بعد الضربات الأميركية الأخيرة على مقرات ومخازن أسلحة تابعة للميليشيات العراقية المرتبطة بإيران في العراق وسوريا، تعرضت السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد، ليل الاثنين الثلاثاء، لهجوم بطائرات مسيرة، تمكنت الدفاعات الجوية المنصوبة في محيط السفارة من إسقاط إحداها، فيما أشارت مصادر ومعلومات صحفية وأمنية إلى الاستيلاء على مسيرتين آخريين.
وأعلنت السفارة الأميركية في بغداد الثلاثاء في بيان حول الهجوم: “في وقت مبكر من صباح يوم 6 يوليو، تفعلت المنظومة الدفاعية في داخل مجمع السفارة الأميركية في بغداد وقضت على تهديد جوي”.
وتابعت: “نحن نعمل مع شركائنا العراقيين على التحقيق، وكذلك سنواصل اتخاذ جميع التدابير المناسبة واللازمة لحماية سلامة موظفينا ومنشآتنا”.
ويرى المراقبون أن هذا الاستهداف يعد الهجوم الأخطر الذي تقوم به الميليشيات الموالية لطهران، بعد الضربات الأميركية الأخيرة، وأن استهداف سفارة واشنطن في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا، هو دليل جديد على أن الوضع الأمني في العراق هش للغاية ومعرض دوما للاختراق، من قبل المجموعات والتنظيمات الإرهابية والتخريبية، سواء من داعش أو من تلك الفصائل.
وتعليقا على هذا التطور الخطير في المواجهة، يقول الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”: “هذا الهجوم الجديد هو محاولة رد اعتبار للفصائل الموالية لإيران، بعد الضربات الأميركية الأخيرة التي تلقتها، وأظهرتها عاجزة أمام استهدافات واشنطن، وهو ككل الهجمات التي تقوم بها الميليشيات، والتي ستقوم بها مستقبلا، هي في سياق التسويق الإعلامي لها في الشارع العراقي، ولإظهار نفسها أمام عرابتها طهران وكأنها قوة قادرة على إزعاج الأميركيين في العراق”.
ويضيف “هذه العمليات باتت ذات نسق معروف ومؤطر، وهي تكاد تكون مضبوطة الإيقاع، لكن الهجوم على السفارة الأميركية وفي قلب بغداد، هو وبلا شك مؤشر سلبي آخر على مدى عجز القوات الأمنية العراقية عن ضبط الأوضاع، وكبح جماح هذه الميليشيات المنفلتة، وهو بالطبع رسالة لواشنطن مفادها، أن هذه الميليشيات قادرة على مجابهتها والتصدي لها”.
ويتابع المحلل السياسي: “الرد الأميركي لم يتوقف، وهو أساسا غير قائم على سياسة ردات الفعل، بل هناك برنامج أميركي طويل الأمد لتقليم أظافر ميليشيات إيران العراقية، ووقف تمددها ونفوذها، وهي لديها خطط ممنهجة في هذا الإطار، ولن تتوقف واشنطن بطبيعة الحال حتى تتمكن من ردع أي تهديد وخطر على الوجود الأميركي، في المنطقة عامة وفي العراق خاصة”.
وكانت قيادات عسكرية أميركية قد وصفت مؤخرا الخطر الذي تمثله الطائرات المسيرة ضد الجنود الأميركيين في العراق، بأنه أكبر مصدر قلق للمهمة العسكرية هناك.
وباتت أنباء وقوع الهجمات بالطائرات المسيرة، حدثا شبه يومي في العراق، والتي تشنها عادة ميليشيات مسلحة عراقية مرتبطة بإيران، ضد مصالح وأهداف عسكرية ومدنية، عراقية وأميركية في البلاد.