إستطاع المواطن محمد عبدالهادي الغامدي ، أحد أبناء منطقة الباحة ، من جمع مياه الأمطار بطريقة إبداعية ، والإستفادة منها في ري مزارع البُن الخاصة به ، بعد أن شارفت على الإنقراض في موقع يعاني الجفاف بسبب عدم ندرة الآبار وقلة مياهها .
وقال ” الغامدي ” لقد خطرت لي فكرة إنشاء مصائد لمياه الأمطار ، من خلال إستثمار التضاريس الصخرية المتوافرة في محيط موقعي ، وعمل أحواض ضخمة تتم فيها حفظ المياه لأطول مدة ممكنة ، بعد جمعها بطريقة هندسية بسيطة تقوم على أساس الحد من تبخر مياه الأمطار بسرعة وحفظها في أحواض من الصخور ، لتكون بمثابة الخزانات الحافظة لمياه كانت تجري من جوارنا بكميات عالية ، لكن لايوجد مايمكننا من حفظها والإستفادة منها .
وأضاف : عملت بمفردي في إنشاء أول خزان صخري قبل 3 عقود ، ليصل اليوم – والله الحمد – لأحد عشر خزان ، أغذي من خلالها منزلي ومحاصيلي ، وحققت لي الإكتفاء الذاتي من أهم عنصر غذائي في الحياة ، لأُواصل مابدأه الآباء والأجداد من زراعة اللبُن الذي يحظى بإهتمام واسع في منطقتنا ، مشيراً إلى أن كمية المياه تتجاوز في كل حوض الـ 700 طن ، بتجربة أصبحت مثار إهتمام ، ينقل بذلك تجربته وخبراته حول هذه الطرق البسيطة لغيره من المزارعين، من أجل تعميمها على أوسع نطاق بالمناطق الجبلية ، حيث باتت تحظى باهتمام وتطبيقات العديد من المزارعين في الأعوام الاخيرة .
وحول وجود ” الكهوف ” بالقرب من مزرعته وإمكانية الإستفادة منها هي الآخرى ، أكد المواطن محمد عبدالهادي الغامدي ، أن مزرعته تضم 7 كهوف ، 5 منها جاهزة للإستثمار ، حيث تتميز بتشكيلاتها الجيولوجية الفريدة، فهي عبارة عن تجويات واسعة داخل الصخور الجرانيتية التي اتخذها الإنسان القديم مسكناً له، كما أنها تختلف عن ما يسمى بالدحول التي تنشأ في الأراضي ذات الصخور الرسوبية، مما أكسبها تفرداً متميزاً قلّ أن تجد مثيله ، آملاً أن يأتي اليوم الذي تكون فيه هذه الكهوف الخيار الأول لكل سائح وزائر لمنطقة الباحة .