بدأ العد التنازلي لنهاية المحادثات التي استمرت ستة أشهر في فيينا حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، فيما لم يحدد موعد نهائي رسمياً للمحادثات، لكن إذا لم يكن هناك تقدم في أقل من أسبوعين فستنتهي العملية تاركة فراغاً خطيراً.
وأعلنت الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين، أن هناك اختلافات مهمة في محادثات فيينا النووية، بالإضافة إلى بطء المفاوضات ما يشكل مصدر قلق، على حد تعبيرها.
وكان نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، حذر من أن “الوقت قصير جداً ومجرد أسابيع وليس شهورا”، في إشارة إلى الوقت المتبقي أمام الموعد النهائي للمحادثات.
سباق مع الزمن
وأعطى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، نفس الإطار الزمني، لكنه قال إنه رغم هذه التطورات في البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك مستويات تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، هناك حاجة إلى إحراز تقدم أسرع.
في الأثناء، أكد المقربون من المحادثات أنهم يعتقدون بإمكانية التوصل لاتفاق، لكن من منظور غربي من المحتمل أن يكون نطاقه محدوداً للغاية وسينظر إليه على أنه مؤقت، وفق صحيفة “غارديان” البريطانية.
استئناف المحادثات
وستُستأنف المحادثات على نطاق واسع اليوم الاثنين، حيث يمثل كل من المملكة المتحدة كبير المفاوضين الجدد ستيفاني القاق، ويمثل ألمانيا تجورفين بيلمان.
وكان منسق الاتحاد الأوروبي في المفاوضات إنريكي مورا، أكد أن النجاح لا يزال غير مؤكد.
وقال في تغريدة على حسابه في تويتر، أمس الأحد إن “نجاح المحادثات في العاصمة النمساوية بشأن الاتفاق النووي الإيراني غير مؤكد”.
رفع العقوبات
يشار إلى أن طهران لم تنفك منذ انطلاق المحادثات وعلى مدى الجولات الثماني، على التشديد على أولوية رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها واشنطن في أعقاب انسحابها من الاتفاقية، والحصول على ضمانات بعدم تكرار هذا الانسحاب.
بينما ركزت الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على أهمية عودة السلطات الإيرانية لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي بدأت بالتراجع عنها بدءا من عام 2019 بشكل دراماتيكي.
وكان اتفاق 2015 أتاح رفع عقوبات اقتصادية عدة مفروضة على إيران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، معيدا فرض عقوبات قاسية على البلاد، ووسط تراجع إيراني مهول عن كافة الالتزامات.