أعربت الألمانية مونيكا ستاب، المديرة الفنية الجديدة للمنتخب الوطني لكرة القدم للسيدات، عن سعادتها الغامرة بالانضمام إلى جهود المملكة في تطوير كرة القدم النسائية، معترفة أنه قد لا يدرك الأشخاص الذين لم يسبق لهم زيارة المملكة أهمية هذه الفرصة، لكنها تعتبرها واحدة من أكثر الفرص حماسة في عالم الرياضة.
وأعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، اليوم الخميس، الحصول رسميًا على توقيع مونيكا ستاب، لتصبح أول مدربة في للمنتخب الوطني للسيدات في تاريخ المملكة، في مهمة مشوقة نحو تطوير كرة القدم النسائية.
وأوضحت ستاب، في تصريحات صحفية، عقب تولي المهمة الجديدة: «أفتخر بحصولي على شرف قيادة المنتخب الوطني الأول للسيدات في المملكة، يتمتع السعوديون رجالًا ونساءً وبمختلف أعمارهم بشغف كبير لكرة القدم، إذ تشكل الرياضة محورًا يجمعهم ويقرب فيما بينهم».
ولفتت المدربة الألمانية إلى أنها «شعرت بهذا الشغف الحقيقي للعبة منذ زيارتي الأولى للمملكة، كما أجد رصيدًا هائلًا من الطاقة والأمل والحماس وهو ما يحفزني بشكل شخصي، حيث تزخر المملكة برصيد هائل من المواهب، ويشكل الشباب تحت سن الـ25 شريحة كبيرة من تعداد سكان الدولة؛ ما يتيح لنا فرصة هائلة لاستكشاف لاعبين يافعين ورعاية مواهبهم».
وأضافت ستاب: «لاحظت اعتماد المملكة لاستراتيجية طويلة الأمد في هذا الصدد، ولذا، أرى أن جميع العناصر المطلوبة لنجاح مساعينا متوافرة، فنحن لا نحاول الترويج لكرة القدم من نقطة الصفر، إذ إن لا حاجة لنا لذلك، فهي متغلغلة بالفعل في قلوب الناس هنا، ويعتبرونها رياضتهم الوطنية».
وأشارت المدربة الألمانية إلى أنها «الآن أمام خطة واضحة وفرصة لاغتنام هذه الإمكانات وإعادة رسم ملامح هذه الرياضة في المملكة، أنا فخورة ومتحمسة لتأدية هذا الدور المتواضع في رحلة واحدة من الدول التي تسجل أسرع معدلات النمو في القطاع الرياضي في العالم».
ويعول اتحاد الكرة الكثير على ستاب، التي تُعد أحد رائدات تطوير كرة القدم النسائية في مختلف أنحاء العالم، وتحمل رصيدًا واسعًا من الخبرات المتنوعة في عالم الاحتراف؛ حيث أشرفت على تدريب العديد من المنتخبات الوطنية وإدارة الأندية، إلى جانب شغل المناصب التنفيذية رفيعة المستوى.
وحظي مشهد كرة القدم للسيدات في المملكة العربية السعودية بزخم متزايد، لا سيما بعد تأسيس أول إدارة متخصصة لكرة القدم النسائية عام 2019، كما شهدت في ظل رؤية المملكة 2030، زيادة مذهلة في معدلات المشاركة والتفاعل وصلت إلى 149% على مدى الأعوام الأربعة الماضية.
وتعكف حاليًا ما يزيد عن 195 ألف فتاة تتراوح أعمارهن بين 5 و15 عامًا، بممارسة الرياضة بشكل أسبوعي، الأمر الذي أبهر المدربة الألمانية ستاب، وزاد من حماسها لتولي المنصب الجديد، وفقًا لبيان الاتحاد السعودي لكرة القدم.
من جانبها، أوضحت لمياء بن بهيان، مديرة إدارة كرة القدم النسائية وعضوة اتحاد الكرة السعودي، في تصريحات صحفية: «لقد بدأنا رحلة مشوقة نحو تطوير كرة القدم النسائية في المملكة، ونسير بخطى ثابتة وفق استراتيجية تطوير طموحة نتشارك فيها جميعنا الشغف والطموح والهمة، من أجل الارتقاء بكرة القدم النسائية والوصول بها لأعلى المستويات».
وأكملت لمياء: «بلا شك، يحظى القطاع الرياضي باهتمام ودعم كبيرين تحت الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وهذا الدعم اللا محدود ينبئ بمستقبل مبشر وواعد لكرة القدم النسائية».
وختمت عضوة اتحاد الكرة السعودي تصريحاتها، بالتأكيد على «اهتمام وزارة الرياضة المباشر لملف كرة القدم النسائية بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، له دور أساسي في وضع وبناء الأسس المتينة لتنمية وتطوير كرة القدم النسائية، وكنتيجة أولية لهذا الدعم، تم إنشاء إدارة مختصة بالإشراف على كرة القدم النسائيّة في اتحاد الكرة السعودي في سبتمبر 2019 وأصبحت الان كرة القدم النسائية ركيزة أساسية من ركائز استراتيجية تحول كرة القدم السعودية».
وتعتبر ستاب واحدة من أبرز الشخصيات الداعمة لكرة القدم النسائية في مختلف أنحاء العالم، وتحمل في جعبتها الكثير من الخبرات والتجارب الثرية في مجال تدريب كرة القدم تمتد إلى 14 عامًا، وتشمل 80 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، حيث ساهمت في تعزيز جهود تطوير كرة القدم النسائية في تلك الدول.
ولا يقتصر تعيين ستاب على فقط تأسيس وتطوير وقيادة المنتخب الوطني الأول للسيدات، بل ستسهم في تأسيس وتطوير ورفع أعداد المدربات السعوديات المرخصات والاشراف عليهن، كما ستتولى مسؤولية الإشراف الفني على مراكز التدريب الإقليمية لليافعات