أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسن آل الشيخ، واستهل فضيلته خطبته الأولى عن كف الأذى عن المسلمين فقال: من أصول الإسلام الأمر بتحقيق كل ما يجلب مصالح الدارين، ودرء كل ما يكون معه مفسدة دينية أو دنيوية؛ وبهذا يحصل للناس السعادة والفلاح والأمن والأمان، قال تعالى 🙁 وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
وإن من مضامين هذا المبدأ: الحرص على مقدرات البلاد والمنافع العامة للمسلمين، من طرق وأفنية وحدائق ومنتزهات، تنشئها الحكومات الإسلامية للنفع العام، ولصالح المجتمع ككل إن الإسلام يحث على العناية بمرافق المسلمين العامة، ودفع ما يؤدي إلى الإضرار بها.
وتحدث فضيلته عن إماطة الأذى عن الطريق فقال: إن إماطة الأذى عن المرافق العامة من الإحسان الذي يحبه الله جل وعلا، قال تعالى: ((إن الله يحب المحسنين))، والعمل بموجب هذا المسلك من صفات أهل الإيمان، كما قال عليه الصلاة والسلام: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق…” رواه مسلم.
وإزالة الأذية بأنواعها عن منافع المسلمين من طرق وغيرها صدقة.. الإنسان لنفسه، قال صلى الله عليه وسلم: “… وتميط الأذى عن الطريق صدقة” رواه البخاري، وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: “عرضت علي أعمال أمتي، حسنها وسيئها، فوجدث في محاسن أعمالها، الأذى يماط عن الطريق”.
واختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن الالتزام بأنظمة المرور فقال: وإن من الواجبات التي على المسلم الالتزام بها أن يحرص على البعد عن كل ما من شأنه أن يوقع الضرر بنفسه وبغيره في قيادة المركبات، وألا يتهاون بأي نظام من أنظمة المرور التي هي للحفاظ على الأرواح والممتلكات، يقول الله جل وعلا: ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)) ، فاحرص أخي المسلم على الرفق بأنواعه، وتجنب كل ما يؤدي إلى العواقب العظيمة على نفسك وغيرك، ومنها عل سبيل المثال: الانشغال بوسائل التواصل أثناء القيادة، فكم سبب ذلك من أضرار وحوادث شنيعة، وتجنب التهور والسرعة التي لا تسمح بها الأنظمة المرعية، فما كان الرفق في شيء ، إلا كانت عاقبته حميدة.
وحذر فضيلته المسلمين في خطبته الثانية من أذى الناس فقال: احذر كل سبب يمكن أن يترتب عليه إيقاع الأخطار بالمسلمين أو الإضرار بهم، بشتى صور الأذى، القولي أو الفعلي، قال صلى الله عليه وسلم: “من مر في شيء من مساجدنا، أو أسواقنا، ومعه نبال، فليمسك وليقبض على نصالها بكفه؛ أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء” متفق عليه، والنبل يعني: السهام، والنصال هي: الحديدة التي تكون في آخر السهم، وقال صلى الله عليه وسلم: “اتقوا اللعانين” قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: “الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم”، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من آذى المسلمين في طرقهم، وجبت عليه لعنتهم”.