تابعت اللجنة العلمية للمركز الوطني للسكري بالمجلس الصحي السعودي باهتمام ما تناقلته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وبرامج التواصل الاجتماعي حول خبر زراعة الخلايا الجذعية لأحد المصابين بداء السكري النوع الأول وما صاحبه من تساؤلات من بعض المرضى وغيرهم حيال هذه الطريقة في العلاج ومدى نجاحها ومناسبتها لمرضى داء السكري فإن اللجنة تود أن تورد هذا الايضاح بشأنها على النحو التالي.. حيث يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية ابتكاراً واعداً في الحقل الطبي للعديد من الأمراض الوراثية والمزمنة، حيث أن هناك تجارب كثيرة في جميع أنحاء العالم أثبتت فائدة الخلايا الجذعية في علاج أمراض متعددة بما في ذلك داء السكري، إلا أن غالبية هذه التجارب غير معتمدة وتحتاج إلى مزيد من الدراسات والبحث، كما أن المنتجات نفسها تحمل مخاطر محتملة وتود اللجنة أن توضح بأن هناك نوعان من طرق العلاج بالخلايا الجذعية في علاج داء السكري النوع الأول:
النوع الأول: حقن الخلايا الجذعية العشوائية في جسم الانسان، حيث تتمايز هذه الخلايا الجذعية إلى أعضاء أو خلايا يفتقر إليها الجسم ولكن دون أي سيطرة ويتم إجراء هذه الطريقة في مناطق مختلفة من العالم دون الاستناد على أسس علمية.
النوع الثاني: تطوير الخلايا الجذعية إلى خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في المختبر، ثم يتم حقنها في الإنسان المصاب بداء السكري، وقد تمت الموافقة على هذه الطريقة من العلاج للتجارب السريرية منذ عقدين من الزمن وتظهر نتائج واعدة في الحيوانات، بينما لم يتم دراستها بشكل متكامل في البشر.
الوضع الراهن:
وحالياً هناك العديد من الدراسات في العالم لاستكشاف فاعلية وسلامة الخلايا الجذعية المتمايزة إلى خلايا بيتا المفرزة للأنسولين في علاج داء السكري النوع الأول، وما تم نشره مؤخرا هي احدى تلك الدراسات التي أجرتها إحدى شركات الأدوية حيث حصل مصاب يدعى برايان في 29 يونيو 2021م على حقنة من الخلايا الجذعية المنتجة مخبريا ومنذ ذلك الحين يعيش كما يصف المصاب نفسه الحياة الطبيعية بدون الأنسولين أو مخاطر نقص السكر في الدم الحاد الذي كان يعاني منه قبل العملية. وذكر أيضاً أنه يتلقى العديد من الادوية المثبطة للمناعة لتجنب تدمير الخلايا المحقونة حديثاً بواسطة جهاز المناعة. وذكر في الخبر أن هذه الخطوة هي بداية تجربة مدتها خمس سنوات حيث ستشمل زراعة الخلايا الجذعية لعدد 17 مصاباً ومتابعتهم لمدة خمس سنوات من تاريخ الزراعة لتقييم فعالية وسلامة هذه الخلايا الجذعية.
توصيات اللجنة العلمية للمركز الوطني للسكري:
1- التحذير من الطريقة الأولى للعلاج التي تعتمد على الخلايا الجذعية العشوائية، وذلك بسبب ارتفاع مخاطر حدوث مضاعفات بما في ذلك تطور أنواع مختلفة من الأورام الخبيثة.
2- التريث في الحكم على نجاح طريقة العلاج الثانية التي تعتمد على استخدام خلايا بيتا المطورة من الخلايا الجذعية. حيث أن هذه التجربة تحتاج إلى مزيد من الوقت لا يقل عن خمس سنوات لاستكشاف فاعليتها وأمانها على المدى الطويل.
3- التنبيه من عدم الخلط بين الطريقتين في علاج داء السكري النوع الأول بالخلايا الجذعية حيث إن الطريقة الأولى المعتمدة على الخلايا الجذعية العشوائية لا تستند لأساس علمي وتحمل الكثير من المخاطر.
4- تؤكد اللجنة على التطور المضطرد في علاج كثير من الأمراض وأن استخدام الخلايا الجذعية في علاج داء السكري النوع الأول هو طريقة علاج واعدة نأمل أن تنجح وتساهم في تغيير حياة الكثيرين من المصابين بهذا الداء، ولكن يجب أن ننتظر اكتمال الدراسات والخروج بالتوصيات النهائية.
وتلفت اللجنة الانتباه إلى أن إنتاج خلايا بيتا من الخلايا الجذعية يتطلب مختبراً متطوراً جداً وتحت ظروف غاية في التعقيد من أجل هذه العملية المعقدة لذا فإن كثير من دول العالم تتطلع لاكتمال هذه الدراسات في المختبرات العالمية المعتمدة ومن ثم اعتماد الخلايا الجذعية لعلاج داء السكري النوع الأول.