إلى جانب المفردات اللغوية التي يحيكها الأديب خالد العمري بمهارة عالية، ليشكل قطع أدبية يقف المستمع أمامها مندهشًا من جمال الأسلوب وإشراقة اللغة، كشف العمري عن مقدرة قصصية بارعة في اللقاء الذي جمع الإعلاميين والمثقفين بمقر النادي الأدبي بمنطقة الباحة
حيث قرأ نصًا أنيقًا وبأسلوب متفرد يخلو من الديسُوغرافيا تحت عنوان
..( هذرلوجيا ).. حنشــ(ـيارا )..
.. حنّدر القحم ( حنش ) في زوجتِه الشابّة ( يارا ) وصعَقَ ( قائلاً ).. وشمعك يالذّماه ما هلّا راقده .. انّحي ( للغنم ) واصرحي به .. وعوّشي ( البهم ).. وحوّقي عنهم .. وهبي لنا ( فالاً ) عقرنا الجوع ..( الله يخذلك يالفاغره )..
.. فقامت زوجتهِ من فراشِها ( بتثاقُلٍ ).. وذهبت لوضع مكياج الوجه بتلكؤٍّ .. وهي تقولُ : لكَ أن تنتظر حتى أضع مستحضر ( البرايمر ).. وكريم ( الكونسيلر ).. وبودرة ( البرونزر ).. وأحمر الخدود ( البلاشر ).. والكُحل و ( الماسكارا ).. بعدها سألقي نظرةً على ( مواقع السوشيال ميديا ).. فأنا مُغرمةٌ ( بالسناب شات ).. وشغوفةٌ ( بالفيس بوك ).. وهائمةٌ ( بالتّيك توك ).. ويستهويني ( اليوتيوب ).. ومتيّمةٌ ( بالإنستقرام ).. وعشقي ( التويتر ).. ومن ثمّ سأرتدي ملابس ( القوتشي ).. وأتزيّنُ بساعةِ ( التاج هوير ).. وشنطةِ ( الديور ).. وعطر ( الشانيل )..
.. فلمْح لها القحم حنش ( بإشمئزازٍ ).. ممزوجٍ ( بإنقباض ).. ومُختلطٍ ( بنفور ).. قائلاً : والله أن حَقّ من ربطك في ( الزّافر ).. وعلّقك على ( المرزح )..( مقروعه ) لا عاد تاهبين تيّه البويات فوق ( صُفحانك ).. عوّدْ ( خنفورك ) كما ( حُقْ الصلصه ).. وغدتْ عيونك مثل ( عيون البسّه )..( وكعشتك ) كنّها ( القطفْه ).. هيا ( النهار انتفخ ) وأنتي منقعره كما ( العدنْه )..( اجعلاالله بي ) عن عقلك .. قومي يا ( الخطله ) هبي لنا ( حُنّانه ) والا شُتفه ( خُبزه )..( بقعا تصوعك )..
.. هُنا أدركت ( يارا ) وقوعَها في الفخِّ المُتنائي ( للفوارقِ الزمنيّةِ ).. والبُعدِ الشاسعِ ( للفجوةِ العقليّة ).. والتبايُنِ السحيق في ( الهوّةِ العُمرية ).. وكمينِ البُونِ المُترامي في ( الإختلافاتِ الفكريّة )..
..( فعندما يفقِدُ الزواجُ التّناغم .. ويتلاشى مِنهُ الإنسجام .. ويضمحلُّ الإِئْتلاف .. وتندثِرُ المواءمة .. وتتفاوتُ الأنماط .. وتختلفُ الرؤى )..( حينها قد تُصابُ العلاقةُ بالفتور .. ويسودُها عدم التفاهم .. ويتغشّاها الملل .. ويعتريها – لا قدر اللهُ – الأفول )..( ويكونُ مصيرُها الزوال )..( إن لم يتخلّل ذلكَ حُبٌّ يُجابِهَ تضاريسَ الحياة .. ومودةٌ تتصدّى لتجاويفِ الزمن .. ورحمةٌ تُعارِكَ نتوءاتِ العُمر )..
..( لدغةُ الحنش )..
.. أيُها ( القِحامةَ ) رِفقاً بالقوارير ..
يقول الأديب خالد العمري بأن قصة
..( هذرلوجيا ).. حنَشْـ(ـيارا )..
..( هي من شظايا الكورونا )..( هروباً من مناخ المرض .. وخروجاً من أجواءِ الفيروس )..( فيهِ مزجٌ للفصحى بالعاميةِ .. وهذا قد يُمثلُ إشكالاً لحقوق المتلقي .. وربما يتولّدُ عن ذلك عُسراً لفهم القاريء .. لكن حاولتُ هُنا إنتقاء رموزاً من ( اللهجةِ الدارجةِ ).. وإجتباءَ مدلولاتٍ من ( العاميّةِ الشائِعةِ ).. للخروج بنصٍ حواريٍ خالياً من مرض ( الديسُغرافيا)