تنظم مبادرة قافلة درب زبيدة مساء اليوم الجمعة ورشة عمل تمهيدية ( عن بعد ) لتصميم استراتيجية القافلة، بمشاركة عدد من الخبراء في التخطيط الاستراتيجي والمختصين بمجال الإدارة والإعلام والتاريخ، لبلورة تصور أولي وتوجهات عامة لخطة استراتيجية شاملة تحقق الاستدامة وتطوير هذه المبادرة، وتسهم في استعادة الدور التاريخي التنموي لهذا الدرب.
وأوضح المشرف العام على مبادرة درب زبيدة الدكتور عبدالعزيز العبيداء؛ أن الورشة جاءت استجابت لتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد أمير منطقة حائل الذي أكد أثناء تدشين النسخة الثانية من المبادرة على أن من عوامل استدامة المبادرة وجود تخطيط استراتيجي واضح وله أهداف يمكن تحقيقها.
وأضاف العبيداء: هذه الورشة تمهيدية ضمن برنامج القافلة لعام 2022، وتهدف لوضع الخطوط العريضة للخطة الاستراتيجية التي سيحدد لها برنامجا خاصا بمشاركة النخب في مجال التخطيط والإدارة بعد نهاية فعاليات قافلة 2022 التي ستنطلق في السادس من يناير القادم.
وقال العبيداء: إن مبادرة قافلة درب زبيدة تحضى باهتمام خاص ومتابعة وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائب أمير منطقة حائل، وهي مبادرة تنموية متعددة المقاصد وذات اهتمامات متنوعة، تتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتسعى في أهدافها إلى التظافر مع برنامج جودة الحياة، وكذلك مشروع السعودية الخضراء من خلال الدور الذي تتبناه إمارة المنطقة الشريك الرسمي للمبادرة فتشجيع الرياضيين، وقيادة الدراجات والسيارات، وركوب الجمال والخيول، واستخدام المناطيد الهوائية لعبور هذا الدرب، تسعى هذه الأنشطة إلى إحياء محطات الدرب وتطوير الدور التنموي له، والاسهام في تنمية محيطها اقتصادياً واجتماعياً وصحياً ثقافياً.
وأضاف الدكتور عبدالعزيز العبيداء: تقف إمارة المنطقة والجهات الحكومية الأخرى من شركاء النجاح معنا، وبهم تمكنا من التخطيط لهذه المبادرة على الوجه الأمثل، فالدرب يبلغ طوله 1400 كيلومترا، ويقع ثلثه في منطقة حائل، ويمر جزء منه داخل محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية التي يتولى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية الذي يقف معنا مسانداً وداعماً، كما أن طول درب زبيدة يزيد على ضعف طريق الحج الشهير بين فرنسا وأسبانيا الذي يرتاده سنوياً عشرات الآلاف من الزوار ويشكل رافداً مهماً لاقتصاد الدولتين، وطوله يزيد على ربع طول الـ (بليشان تريل) الذي يقطع الولايات المتحدة من شمالها إلى جنوبها الذي انتج حوله عشرات الأفلام ومئات الكتب.
وأكد العبيداء أن إحياء وتطوير درب زبيدة وتوفير المرافق حوله بمشاركة الجهات الحكومية والقطاع الخاص سيحقق الكثير من الأثار الايجابية على المستويات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والثقافية، محليا ووطنيا وإقليميا، وسيسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي بدورها تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة. مشيراً إلى أن مبادرة درب زبيدة تهدف إلى استحضار التاريخ المجيد لذلك الجيل من أجدادنا الذين ساهموا في بناء هذا الدرب، مما يسهم في ربط ثقافتنا الجديدة بماضينا المضيء، وخلق مجالات محفزة للسياحة، مما يتيح فرص جديدة للتعاون والشراكة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ويساهم على وجه الخصوص في تعزيز التقارب مع الدول المجاورة شريكة هذا الدرب، إضافة إلى إنعاش الحركة الاقتصادية والتبادل الثقافي بين المناطق نتيجة كثافة الحركة السياحية.