فقدت البصر.. لكنها لم تفقد البصيرة وشغف الحياة والتميز.. وحب العلم والتوق إلى التعلم وخوض غمار الحياة متحدية كل الصعاب التي واجهتها، لتتغلب في البداية على إعاقتها البصرية، ثم تنطلق خطوة خطوة نحو تحقيق طموحاتها التي لا تقل عن مثيلاتها من الطالبات الأصحاء، بل وتتفوق عليه بالعزيمة والإصرار وقهر الصعاب.
إنها الطالبة الكفيفة جيهان محمد المجيدل إحدى خريجات الدفعة الثامنة عشرة بجامعة القصيم والتي تخرجت بدرجة الامتياز من تخصص الشريعة الإسلامية بالجامعة، بالاعتماد على قدراتها وثقتها بنفسها، ومهارتها في استخدام التقنية الحديثة وتطويعها لتناسب احتياجاتها وحالتها الصحية، وبما أهلها للتميز والنجاح في كافة مراحلها الدراسية.
الخريجة “جيهان” قدمت نموذجًا يحتذى به من الإصرار والعزيمة الذي تزخر به مملكتنا الغالية، فهي إحدى فتيات هذا الوطن المعطاء الذي تدعم حكومته الرشيدة – رعاها الله – كافة مواطنيها وبخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينالون رعاية الدولة وعنايتها لمساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم.
ومن هذا المنطلق سارع صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة القصيم عقب سماع ومشاهدة قصة الخريجة الكفيفة “جيهان”، خلال رعايته الكريمة لحفل تخريج الدفعة الثامنة عشرة بجامعة القصيم، بالإعلان عن ضم “جيهان” في جائزة شقائق الرجال بإمارة منطقة القصيم، متمنيًا أن تكون بإذن الله من بين الفائزات فيها، ومعلنًا أنه سيتم البحث عن آلية الاستفادة منها في لجنة التحكيم، لأنها نموذج مشرف.
وقال سموه: نحمد الله أن وجد من أبنائنا من يتسلح بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، ويمتلك هذه الإرادة والعزيمة والعصامية، وهنيئاً للوطن بوجود هذه الأمثال من الطلبة المتميزين في منطقة القصيم وفي كافة أنحاء المملكة.
ومن جهته، أعلن معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود رئيس جامعة القصيم عن قبول الخريجة “جيهان المجيدل” في برنامج الدراسات العليا تقديرًا لكفاحها وتميزها، ولكونها إحدى النماذج المشرفة من الجامعة.