمية تضم صوتها إلى صوت الممثل الخاص للأمين العام وسائر الوكالات الإنسانية والشركاء في الدعوة إلى الإنهاء الفوري لتلك الهجمات الوحشية العبثية على المدنيين والعاملين في الرعاية الصحية والمرافق الصحية”.
وأشار “المنظري” إلى أن المنظمة دعت إلى الوقف الفوري للعنف المسلح في غرب دارفور، الذي أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، ومقتل اثنين من العاملين في الرعاية الصحية، في هجمات على مرافقين صحيين خلال الأيام الستة الماضية وحدها.
وأفادت الأنباء بأن تجدُّد الاشتباكات المسلحة في محلية كرينك وحولها أدى إلى مقتل ما يقرب من 200 شخص؛ بسبب إصابات شديدة ناجمة عن العنف، وأجبر آلاف المدنيين المشردين حديثًا على الالتجاء إلى الحامية العسكرية بالبلدة، وفي يومي 23 و24 أبريل، هاجم مسلحون مستشفيين في بلدتي كرنيك والجنينة، وهو ما أسفر عن مقتل اثنين من العاملين في مجال الرعاية الصحية، إذ تُعدُّ هذه الهجمات انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي.
وتطالب المنظمة جميع أطراف الصراع في السودان بمراعاة سلامة وحياد العاملين الصحيين والمرضى والمرافق الصحية، وتحث المنظمة جميع الأطراف على احترام القيم الأساسية المتمثلة في الرحمة والاحترام والثقة والتضامن، خلال شهر رمضان المبارك وبعده
وقال الدكتور “المنظري”: “إن العاملين في الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية المنقذة لأرواح المدنيين المصابين مُنهَكون بالفعل، وينبغي ألَّا يكونوا عرضة للترويع أو الهجوم، وفي ظل تزايد الاحتياجات الماسة إلى رعاية الإصابات الشديدة في شتى أنحاء السودان، وتراجع عدد الجهات الفاعلة الدولية في مجال العمل الإنساني القادرة على العمل على أرض الواقع؛ بسبب مخاوف متعلقة بالسلامة والأمن، فإن المدنيين الأبرياء هم الذين يتحملون العبء الأكبر الناجم عن زيادة صعوبة الحصول على الرعاية الصحية”.
وأكد أن المنظمة تواصل العمل مع وزارة الصحة الاتحادية في السودان والوكالات الشريكة؛ لضمان استمرار عمل المستشفيات وغيرها من المرافق الصحية، ولا سيَّما في غرب دارفور، وذلك من خلال تدريب العاملين في الرعاية الصحية وقادة المجتمعات المحلية على رعاية الإصابات الشديدة وتقديم الإسعافات الأولية، وإيصال أدوات الاستجابة السريعة التي تحتوي على الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، وتوفير سيارات إسعاف لضمان إسعاف المصابين ونقلهم إلى المرافق الصحية.
يشار إلى أنه في عام 2019، فعَّلت منظمة الصحة العالمية نظامَ ترصُّد الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية والعاملين الصحيين في السودان والإبلاغ عنها، وقد أُبلِغ منذ ذلك الحين عن 55 هجومًا على الرعاية الصحية، الأمر الذي أسفر عن 10 وفيات و45 إصابة.
وتُعرِّف المنظمةُ الهجمات التي تتعرض لها الرعاية الصحية بأنها أي عمل من أعمال العنف اللفظي أو البدني أو العرقلة أو التهديد باستخدام العنف، التي تحول دون إتاحة الخدمات الصحية العلاجية أو الوقائية أو الحصول عليها أو تقديمها، وتتراوح هذه الهجمات بين العنف البدني والتهديدات النفسية والترهيب، وصولًا إلى استخدام الأسلحة الثقيلة ضد مرافق الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين والمرضى والإمدادات والمستودعات