انتشر استخدام مصطلح “فلورونا” و”دلتاكرون” في الأيام الماضية، ولكن ماذا يعنيان بالضبط، وهل تعتبر مصطلحات دقيقة علميًا؟
قناة WKYC الأميركية قامت باستضافة أطباء من مستشفيات أوهايو للإجابة عن هذا السؤال وإلقاء مزيد من الضوء على هذه المفاهيم.
إنفلونزا وكوفيد في آن واحد
قال الدكتور دانيال رودس، رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة في كليفلاند كلينك، إن “فلورونا” هو مصطلح يُقصد به وصف حالة المريض عندما يصاب بالإنفلونزا وكوفيد-19 في نفس الوقت، موضحًا أنه لم تظهر حالات من “فلورونا” بشكل ملحوظ “لأن كوفيد طغى بشكل أساسي على الإنفلونزا طوال الشتاء الماضي، لذلك لم يكن هناك موسم إنفلونزا الشتاء الماضي. ولكن في الفترة الحالية ظهرت بعض حالات الإنفلونزا، إلى جانب وجود حالات كوفيد-19 منتشرة، لذا فإن هناك احتمالية لحدوث عدوى مشتركة مع كل من الإنفلونزا وكوفيد، وهو ما يحدث أحيانًا”.
ولاحظ الدكتور رودس أنه على الرغم من أنه من الممكن الإصابة بكل من الإنفلونزا وكوفيد في نفس الوقت، إلا أنهما لا يندمجان معًا لتكوين فيروس أو سلالة جديدة، مشيرًا إلى “أنها مجرد إصابتين بالعدوى في نفس الوقت”.
فيما أعربت الدكتور إيمي إدواردز، أخصائية الأمراض المعدية للأطفال في أوهايو، عن دهشتها من اكتساب مصطلح “فلورونا” الكثير من الجاذبية بالنظر إلى أنها كثيرًا ما ترى مرضى مصابين بأكثر من عدوى في نفس الوقت.
وقالت الدكتورة إدواردز إن “العدوى المصاحبة شائعة للغاية، إنها حالة يتعامل معها الأطباء منذ قديم الأزل. على سبيل المثال، في طب الأطفال، غالبًا ما نرى أطفالًا مصابين بعدوى فيروسية للجهاز التنفسي مصحوبة بإصابة بفيروس الأنف”.
وقالت إن التشخيص سريريًا يعتمد على حالة كل مريض بشكل فردي، لتحديد ما إذا كان هناك أي نوع من العدوى المرافقة أم لا، موضحة أنه في معظم الحالات، من المرجح أن تمر العدوى المصاحبة، دون أن يلاحظها أحد.
مصطلح “دلتاكرون”
أما مصطلح “دلتاكرون” فهو يشير حالة إصابة بمزيج من متغيري دلتا وأوميكرون، بحسب الدكتور ديفيد مارغوليوس، مدير قسم الطب الباطني العام في مستشفى متروهيلث، والذي أشار إلى أن فكرة اندماج المتغيرين في متغير جديد تمامًا ليست صحيحة.
وقال الدكتور مارغوليوس إنه “من الممكن أن يصاب شخص بمتغير دلتا ومتغير أوميكرون، لكن لا يتحد الفيروسان معًا لتشكيل نوعًا من طفرة جديدة من الفيروسات”.
لا داعي للقلق
وأضاف أنه “يجب أن يطمئن الناس إلى أنه من الشائع حقًا إصابة الأشخاص بفيروسين من فيروسات الجهاز التنفسي في نفس الوقت، ويجب ألا يضيف ذلك أي قلق إضافي”.
ومن جانبه، قال الدكتور رودس إن هناك أسئلة لا تزال بحاجة إلى إجابة حول ماهية “دلتاكرون” بالضبط، مؤكدًا أن الحالة مازالت قيد البحث والدراسة.
وأعرب عن اعتقاده بأن هناك “القليل من الشكوك حول ماهيته”، مرجحًا أن الجهات التي أفادت بأنه “هجين أو اندماج لنوعين مختلفين من سارس-كوف-2، تحديدًا دلتا وأوميكرون، ليتشكل بطريقة ما سلالة جديدة ربما يكون نتيجة لمجرد خطأ تقني إذا جاز التعبير “.
لا يوجد فيروس جديد
وشرح الدكتور رودس قائلًا: “على سبيل المثال، إذا كان شخصًا ما لديه عدوى مصاحبة تشمل كل من متغيرات دلتا وأوميكرون، فربما إذا تم تحليل تسلسل تلك العينة، فإن كليهما سيظهر منفردًا، ولكن ربما يحدث سوء تفسير لذلك على أنه جينوم جديد في حين أنه في الحقيقة مجرد نوعين لكل منهما تسلسل وراثي منفصل”.
وعقّب الدكتور مارغوليوس قائلًا إنه بسبب طريقة إجراء الاختبارات والتحاليل المتبعة حاليًا، فإنه لا يُعرف حتى ما إذا كان المريض لديه كلا المتغيرين، حيث أنه “في مرحلة الرعاية [وتقديم العلاج بالمستشفى]، لا يتم إجراء اختبار للمتغيرات، لأن اختبار المتغيرات يتم إجراؤه في مختبر خاص، ولكن في المستشفيات فإن ما يتم اختباره هو فقط ما إذا كانت المسحة إيجابية أو سلبية لفيروس كورونا، أو للإنفلونزا إذا تم إجراء مسحة للإنفلونزا أيضًا”.
وسائل التواصل الاجتماعي
وفي الختام، اتفقت آراء الأطباء الثلاثة على إنه لا يمكن استقاء المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، وإنه إذا كان هناك أي إثارة للجدل أو القلق فيمكن الاتصال بمراكز تقديم الرعاية الصحية لاستيضاح الأمر.
ونصحت الدكتورة إدواردز بأنه يمكن الاطلاع على كافة المستجدات من المواقع الموثوقة والحسابات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية والهيئات الإقليمية والجهات الحكومية في كل بلد.