“لم نخرج من المأزق بعد، لكننا قد نكون قريبين جدا”.. قالت مديرة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الدكتورة روشيل والينسكي، الأربعاء، في تصريح إيجابي نادر، منذ بدء تفشي كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وأضافت والينسكي أن بعض السيناريوهات، التي درستها الوكالة، توقعت انخفاضا حادا في حالات الإصابة الجديدة بحلول يوليو 2021، موضحة أن “النماذج، التي كانت ذات يوم تقدم أخبارا قاتمة حقا، تقدم الآن أسبابا تجعلنا متفائلين للغاية فيما قد يأتي به الصيف”.
لكن الوصول إلى حياة قريبة إلى أجواء ما قبل الجائحة، يشترط استمرار حملة التطعيمات، والتزام السكان باحتياطات الصحة العامة الأساسية، بحسب والينسكي.
وبعد أسابيع من إغراق مرضى كوفيد-19غرف الطوارئ في ولاية ميشيغن، التي كانت أسوأ بقعة تفش للفيروس في الولايات المتحدة، بدأت حالات الإصابة التي تستدعي دخول المستشفيات، تتراجع أخيرا.
آمال كبيرة بالتعافي
دخل الأميركيون مرحلة جديدة مفعمة بآمال التعافي من الجائحة، خصوصا وأن أكثر من نصف السكان البالغين، أي نحو 148 مليون شخص، تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وتسجل الولايات المتحدة الآن حوالي 49 ألف حالة إصابة جديدة يوميا فقط، وهو أقل رقم منذ أوائل أكتوبر الماضي. واستقرت حالات دخول المستشفيات عند حوالي 40 ألفا، وهو مستوى مشابه لإحصائيات أوائل الخريف، في حين تحوم الوفيات حول 700 يوميا، بانخفاض كبير عن الذروة التي بلغتها في يناير حين كانت تتجاوز 3 آلاف يوميا.
ويتزامن تراجع الوفيات وحالات دخول المستشفيات مع وصول الطقس الدافئ، مما سيسمح للأميركيين، في كثير من الأماكن، بقضاء المزيد من الأوقات في الهواء الطلق، حيث تتضاءل فرص انتشار الفيروس.
وبدا علماء الصحة الأميركيون متفائلين بشكل غير معهود، ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن أندرو نويمر، عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا، قوله: “نمر في فترة جيدة للغاية، ويمكننا التصرف وفقا لذلك”، مضيفا أن من المنطقي تخفيف القيود الآن، عندما تكون المخاطر أقل مما قد تكون عليه شتاء.
عودة مظاهر الحياة
وانضم المسؤولون المحليون، الذين كانوا في يوم من الأيام حاملي الأخبار الكئيبة حول حصيلة الجائحة والقواعد الصارمة للشركات، إلى المتفائلين، مما أدى إلى تخفيف القيود بسرعة في العديد من المدن.
وفي نيويورك وشيكاغو، تعهد المسؤولون الذين شجعهم التقدم الأخير، بثقة، بإعادة الافتتاح الكامل خلال الأسابيع المقبلة، مستحضرين صورا لصيف نابض بالحياة، والحفلات الموسيقية، والأحداث الرياضية، والمطاعم المزدحمة التي تعيد الحياة إلى المدن.
حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، قال إن معظم القيود المفروضة بسبب الجائحة، ستخفف في غضون أسبوعين، في حين أعلن العمدة، بيل دي بلاسيو، أنه يريد إعادة فتح المدينة بالكامل في الأول من يوليو.
وتخطط مسارح “برودواي”، مقصد السائحين ومحرك الاقتصاد في نيويورك، للعودة إلى تقديم العروض في سبتمبر، وستبدأ خلال بضعة أيام في بيع تذاكر بعض العروض كاملة السعة.
وخلال الأيام الأخيرة، أبلغت ولايات أميركية، بما فيها ويسكونسن ووست فيرجينيا، عن عدم وجود وفيات جديدة لديها نتيجة الإصابة بالفيروس، وهي فترة راحة قصيرة ولكنها واعدة، بعد ما شهدته البلاد خلال العام الماضي.
أسباب للحذر
وحتى مع انتشار الشعور بالأمل، لا تزال هناك أسباب وجيهة للحذر، خصوصا مع تباطؤ وتيرة اللقاحات. ويعتقد الخبراء الآن أن المناعة الجماعية في الولايات المتحدة قد لا تكون قابلة للتحقيق، كما أن المزيد من متحورات الفيروس سريعة الانتشار، وتهدد بتقويض التقدم في حملة التطعيم.
لكن وضع الجائحة في الولايات المتحدة يقف في تناقض صارخ مع أجزاء أخرى من العالم، حيث لا تزال العديد من الدول تكافح لتأمين الوصول إلى اللقاحات، في حين يموت آلاف الأشخاص كل يوم في البرازيل نتيجة كوفيد-19.
وأبلغت الهند، التي يقطنها حوالي 1.4 مليار شخص، أو 18 بالمئة من سكان العالم، عن ارتفاع حاد في عدد حالات الوباء الشهر الماضي.
ويحذر الخبراء من أن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في جميع أنحاء الهند قد يعطل الجهود المبذولة لإنهاء الجائحة على مستوى العالم، إذ يمكن أن يؤدي تفشي المرض لفترة طويلة في البلاد إلى ظهور متحورات جديدة من الفيروس، وإعاقة جهود تقدم التطعيم، وتهديد الاقتصاد حول العالم.