قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الأربعاء، إن الارتفاع العالمي في حالات الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن يكون قمة جبل الجليد مع إبلاغ بعض الدول عن انخفاض معدلات الفحص.
وقفزت الإصابات الجديدة بنسبة 8% على مستوى العالم الأسبوع الماضي، مقارنةً بالأسبوع السابق.
وقال تيدروس للصحافيين: “من المتوقع حدوث زيادات مفاجئة خاصة في المناطق التي رُفعت فيها إجراءات منع انتقال العدوى. ومع ذلك، هناك مستويات عالية غير مقبولة من الوفيات في العديد من البلدان”.
من جهتها، قالت المسؤولة الفنية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الجائحة ماريا فان كيركوف، إن مجموعة من العوامل تسببت في زيادة الإصابات، منها المتحور أوميكرون الشديد العدوى ورفع تدابير الصحة العامة والقيود الاجتماعية.
وأضافت: “نتفهم تماماً أن العالم بحاجة إلى التخلص من كوفيد-19 ويريد ذلك، لكن هذا الفيروس ينتشر بقوة بين الناس”.
إرجاء تقييم لقاح سبوتنيك
في سياق آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، تأجيل تقييمها للقاح فيروس كورونا الروسي “سبوتنيك في” في الوقت الحالي، بسبب “اختلاف الأوضاع”.
وقالت خبيرة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريانجيلا سيماو، في مؤتمر صحافي، إنه كان من المقرر في الأصل أن يزور مسؤولو المنظمة روسيا في السابع من مارس لتقييم المنشآت التي يُنتج فيها “سبوتنيك في”.
وأضافت سيماو: “تم تأجيل عمليات التفتيش هذه إلى موعد لاحق.. لقد تأثر التقييم وعمليات التفتيش بسبب الوضع”، في إشارة إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأوضحت أن حجز الرحلات الجوية بات صعباً، إضافةً إلى مشكلات تتعلق ببطاقات الائتمان “وبعض المشكلات التشغيلية الأخرى” التي قد تواجه فريق منظمة الصحة في روسيا.
وقد أغلقت الدول الغربية مجالها الجوي إلى حد كبير أمام الطائرات الروسية، بعد أن شنت روسيا عملية في أوكرانيا وفرضت عقوبات واسعة النطاق على المؤسسات المالية الروسية.
في السياق ذاته، قالت سيماو: “تمت مناقشة هذا الأمر مع الجانب الروسي، وسيتم تحديد مواعيد جديدة في أقرب وقت ممكن”.
وتقوم منظمة الصحة العالمية بتقييم لقاح “سبوتنيك في” للحصول على تصريح للاستخدام في حالات الطوارئ منذ العام الماضي.
سيسمح التفويض بشراء “سبوتنيك في” في إطار جهود مبادرة كوفاكس المدعومة من الأمم المتحدة لتوزيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم، ما يضفي المصداقية على اللقاح الذي غالباً ما يواجه تشككاً.
وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة “لانسيت” عام 2020، وضمت أكثر من 20 ألف مشارك، أن “سبوتنيك في” آمن وفعال بنسبة 91% ضد العدوى وفعال للغاية في منع الأشخاص من الإصابة بأعراض شديدة جراء الإصابة بكورونا.
بيد أنه في أكتوبر الماضي، رفضت هيئة تنظيم الأدوية في جنوب إفريقيا اللقاح، مشيرة إلى بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة التي لم تتمكن الشركة المصنعة الروسية من الرد عليها.
وقال مسؤولون في جنوب إفريقيا إنهم قلقون من أن التكنولوجيا المستخدمة في لقاح “سبوتنيك في” قد لا تكون آمنة بالنسبة للسكان الذين يعانون من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
من جانبها، قالت وكالة الأدوية الأوروبية إن تقييمها للقاح الروسي لا يزال مستمراً.
وتم إعطاء هذا اللقاح الضوء الأخضر في أكثر من 80 دولة، وحتى الآن لم تظهر مشكلات كبيرة تتعلق بالسلامة من جراء استخدامه.