يعتبر القلب المحطم حقيقة علمية وليس مجرد عبارة بحسب الدراسات، فالضربة العاطفية المفاجئة مثل وفاة أحد الأحباء على سبيل المثال تؤدي إلى صدمة القلب، الأمر الذي يؤثر على شكله وعلى أدائه حتى.
فقد كشف الدكتور إيلان فيتشتاين، أستاذ الطب المساعد في جونز هوبكنز ميديسن، الكثير حول ذلك، في واحدة من الأوراق الأولى التي نشرها عن متلازمة القلب المحطم أو المكسور، والتي تسمى أيضاً باعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد، وفق شبكة “سي إن إن”.
ومع ذلك، عندما انكسر قلب سيدة تدعى ماري بريتنغهام لأول مرة في سن 53، ثم مرة أخرى في سن 56 و69، لم يكن لذلك أي علاقة بفقدان شخص قريب وعزيز عليها.
الأسباب مجهولة
وأوضحت أنه لم يكن لديها قلب محطم من قصة حب، بل في المرة الأولى بسبب مفاجأة أو صدمة في الواقع، والمرة الثانية كان السبب من الغضب، والثالثة كانت من الخوف.
كذلك، أضافت أنها ذهبت إلى المستشفى عندما لم يخف الألم خوفاً من إصابتها بنوبة قلبية، وقالت إنه بعد إجراء الفحوصات اللازمة وصور الأشعة اتضح أنها مصابة بمتلازمة القلب المكسور أو المحطم.
بدوره، أوضح الدكتور فيتشتاين أن العلم لا يزال حتى اليوم لا يعرف على وجه التحديد سبب حدوث متلازمة القلب المكسور، أو سبب تكرار نوبات القلب لدى بعض الناس.
حالات كبيرة بين النساء
وبيّن أن “الأمر ربما يتعلق بخلل في مقاومة الجسم للقتال أو الهروب، وإطلاق مواد كيميائية مثل الأدرينالين والنورادرينالين والدوبامين التي يستخدمها الجسم لإعدادنا للفرار أو الوقوف والقتال”.
وأضاف أن حوالي 2٪ من الأشخاص الذين يدخلون غرفة الطوارئ بسبب نوبة قلبية قد يكون لديهم هذه المتلازمة، وفقاً للتقديرات.
فقد وجدت دراسة عام 2020 أن الحالات آخذة في الارتفاع، خاصة بين النساء. وقال فيتشتاين إن الزيادة في التشخيص ربما ترجع ببساطة إلى زيادة الوعي بين الأطباء حول المتلازمة.
وكشف أن جميع الأشخاص الذين يعانون من نوبات متلازمة القلب المنكسر هم من النساء، خاصة النساء بعد سن اليأس اللائي يفتقرن الآن إلى هرمون الاستروجين.
كذلك، أكد أن الأطباء يعلمون اليوم أن ثلث الحالات فقط مرتبطة بصدمة عاطفية، مشيراً إلى أن ثلثي الأسباب ناتجة عن مسببات جسدية، مثل الألم الشديد ونوبات الربو والنوبات والسكتة الدماغية والحمى الشديدة وانخفاض نسبة السكر في الدم والجراحة والالتهاب الرئوي.
ما هي المتلازمة؟
يشار إلى أن متلازمة القلب المنكسر هي حالة قلبية مؤقتة غالباً ما تنتج بعد المواقف المسبِّبة للتوتُّر والعواطف الشديدة.
ويمكن أن تحدث الحالة نتيجة مرض جسدي خطير أو جراحة خطيرة.
كذلك، قد يشعر المصابون بالمتلازمة بألم مفاجئ في الصدر أو أنهم على وشك الإصابة بنوبة قلبية.
وتؤثر المتلازمة على جزء فقط من عضلة القلب، ما يعطِّل وظيفة الضخ الطبيعية للقلب مؤقتاً، فيما تواصل بقية أجزاء عضلة القلب عملها الطبيعي أو قد يحدث تقلُّص (انقباض) أكثر قوة، وفق موقع “مايوكلينيك”.
ولا يعرف بشكل واضح السبب الدقيق وراء الإصابة بالمتلازمة لكن يُعتقَد أن طفرة من هرمونات الإجهاد، مثل الأدرينالين، قد تضر مُؤقتاً عضلات القلب لبعض الأشخاص.
ومن غير الواضح بشكل كامل كيفية التأثير المحتمل لتلك الهرمونات على القلب، أو ما إذا كان ثمة شيء آخر مسؤولاً عن ذلك أم لا.