أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي، واستهل فضيلته خطبته الأولى عن أعمال العباد فقال: اعلموا أن أعمال العباد لهم أو عليهم، لاينفع الله طاعة ولا تضره معصية قال تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ وقال تعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.
ثم تحدث فضيلته عن أداء الحقوق الواجبة على العباد فقال : أداء الحقوق الواجبة على العبد نفعها في آخر الأمر يعود إلى المكلف بالثواب في الدنيا والآخرة كما قال تعالى : ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ والتقصير في بعض الحقوق الواجبة على المكلف أو تضييعها أو تركها بالكلية يعود عقوبتها وضررها على الإنسان المضيع للحقوق المشروعة في الدين، لإنه إن ضيع حقوق رب العالمين فما ضر إلا نفسه في الدنيا والآخرة فالله غني عن العالمين قال تعالى: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ ﴾.
ثم تحدث فضيلته عن أعظم الحقوق بعد الله ورسوله فقال : وأعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله حقوق الوالدين ولعظم حقهما قرن الله حقه بحقهما فقال تعالى : ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ وقال تعالى : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ وعظم الله حق الوالدين لأنه أو جدك وخلقك بهما والأم وجدت في مراحل الحمل أعظم المشقات وأشرفت في والوضع على الهلاك .
واختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن بر الوالدين في غير معصية الله فقال: وبر الوالدين هو طاعتهما في غير معصية وإنفاذ أمرهما ووصيتهما والرفق بهما وإدخال السرور عليهم والتوسعة عليهما في النفقة وبذل المال لهما والشفقة والرحمة لهما والحزن لحزنها وجلب الأنس لهما وبر صديقهما وصلة ودهما وصلة رحمهما وكف جميع أنواع الأذى عنهما والكف عن مانهيا عنهما ومحبة طول حياتهما وكثرة الاستغفار لهما في الحياة وبعد الممات .
والعقوق ضد ذلك كله ومن أعظم العقوق تحويلهما أو أحدهما إلى دار المسنين وإخراجهما من رعاية الولد والعياذ بالله وهذه ليست من أخلاق الإسلام ولا من كرم الأخلاق ومن أعظم العقوق التكبر على الوالدين والاعتداء عليهما بالضرب أو الإهانة والشتم والحرمان.
واستكمل فضيلته في خطبته الثانية الحديث عن حقوق الوالدين فقال : إن حقوق الوالدين مع مافي القيام بهما من عظيم الأجور والبركة فهي من مكارم الأخلاق وأكرم الخصال التي يقوم بها من طابت سريرته وكرم أصله وزكت أخلاقه وجزاء الإحسان الإحسان والمعروف حقه الرعاية والوفاء والجميل يقابل بالجميل ولاينكر المعروف والجميل إلا منحط الأخلاق ساقط المروءة خبيث السريرة .