أصدر مكتب رئاسة الوزراء في السودان، بيانا بشأن الأحداث المتلاحقة التي استفاقت عليها البلاد، يوم الاثنين، بعد أسابيع من التوتر والانقسام حول انتقال السلطة، بين المدنيين من جهة، والقيادات العسكرية، من جهة أخرى.
وأورد البيان أن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وزوجته، تم اقتيادهما من مقر إقامتهما في العاصمة الخرطوم، إلى جهة غير معلومة من قبل قوة عسكرية.
وذكر البيان أن القوات الأمنية في السودان أقدمت أيضا على اعتقال عدد من أعضاء مجلس السيادة والوزراء وقيادات سياسية.
ووصفت رئاسة الوزراء في السودان، ما حدث بمثابة تمزيق للوثيقة الدستورية “وانقلاب مكتمل على مكتسبات الثورة التي مهرها شعبنا بالدماء بحثاً عن الحرية والسلام والعدالة”.
وشدد البيان على أن “القيادات العسكرية في الدولة السودانية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة حمدوك وأسرته، كما تتحمل هذه القيادات التبعات الجنائية والقانونية والسياسية للقرارات الأحادية التي اتخذتها”.
ووصف البيان حمدوك بالقائد الذي قدمته الثورة السودانية على رأس الجهاز التنفيذي لحكومة الثورة”، مؤكدة أنه من الأهون عليه أن يضحى بحياته، على أن يضحي بالثورة وبثقة الشعب السوداني في قدرته على الوصول بها إلى غاياتها”.
ودعا البيان “الشعب السوداني للخروج والتظاهر واستخدام كل الوسائل السلمية المعلومة والتي خبرها وجربها، لاستعادة ثورته من أي مختطف”.
تطورات متلاحقة
وكانت العاصمة الخرطوم شهدت في ساعات الصباح الباكر انتشارا عسكريا كثيفا، بالتزامن مع حملة اعتقالات طالت شخصيات سياسية وزعامات حزبية سودانية.
وأوضح مراسلنا في السودان بأن قوة عسكرية، تتشكل من عدة أفرع عسكرية، اعتقلت عددا من الوزراء في حكومة حمدوك، من بينهم وزير الإعلام حمزة بلول ووزير الصناعة إبراهيم الشيخ ووزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، بالإضافة إلى شخصيات سياسية وحزبية وأعضاء مدنيين في المجلس السيادي.
وأفادت أسرة المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء بأن قوة عسكرية اعتقلت المستشار فيصل محمد صالح بعد اقتحام منزله.
كما أفاد مراسلنا بورود أنباء عن انتشار إغلاق طرق وجسور في الخرطوم، كما تم فصل المناطق الرئيسية في العاصمة السودانية عن بعضها البعض.
منعطف الأزمة
وتأتي هذه التوترات في السودان بعد أسابيع من الشد والجذب بين المدنيين من جهة، والعسكريين من جهة أخرى، بشأن انتقال السلطة في البلاد.
وحثت عدة عواصم غربية، أطراف السلطة في السودان على التوافق من أجل المضي قدما نحو انتقال ديمقراطي، يعين على إخراج البلاد من أزمتها الخانقة.
وفي هذا السياق، قام المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، بزيارات ولقاءات مكوكية مع الفرقاء السودانيين، في مسعى إلى إيجاد صيغة تحمي انتقال السلطة بشكل ديمقراطي.
وبحسب مصادر وفقاً لـ “سكاي نيوز عربية”، فقد ركزت مقترحات المبعوث الأميركي على حل الأزمة المستمرة منذ شهر بين الشقين المدني والعسكري؛ على مقاربة تقوم على الاحتكام للوثيقة الدستورية وتسليم السلطة للمدنيين في موعدها مع تشكيل مجلس للدفاع والأمن يكون تحت إشراف المؤسسة العسكرية.
التقى المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي، يوم الأحد، بشكل مشترك مع رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك ، ورئيس مجلس السيادة والفريق أول محمد حمدان دقلو.