ودع معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، مساء يوم أمس الخميس معالي وزير الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا الأستاذ ياقوت خليل قوماس والوفد المرافق له لدى مغادرتهم مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمحافظة جدة، في ختام الزيارة الرسمية لهم للمملكة والتي استمرت عدة أيام، تلبية لدعوة وزير الشؤون الإسلامية .
وخلال مراسم التوديع أدلى الوزيرين بتصريحات صحفية بهذه المناسبة، أبدى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في بدايتها عن سعادته بما تحقق خلال اللقاءات التي جمعته بمعالي وزير الشؤون الدينية في إندونيسيا من توافق في الرأي لنشر مبادئ التسامح والعدل ونبذ العنف والعنصرية ونشر الدين الإسلامي وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ووفق فهم السلف الصالح لا غلو ولا تطرف .
وأضاف معاليه يقول : جميعنا متفقون على ضرورة نشر الاعتدال و الوسطية التي يتبناها مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهم الله في جميع دول العالم الإسلامي .
وبين معاليه أن معالي الوزير الإندونيسي إيد ووعد بأنه سيعمل على نشر مبادئ التسامح والاعتدال و الوسطية ونبذ أسباب الغلو والعنف والتطرف وسيكون لوزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا نشاط ملموس في مختلف المجالات التي تخدم الإسلام وتتصدى للجماعات المتطرفة.
وأشار معاليه إلى أن الجميع يعلم أن الخطاب الديني المعتدل اختطف منذ عدة عقود من قبل من يستغلون الإسلام للسياسة وهذا عمل غير صالح و جريمة في حق الإسلام والمسلمين وقد اساءوا للإسلام واضروا المسلمين باستغلالهم للإسلام لأمور سياسية أو حزبية أو نحو ذلك، موضحاً أن السياسة تخدم الإسلام وليس العكس ولكنهم جعلوا الإسلام لخدمة أهدافهم وتوجهاتهم وهذا بلا شك لا يجوز الصمت عنه .
ولفت معالي الوزير إلى أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله – هي حمل راية تصحيح المفهوم الخاطئ للقرآن والسنة ليبقى الإسلام صافيا نقيا لما يحمله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد من نية صادقة وصالحة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين والمحافظة على الإسلام عزيزا قويا .
وأضاف : وهذا لا شك اسهم في قبول هذه الرسالة التي هي رسالة نشر الاعتدال و الوسطية والتسامح ونبذ العنف والغلو والتطرف الذي رأينا نتائجه مما حصل من تدمير وقتل وسفك الدماء بغير حق، مختتماً تصريحه بسؤال الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل الصالح في ميزان خادم الحرمين الشريفين وان يبقى اسمه مسطراً في صفائح الأعمال الصالحة له في الدنيا والآخرة لما قام به من تصحيح المفاهيم الخاطئة للقرآن الكريم والسنة النبوية والذي لقى تجاوبا من جميع المسلمين في العالم ولله الحمد .
من ناحيته، رفع معالي وزير الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا السيد ياقوت خليل قوماس، الشكر والتقدير والاحترام باسمه ونيابة عن الشعب الاندونيسي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على ما شاهده من الجهود الكبيرة التي يقدمانها لخدمة الإسلام والمسلمين وتوفير كل أسباب الطمأنينة والراحة لضيوف الرحمن.
وأوضح “قوماس” أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ــ حفظهما الله ــ تقوم بعمل كبير لخدمة الحرمين الشريفين وتشهد تطور في مختلف المجالات التي تواكب بها كبريات الدول، مؤكداً أن السعودية وتقدمها ورقيها هو رقي وتقدم للمسلمين بالعالم فهي قبلة المسلمين الدينية والسياسية .
وقال ” قوماس ” إن هذه الزيارة حققت التوافق في جميع الرؤى التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وفي مقدمتها تفعيل التعاون في مجالات العمل الإسلامي وفتح العمرة والزيارة لمسلمي إندونيسيا والذي سيكون قريبًا إن شاء الله .
وقال ” قوماس ” إن ما قامت به الحكومة السعودية في التصدي لخطر فيروس كورونا عمل مميز وكبير جسد كل معاني القيم الإنسانية التي تتصف بها القيادة السعودية وينبغي أن يستفيد منه العالم .
وعن تفعيل التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة، أكد “قوماس ” نجاح المباحثات مع وزير الشؤون الإسلامية بالمملكة والتي ستتوج بالعمل الجاد والمثمر بين البلدين الشقيقين، مجدداً التأكيد على حرص بلاده للاستفادة من تجربة المملكة ــ ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية ــ في خدمة بيوت الله ومنسوبيها، ونشر الدعوة وفق منهج الوسطية والاعتدال، والتصدي للجماعات التي تحاول استغلال الإسلام للسياسة، وبناء شراكة استراتيجية لتدريب وتأهيل الدعاة والأئمة والخطباء لتحقيق الأهداف المرجوة.
واختتم معالي وزير الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا بتقديم الشكر لمعالي وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على الدعوة الكريمة والجهود الكبيرة التي بذلها لإنجاح الزيارة وسعيه المتواصل لخدمة مسلمي إندونيسي وحرصه على نشر منهج الوسطية والاعتدال الذي تحتاج إليه الشعوب المسلمة اليوم، سائلاً الله أن يديم على المملكة وإندونيسيا نعمة الأمن والأمان والصحة، وأن يصرف عنها الوباء وعن جميع بلاد العالم.