أطلق قسم الأورام بمستشفى الملك سلمان بالتعاون مع تجمع حائل الصحي، مبادرة توصيل “الجرعات الكيماوية” لمنازل مرضى الأورام، في بادرة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، عبر خدمة البريد الدوائي وفريق الطب المنزلي، وتستهدف كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن يسكن القرى المجاورة البعيدة عن مستشفى المدينة.
ووجدت الخدمة للتسهيل على المرضى وتخفيف معاناتهم، بهدف راحتهم من عناء الطريق والقدوم من مسافات بعيدة، من أجل جرعات قد تُعطى في بيت المستفيد بين أهله ومحبيه مما يسهم في تحسين حالة المريض النفسية وتقبله للعلاج، وهو آمن ومطمئن في مكانه.
الجرعة المحددة
يصرف “العلاج الكيماوي” من قبل قسم الأورام وفق شروط وضوابط طبية محددة، يحددها الطبيب المختص لحالة المستفيد، بعد إكماله للجرعات الأولية الأساسية من العلاج الكيماوي داخل المستشفى، ولا يحصل المستفيد على الخدمة إلا بعد متابعة دقيقة لحالته العلاجية وتقبله للجرعات الأولية، وتُحضر من قبل الصيدلية في مختبر آمن ومُحكم بالضوابط الاحترازية لسلامة العلاج من التلوث، ويتم وضعها في حافظات خاصة ونقلها برفق من قبل فريق الطب المنزلي من المستشفى إلى منزل المستفيد، ويتابع الفريق الطبي المكون من طبيب أورام وممرض وقائد للطب المنزلي حالة المريض قبل إعطاء الجرعات الكيماوية وأثناءها وبعدها، ولا يعود الفريق حتى يطمئن على حالة المريض وسلامته من المضاعفات.
أبطال الرحلة
يقوم أبطال فريق الطب المنزلي بزيارات عديدة أسبوعيًّا لإيصال الأدوية الطبية للمنازل في مدينة حائل وما جاورها، بالإضافة إلى 3 زيارات شهرية محددة لكل مريض من أمراض قسم الأورام، وفي كل مرة يشعر الفريق بأن المهمة الموكلة إليهم ليست فقط مهمة عمل، بل مهمة إنسانية يجدون من خلالها الرضا الداخلي والسعادة نحو قيمة الخدمة المقدمة للمستفيدين، مساهمين في رفع جودة الخدمات الطبية وتنويع وسائل إيصالها للمحتاجين.
يقول قائد الرحلة عبد الرحمن الضبعان: “نواجه بعض الأحيان تعب ومشقة في الطريق، لكن بعد ما ننتهي من تقديم الخدمة للمريض ونسمع منه الدعوات وعبارات الشكر والامتنان، يروح شعور التعب ويصير همنا كيف نخدم المريض ونسهل عليه علاجه”.
دهشة المستفيدين
بالرغم من حداثة التجربة وعمر المبادرة القصير، لاقت الخدمة استحسان المستفيدين ورضاهم وإعجابهم بنوعية التسهيلات المقدمة لمرضى المنطقة من مستشفى الملك سلمان وتجمع حائل الصحي.
البعض منهم في بادئ الأمر لم يكن مصدقًا أن جرعات العلاج الكيماوي ستصله حتى باب بيته دون الحاجة للذهاب للمستشفى
يقول الممرض ناصر الحسن: “في البداية كنا نتواصل مع المرضى لتحديد مواعيد الجرعات، وكانوا مستغربين من خدمة توصيل الجرعات الكيماوية ويقولون: وشلون بتجونا؟ وكنا نوضح لهم آلية النقل والعلاج ونقولهم: ارتاحوا لا تجون، حنا اللي بنجيكم”.