توالت التقارير الصحية، مؤخرا، في بريطانيا، بشأن نوع جديد من المتحور “دلتا”، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا التطور سيؤدي إلى إرباك الجهود التي بُذلت حتى الآن من أجل تطويق جائحة كورونا.
وتشير الأرقام إلى أن هذه السلالة الجديدة التي تعرف حتى الآن بـ”AY. 4.2″، تشكل 6 في المئة من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد في البلاد.
ويرجح خبراء أن يكون هذا المتحور الفرعي، أسرع انتشارا بـما بين 10 و15 في المئة مقارنة بمتحور “دلتا” الأصلي الذي جرى رصده أول مرة في الهند، ثم أصبح مهيمنا على أغلب الإصابات.
وشرح مدير معهد علم الوراثة التابع لجامعة لندن، فراتنسوا بالو، أن طبيعة هذا المتحور الفرعي الجديد من كورونا تجعله أكثر انتقالا.
وأوضح الباحث، في تحليل نشره عبر موقع “تويتر”، أن هذا النوع الجديد من “دلتا” ربما يكون الأكثر قدرة على الانتشار حتى يومنا هذا.
ومن المرتقب أن تبادر منظمة الصحة العالمية إلى فتح تحقيق بشأن هذا النوع الجديد من متحور “دلتا”، في مسعى إلى تحديد المخاطر القائمة.
وفي بريطانيا، كشفت وثائق نُشرت الثلاثاء، أن خبراء صحيين يعكفون في الوقت الحالي على مراقبة هذا المتحور الفرعي.
ويوم الثلاثاء، سجلت بريطانيا 233 وفاة من جراء مضاعفات “كوفيد-19″، وهو أعلى رقم منذ التاسع من مارس الماضي، لكن خبراء الصحة لم يربطوا هذه الزيادة بالمتحور الفرعي الجديد.
ومن الأمور الإيجابية في بريطانيا، أن نسبة مرضى “كوفيد-19” الذين يضطرون إلى دخول المستشفى ما زالت أقل بكثير مقارنة بما جرى تسجيله العام الماضي، والفضل في هذا التحسن يُعزى إلى التطعيم الذي جعل الوباء أقل فتكا.
في غضون ذلك، يقول خبراء إنه من المستبعد أن يؤدي هذا المتحور الفرعي إلى تردي الوضع الوبائي الحالي، أو حتى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
ويعد ظهور المتحورات أو ما يتفرع عنها، أمرا طبيعيا ومتوقعا، في علم الفيروسات، بينما تراهن دول العالم في الوقت الحالي على التعايش مع الوباء، وتحصين الناس مناعيا، عبر التلقيح، لأن القضاء على العدوى بشكل نهائي، لا يبدو أمرا قابلا للتحقق.
وقال رئيس مجموعة اللقاحات في جامعة أوكسفورد، أندرو بولارد، إنه من المهم فعلا أن يخضع هذا المتحور الفرعي للمراقبة، لكن ذلك لا يعني أنه سيحل مكان “دلتا”.
وأضاف أن المتحور الفرعي الجديد ينتقل بشكل “جيد” بين الأشخاص الذين أخذوا التطعيم، أما الأهم فهو أن لن يغير وضعنا الوبائي الحالي بشكل كبير.