على وقع موجة البرد القارس التي تضرب العراق منذ أيام، والتي تصاحبها أمطار متجمدة وثلوج كثيفة خاصة في المحافظات الشمالية والغربية، توالى إعلان الإجازات الرسمية والدراسية في العديد من المحافظات العراقية.
وحسب مديرية الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في إقليم كردستان العراق، فإن عاصفة قطبية ثلجية هي الأقوى خلال هذا الشتاء، تضرب الأربعاء عموم مناطق الإقليم، وستهطل الثلوج في مراكز المدن بما فيها عاصمة الإقليم، أربيل، فيما يسود الطقس الشديد البرودة والصقيع بقية المحافظات العراقية، حيث تصل معدلات الحرارة ليلا لما دون الصفر بعدة درجات، فمثلا سجلت بلدة بنجوين في محافظة السليمانية 19درجة تحت الصفر، الأربعاء.
وتعليقا على سوء الأحوال الجوية في العراق، يقول الخبير المناخي، دارا حسن، في حديث مع “سكاي نيوز عربية”: “رب ضارة نافعة، فرغم قساوة الطقس وتدني درجات الحرارة وتشكل الصقيع وما يرافق ذلك من حوادث وأضرار تعطل لحد كبير سير الحياة اليومية للناس، لكن هذه الهطولات المطرية والثلجية الغزيرة ستسهم ولو جزئيا في حل مشكلة الجفاف المتفاقمة في البلاد، خاصة وأن الموجة شبه عامة وتغطي عموم الأراضي العراقية، لدرجة أن الثلوج انهمرت في محافظات نادرا جدا ما تهطل فيها، كما حصل في بعض مناطق محافظة الأنبار غربي البلاد”.
ويضيف حسن: “معدلات الهطولات المطرية بشكل عام، مبشرة قياسا بالعام الماضي، وهذا سينعكس إيجابا على مختلف القطاعات الاقتصادية والانتاجية وعلى رأسها قطاع الزراعة، لا سيما وأننا لا زلنا في بداية فصل الشتاء”.
العاصفة الثلجية التي تبدأ الأربعاء وتستمر على مدار الخميس، يوضح الخبير المناخي أنها “الأعنف على مدى سنوات، وتأثيراتها ستطال أجزاء من محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى وغيرها من مناطق، ستتأثر جزئيا بهذه الموجة الثلجية”.
هذا ورغم تحذيرات الجهات المعنية في القوى الأمنية والمرور والدفاع المدني، من خطر الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، والدعوة لعدم ارتياد الأماكن العامة والطرقات الجبلية، فإن الكثير من سكان المدن في كردستان العراق، كالسليمانية ودهوك، ومن الزوار القادمين من مناطق وسط العراق وجنوبه، يتدفقون على تلك المناطق للاحتفاء بالزائر الأبيض، حيث أن غالبية مناطق إقليم كردستان تكتسي حلة الثلج الناصعة.