صوت البرلمان الباكستاني لصالح مقترح سحب الثقة من رئيس الوزراء عمران، بعد أن أمنت أحزاب المعارضة الأعداد اللازمة لسحب الثقة التي سبق وأن نجا منها خان مرتين قبل ذلك لتكون الثالثة ثابتة.
وأعلن البرلمان أن “174 عضوا سجلوا أصواتهم لصالح القرار ، وبالتالي تم تمرير قرار التصويت على سحب الثقة من عمران خان بالأغلبية”، ليصبح أول رئيس وزراء يتم التصويت على عزله من منصبه.
وعقب التصويت على القرار ، غادر عمران خان إلى مقر إقامته في بني جالا تاركا منزل رئيس الوزراء.
الانتقال للمعارضة
ويقول المحلل السياسي الباكستاني فضل بانغش، إن عمران خان لن يقبل الهزيمة بسهولة، وقد حاول سابقا تضخيم قضية أن أميركا وراء نهاية حكومته لكي ينال الشعبية، ربما تساعده في حال الذهاب لانتخاب مبكرة.
وأضاف بانغش، لموقع سكاي نيوز عربية، بعد سحب الثقة من خان، فإنه إذا لم يستقيل من البرلمان، سيتزعم المعارضة ضد الحكومة الجديدة، وسيكمل المدة وهي سنة ونصف، فيما سيحل شهباز شريف رئيسا جديدا للوزراء.
وأشار إلى أنه في حالة تقديم عمران خان الاستقالة مع جميع أعضاء البرلمان من حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه، الذي يملك 150 مقعدا، ربما نشهد الذهاب نحو انتخابات مبكرة.
وتابع بانغش، أن باكستان تمر باضطراب سياسي في الوقت الحاضر، منذ حديث عمران خان أن تدخل قوى أجنبية تقف وراء الإطاحة بحكومته “المنتخبة ديمقراطيا”.
لا مجال للمناورة
من جانبه قال الخبير في الشأن الباكستاني، محمد العقاد، المقيم في إسلام آباد، إن مجال المناورة أمام عمران خان كان ضيقًا، وخياراته كانت محدودة، فلم يكن أمامه سوى تقديم استقالته أو العودة مرة أخرى إلى جلسة سحب الثقة في البرلمان، والذي سبق وأمنت أحزاب المعارضة الأصوات اللازمة لها.
واعتبر أن أي تحركات لعرقلة حجب الثقة كانت ستصبح غير دستورية ولن تأتي بنتيجة لصالح خان، وهو ما جرى بالفعل وتم سحب الثقة منه.
وأضاف العقاد، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لكن ليس من المتوقع أن يستجيب عمران خان للأمر بسهولة، ومن المتوقع أن يقوم عمران وأعضاء حزبه بتقديم استقالتهم من البرلمان عقب حجب الثقة، لكي يضيق على المعارضة ويحدث عملية شغور كبيرة مقاعد البرلمان، حيث يملك 150 عضوًا في البرلمان لصالح حزب الإنصاف الذي يرأسه، وهو الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الذهاب نحو انتخابات مبكرة”.
انتخابات مبكرة
أما المحلل الاستراتيجي الباكستاني، حذيفة فريد، فيتوقع أن تتجه البلاد نحو انتخابات مبكرة، وهو أمر سيصب في مصلحة عمران خان.
وأضاف فريد، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هناك أمرين سيسهمان في تحقيق نصر كبير لخان في الانتخابات المبكرة، الأول هو التصويت الإلكتروني الذي كانت ترفض المعارضة تطبيقه، وسيكون متاحا خلال الانتخابات المبكرة، والأمر الآخر هو منح المغتربين حق التصويت، وهو أمر كان محل رفض من قبل أحزاب المعارضة.
وأشار فريد إلى أن تصويت المغتربين سيمكن عمران من كسب تصويت 6 ملايين شخص، حيث وعد عمران خان مناصريه بعودة قوية.