يمكن أن تكون الترقية، أو الحصول على المال هدفًا للإفراط في العمل، بزيادة عدد الساعات أو بذل مجهود أكبر، وإثقال كاهلك بالعديد من المهام، لكن قد تكون هذه الدوافع بداية طريق يؤثر فيه العمل على حياتك، فيتسبب بالعديد من الأمراض نتيجة الإرهاق، والتي قد تودي بالشخص إلى الوفاة.
وفي هذا التقرير نستعرض كيف يؤثر العمل على حياتك لدرجة الإنهاك، فمثلا قد تلغي إجازتك من العمل، لشعورك أنه لا يوجد من يؤدي مهامك في غيابك، ومن الممكن أن تواصل العمل حتى ساعات متأخرة وفي العطلات، أو تشعر بالذنب عند الانصراف في الوقت المحدد، وهو ما يجعلك تحت فئة المنهكين الذين يؤثر العمل على حياتهم، وإليك هذه المخاطر التي يتسبب فيها الإفراط في العمل.
الإصابة بنوبات قلبية
أظهرت عدة دراسات، العلاقة بين العمل لساعات أطول والمشاكل الصحية، ووجدت الدراسات أن من يعملون على مدار 55 ساعة أو أكثر على مدار الأسبوع، ازداد خطر تعرضهم للإصابة بنوبة قلبية بنسبة 13%، مقارنة بالذين عملوا 35-40 ساعة في الأسبوع.
ولفتت ورقة بحثية نشرت في 17 مايو الماضي، إلى أن 750 ألف شخص تقريبا يفارقون الحياة سنويا، بسبب الجلطات وأمراض القلب الناجمة عن العمل لساعات طويلة.
الإجهاد البدني المستمر
أوضح مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، أن الإجهاد البدني هو السبب الرئيسي الثاني للإصابة بالأمراض المختلفة، ويتبع هذا الإجهاد مشاكل عديدة في الجسم أساسها ضعف المناعة، وبالتالي سهولة الإصابة بالأمراض.
وأشار المركز إلى أن علامات الإجهاد هي نسيان الطعام والشراب بسبب الانشغال في العمل، أو على العكس الإفراط في الطعام بسبب الحالة المزاجية السيئة.
صعوبة في النوم
تعوق ساعات العمل الطويلة في المكتب أو المنزل النوم المنتظم، بسبب الإرهاق والتوتر والضغط، إضافة لصعوبة التفكير ومشاكل الذاكرة ونوبات الصداع المتكررة.
فقدان حياتك الشخصية
يفقدك العمل لساعات طويلة العديد من الأصدقاء، وهو ما يؤدي للشعور بالوحدة وصعوبة التواصل مع الآخرين.
لا يؤدي لتحسين كفاءتك
يؤكد الخبراء، أن قضاء وقت أطول في العمل لا يؤدي بالضرورة إلى تحسين كفاءة العامل، وذكرت دراسة أجراها مشروعٌ يُعرف باسم “تايم أوف” في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه على الرؤساء أن يضعوا أهدافا واضحةً تحول دون استنفاد طاقة ومجهود فريق العمل في المستقبل.
وخلص التقرير الصادر عن مشروع “تايم أوف” إلى عدم وجود أية علاقة بين قضاء وقتٍ طويل في العمل والترقي الوظيفي، بل ربما يكون العكس صحيحًا.
الإصابة بالسكتة الدماغية
واستنتجت إحدى الدراسات الحديثة التي أُجريت على موظفين من أمريكا، وأستراليا، وأوروبا، أن من يعملون لمدة 55 ساعة أو أكثر في الأسبوع، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 33%، مقارنة بنظرائهم الذين يعملون لمدة 40 ساعة في الأسبوع.
الخوف وأمراض نفسية
تشير الدراسات الحديثة إلى أنه من أسباب انتشار ثقافة استنفاد الطاقة في العمل بين الشباب من الفئة العمرية من 18 إلى 35 عاما، وجود حاجة لتلبية تطلعاتٍ ذاتيةٍ (مثل بذل جهد كبير للشعور بتحقيق الذات)، ووجود حالة من القلق أعلى مما هو مطلوب، في الوقت الذي يردد الكثيرون أن أبناء جيل الألفية مغرورون ومدللون، ولكن ما نكتشفه في الحقيقة هو أن لديهم الكثير من المخاوف.
الوفاة
أشار العديد من الدراسات التي أجرتها شركات التوظيف، إلى ارتباط حالات الوفاة لكبار موظفيها الناتجة عن الإفراط في العمل بسبب الإرهاق، وهذا الارتباط ظهر جليًا في كوريا واليابان.
في النهاية يجب أن تعرف أن عدد الوفيات جراء الإفراط بالعمل يزيد عن الإصابة بمرض الملاريا.