انطلقت، صباح أمس الأحد، الجلسات العلمية لـ “ملتقى التوحد الافتراضي”، الذي نظمته إدارة التعليم بمحافظة عنيزة، بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، تحت شعار “الشمول في مكان العمل، ويستهدف كافة أفراد المجتمع التعليمي والمهتمين في مجال التربية الخاصة بالمملكة، حيث شارك في الجلسات 6 متحدثين من المختصين في بمجال علم النفس والطب النفسي والإعاقات والجمعيات المهتمة بطيف التوحد في المملكة.
وانطلقت فعاليات الملتقى، الذي أقيم برعاية وكيل وزارة التعليم للبرامج التعليمية الدكتورة مها بنت عبد الله السليمان، ومدير تعليم عنيزة الأستاذ خالد بن جايز الحربي، بعقد الجلسة العلمية الأولى والتي أدارها مشرف التربية الخاصة الأستاذ هاني الشبل، حيث ألقت الورقة العلمية الأولى رئيس جمعية الفصام ومؤسس جمعية أسر التوحد سمو الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل آل فرحان بعنوان “مستقبل أبنائنا الكبار ذوي اضطراب طيف التوحد”، تحدث خلالها عن أن نسبة التوحد بازدياد في المملكة.
وأوصت الورقة العلمية بأهمية إنشاء خارطة طريق لذوي طيف التوحد تحت مظلة هيئة الإعاقة، وتفعيل جميع الأنظمة الصادرة من المقام السامي التي تعنى بذوي التوحد “المشروع الوطني لذوي التوحد: برنامج الوصول الشامل”، إضافة إلى تدريب الكوادر السعودية التي تعمل مع ذوي التوحد، ودعم القطاع الخاص للمشاركة في هذا المجال بشكل فعال، ومساندة الموهوبين منهم، حيث تتولى الهيئة المتابعة والإشراف على مستوى الخدمات المقدمة لذوي التوحد، وإقامة مراكز متخصصة لذوي التوحد من فئة الكبار ما فوق (18) عام، وتأسيس نوادي ترفيهية خاصة بذوي التوحد.
وجاءت الورقة العلمية الثانية في الجلسة، بعنوان “أهمية التعليم عن بعد في تعليم ذوي اضطراب طيف التوحد”، قدمها الدكتور فايز بن سليمان معاجيني الأستاذ المساعد بقسم التربية الخاصة بجامعة جدة، والذي تحدث فيها عن أهمية التعليم عن بعد في تعليم ذوي اضطراب طيف التوحد وتفعيل أدوات التعليم عن بعد في تحسين مهاراتهم، وكيفية استفادة الأسرة والمعلم من أدوات التعليم عن بعد.
فيما تحدث بالورقة العلمية الثالثة، الدكتور أيمن فؤاد أحمد نائب مدير مركز اضطرابات النمو والسلوك بالقصيم، بعنوان “الخدمات الطبية المقدمة لذوي اضطراب طيف التوحد”، والتي بين فيها حقائق عن هذا الاضطراب الذي يصيب تقريبا 1 من كل من 88 – 110 طفل، وانتشاره في الذكور 4 أضعاف انتشاره بين الإناث، موضحًا أنه لا يوجد فحص طبي للكشف عن اضطراب طيف التوحد وإنما يتم تشخيصه عن طريق الأعراض الإكلينيكية، وسببه غير معروف حتى الآن، ورغم أنه يعتبر مرض مزمن إلا أنه قابل جدا للتحسن مع التدخلات العلاجية خصوصا المبكرة منها.
بعد ذلك، عقدت الجلسة العلمية الثانية، والتي أدارها الأستاذ شاكر بن محمد القدهي، وبدأت باستعراض ورقة علمية للدكتور محمد بن محمد علي، رئيس قسم الخدمات الفنية لمركز علي التميمي للتوحد بجمعية عنيزة للخدمات الإنسانية “تأهيل”، بعنوان “الخدمات المقدمة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد”، أوضح خلالها جهود مركز علي التميمي للتوحد في هذا المجال، حيث يقدم خدماته المتنوعة الشاملة للرجال والنساء، بما يلبي حاجات جميع الحالات المستهدفة، وذلك وفقًا لشروط رئيسية أبرزها: الخلو من الأمراض المعدية، والحد الأدنى من اكتساب المهارات، والخلو من السلوكيات العدوانية الشديدة، حيث يقدم خدمة التشخيص وهي أولى الخدمات التي تتكون من فريق متعدد التخصصات طبي ونفسي واجتماعي وتربوي وتواصل وعلاج طبيعي ووظيفي وولي الأمر، ثم يتم توزيعهم على المركز وفق للشروط المحددة.
ومن ثم، جاءت مشاركة الأستاذ علي بن ناصر القحطاني، المشرف على برامج التربية الفكرية والتوحد ومركز خدمات التربية الخاصة في إدارة تعليم عنيزة، من خلال الورقة العلمية الخامسة في الملتقى بعنوان “دور لجنة القياس والتشخيص في برامج التوحد”، حيث تناول فيها مفهوم القياس في التربية الخاصة عبر أمثلة كثيرة تعبر عن مفهوم عملية القياس وتمثيلها للصفات أو الظواهر بمعلومات كمية أو رقمية، موضحًا مفهوم التشخيص، وتفسيراته وتعريفاته المتعددة، والتي تجمع على تفسيرات إجرائية تتمثل في إصدار حكم على ظاهرة ما بعد قياسها، أو موضوع ما وفق معايير خاصة بتلك الظاهرة، وتتضمن على توضيح لجوانب القوة والضعف في تلك الظاهرة.
كما تطرقت الورقة العلمية للعلاقة بين القياس والتشخيص مشيرًا إلى أنه يصعب إجراء عمليتي القياس والتشخيص من غير وجود الأدوات المناسبة، كما يصعب إجراء عملية التشخيص من غير عملية التقويم، وشدد على أن الأسرة تعد شريكًا هامًا وأساسيًا في تربية وتعليم أبنائها الذين يحتاجون لخدمات التربية الخاصة.
واختتمت الجلسة الثانية، بالورقة العلمية السادسة التي تقدم بها الأستاذ أحمد بن حمد القاضي من معهد التنمية الفكرية بعنيزة، بعنوان “دور الأسرة في دعم ابنها ذوي اضطراب طيف التوحد بعد جائحة كورونا”، تناول خلالها الشمول في مكان العمل، ودور الأسرة في دعم هذه الفئة ودمجها في المجتمع، حيث طرح خلال عرضه تساؤلًا عن أثر الجائحة والذي تعلمناه منها، وكيف نُعلم ونُتابع ونُوجه ونُرشد؟، ثم تحدث عن كيفية تنمية المهارات التقنية للأبناء، والثقافة الإلكترونية الشخصية، والاستخدام العادل لها، بالإضافة إلى الصحة والحيوية، والتزام العادات الصحية والمداومة عليها، وتعويض الفاقد التعليمي، و تعزيز المهارات والمعارف.