سجلت أسعار النفط ارتفاعا جديدا، يوم الأربعاء، وسط توقعات بارتفاع قياسي مع نهاية الأسبوع، تأثراً بوقف الواردات جزئياً من ليبيا، بالتزامن مع تحذيرات روسية برفع الأسعار لمستوى غير مسبوق في ضوء التداعيات الخاصة بالأزمة الأوكرانية.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.4 دولارات بما يعادل 1.3% إلى 108.7 دولارات للبرميل بعد افتتاح أسواق أوروبا، في حين ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط في عقود أقرب استحقاق التي يحل أجلها اليوم (الأربعاء) 1.5 دولار أو 1.5% إلى 104 دولارات للبرميل.
ويرى أبو بكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات ورئيس منتدى تطوير الفكر العربي والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، في تصريح لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية”، وجود 5 أسباب وراء ارتفاع أسعار النفط؛ منها المخاوف من تقلص الإمدادات بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد احتمالات فرض عقوبات أكثر قسوة من أميركا وأوروبا وحلفائهما على روسيا وقطاع الطاقة الخاص بها.
وقال الديب إن من العوامل أيضا إغلاق حقول رئيسية وموانئ للتصدير في ليبيا، فضلا عن تصاعد التوترات الجيوسياسية بالعالم وتزايد احتمالات احتدام الحرب التجارية بين واشنطن والصين، وتأخر إنجاز الملف النووي الإيراني فضلا عن الإرهاب الحوثي أحد أذرع النظام الإيراني بالمنطقة، إضافة إلى زيادة الطلب خلال الأشهر المقبلة.
وتوقع الديب أن تحلق أسعار البترول والغاز إلى مستويات خيالية وربما يصل إلى حدود 150 دولارا للبرميل، في حال تصاعد هذه الصراعات أكثر ولم يتدخل العقلاء لوقفها.
وأوضح مستشار المركز العربي للدراسات أن هناك حالة كبيرة من عدم اليقين السياسي بالعالم، واحتمالات اندلاع الحروب باتت أكثر مما سبق، ما يقوض الوضع في الأسواق العالمية، أو فرض عقوبات على روسيا يمكن أن تتسبب في وقف صادرات النفط منها، مما سيرفع الأسعار بشكل حاد حيث تعتبر روسيا أحد أبرز منتجي النفط في العالم.
توقعات غير متفائلة
وأشار الديب إلى أن زيادة الطلب على النفط خلال العام الجاري وخاصة في منطقة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 1.8 ملايين برميل إلى 46.4 ملايين برميل في المتوسط اليومي، بينما سيزداد الطلب في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 2.3 ملايين برميل إلى 54.4 ملايين برميل يوميا، حيث تشهد دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تزايد التفاؤل نتيجة للنمو الاقتصادي، لأن السياسة الضريبية والنقدية تساعد على تعويض تأثيرات طفرة “أوميكرون” على الطلب على النفط، كما أن النشاط الصناعي سيزداد ويعزز الطلب على الديزل بعد أن تعافت حركة النقل بشكل كبير.
ويستطرد الديب: “بدأت الحركة الجوية تظهر بالفعل بوادر انتعاش”، مشيرا إلى أنه في منطقة الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تعد الصين والهند وبقية آسيا هي المحركات الرئيسية، حيث تمثل أكثر من ثلثي النمو في الطلب، وقد بلغ متوسط إنتاج النفط الخام العالمي في يناير الماضي 98.69 مليون برميل يوميا، بزيادة 0.71 مليون برميل يوميا عن ديسمبر الماضي.
وأضاف الديب أن أسعار النفط واصلت ارتفاعها بعد انخفاض مفاجئ في مخزون النفط الخام الأميركي، بينما يترقب المستثمرون نتيجة المحادثات النووية الأميركية الإيرانية التي قد تفضي إلى زيادة إمدادات الخام في الأسواق العالمية بسرعة.
وأوضح أنه من المتوقع خلال عام 2022 نمو الطلب على النفط بمعدل 4.2 مليون برميل يوميا بفضل النمو المرتقب لمعظم الاقتصادات الكبرى، والسياسات المالية والنقدية الداعمة لتعويض الآثار السلبية لفيروس “أوميكرون” على الطلب، وبالتزامن مع نمو الطلب العالمي على النفط لمستويات قياسية في 2022 و2023 فإن ذلك قد يدفع سعر النفط إلى مستويات خيالية بحلول عام 2023.
وأشار الديب إلى ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت 1.50 دولارا أو 1.3% إلى 113.20 دولارا للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي غرب تكساس الوسيط 98 سنتا أو 0.9% إلى 107.93 دولارا للبرميل، وارتفع كل من الخامين قبل عطلة عيد القيامة أكثر من 2.50% يوم الخميس الماضي بسبب أنباء عن احتمال قيام الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على واردات النفط الروسية.
إنتاج ليبيا ينخفض لأقل من النصف
وأكد إمكانية انخفاض الإنتاج الليبي من النفط بأكثر من النصف إذ تنتج نحو 1.2 مليون برميل يوميا.
وأوضح الديب أن خطط السحب من المخزون الاستراتيجي لأميركا وثلاثين دولة أخرى لم ولن تفلح في كبح أسعار النفط على المدى المتوسط والبعيد، حيث سجلت أسعار النفط اليوم 112.03 دولارات للبرميل للعقود الآجلة لخام القياس العالمي، كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 107.18دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها خلال ثلاثة أسابيع.