شنت هيئة الحشد الشعبي هجوما حادا على رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق ( يونامي ) جينين هينيس بلاسخارت، معتبرة أنها قد تخطت مهامها.
وقال رئيس الهيئة فالح الفياض، في تغريدة له على موقع تويتر: “نرى أن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة بلاسخارت تجاوزت الدور المهني، وأصبحت ورقة في الملعب السياسي العراقي”.
وأردف الفياض: ”السيد الأمين العام للأمم المتحدة نحن بحاجة إلى دوركم الأممي المهني في دعم العراق”.
وذيل الفياض تغريدته بجملة “نعم لسيادة العراق”.
ولم يوضح رئيس هيئة الحشد الشعبي، سبب نشره هذه التغريدة ضد ممثلة الأمم المتحدة في العراق، لكن مراقبين يرون أن هذا الموقف المتشنج، يعبر عن انزعاج وتململ ميليشيات الحشد والفصائل الموالية لإيران عامة، من تصاعد الدور الأممي في العراق، خاصة لجهة اصدار المنظمة الدولية قرارا يقضي بمشاركتها في مراقبة الانتخابات العامة العراقية المبكرة في شهر أكتوبر المقبل.
وهم يرون أن ميليشيات الحشد الشعبي التي اعتادت التدخل في العملية الانتخابية طيلة السنوات الماضية مستاءة من ذلك، ولهذا فإن هذه التصريحات تندرج في هذا الإطار.
كما يعرف عن بلاسخارت مبادراتها الرامية لتشجيع دور بعثة الأمم المتحدة وتفعيله في العراق على مختلف الصعد، وهي اشتهرت خصوصا بتعاطفها وتضامنها مع الناشطين في حراك تشرين الشعبي وذويهم، وآخر مبادراتها في هذا الصدد كانت زيارتها في المستشفى الناشط والصحفي العراقي علي المكدام، بعد تعرضه للخطف والتعذيب من قبل ميليشيات مسلحة.
يقول مصدر سياسي عراقي في العاصمة بغداد طلب حجب هويته، في حديث مع “سكاي نيوز عربية” : “هذا التهجم على الشخص الأول في أعلى منظمة أممية في العراق، من قبل رئيس هيئة الحشد الشعبي هو غير مقبول لا دبلوماسيا ولا سياسيا، وهو يسهم في اشاعة الصورة النمطية السلبية المعهودة عن العراق في الخارج، حول سطوة الميليشيات المذهبية المسلحة فيه وسيطرتها على البلاد، وهو تصرف غير موفق وغير حكيم، يستوجب موقفا رادعا من رئاستي الجمهورية والحكومة، حيال صاحب التصريح الغير لائق بالمرة”.
ويتابع: “هذا استعداء للعالم لصالح تنفيذ الأجندة الإيرانية المشبوهة في العراق، وبهدف تحويله لنسخة عن جمهورية الملالي التي تعيش في عزلة وصراع مع المجتمع الدولي، وإلا فبأي حق يتم تقريع السيدة بلاسخارت والتي تعمل على رأس فريق أممي، لدعم العراقيين وإغاثتهم ومساعدتهم في الوقوف على أقدامهم وإثبات أنفسهم، عبر مبادرات وبرامج تنموية واغاثية تمكينية لا حدود لها”.
من جانبه يرى المحلل السياسي بدران نوفل، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية” أنه: “كلما اقتربنا من موعد الانتخابات، تسعى هذه الميليشيات ومن يقف خلفها من وراء الحدود، لخلط الأوراق أكثر فأكثر، وإشاعة جو من الفوضى وعدم الثقة والاضطراب، بما قد يؤثر في سلاسة العملية الانتخابية، وبما قد يؤدي حتى لتأجيلها”.
ويردف: “هذه الميليشيات المنفلتة تريد إخراج كل ما هو دولي وأممي من العراق، كي تستفرد به وبشعبه، وكي تغدو البلاد حقل تجارب لإيران وغيرها من قوى إقليمية طامعة، ومجرد ساحة لإيصال رسائل طهران ولتصفية حساباتها مع الآخرين على حساب حقوق العراقيين ومصالحهم الوطنية العليا.”
وكان مجلس الأمن الدولي قد قرر وبالإجماع، في نهاية شهر مايو الماضي، تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي”، لعام كامل وتوسيع نطاق اختصاصها والتفويض المعطى لها، ليشمل مراقبة الانتخابات العامة العراقية المقررة في 10 أكتوبر من العام الجاري، وذلك استجابة لطلب الحكومة العراقية.
وجاء في القرار رقم 2576، أنه تم تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق – يونامي حتى 27 مايو من عام 2022، وأن البعثة ستضم فريقا أمميا معززا وقويا، وطواقم إضافية قبل الانتخابات المقبلة في العراق، لمراقبة اليوم الانتخابي الطويل على أوسع نطاق جغرافي ممكن.