أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن أسماء الله الحسنى فقال : الله سبحانه متصف بالكمال في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقدره وشرعه، متنزه عن العيوب والنقائص مما لا يليق بجلاله وكماله وعظمته وجده وحكمته، وربنا سبحانه لا يليق به إلا الشرف الرفيع والكمال التام، فأثبت لنفسه الأسماء الحسنى، والصفات العلى وقرن ذلك بالتسبيح {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .
من أسمائه سبحانه: «السبوح» أي: المنزه عن كل سوء، و«سبحان الله» كلمة يعظم بها الرب ويحاشى بها من السؤ، تعني أن الله منزه عن كل عيب من الصاحبة والوالد والولد وغير ذلك ،
ومن كل نقص من العجز والنوم والموت وغيرها، وكل ما ينافي أسماءه وصفاته فهو مسبح عنه وسبح الله نفسه في مواطن تعظيمه وإجلاله وتنزيهه، ونفي عن نفسه ما نسبه إليه المشركون من الشركاء واتخاذ الولد، فقال{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}.
وتحدث فضيلته عن فضل التسبيح الذي أمر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: والله أمر نبينا صلى الله عليه وسلم أن يسبحه أول النهار و آخره {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} وأول الليل وأخره {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } ومن حكمة إرسال نبينا صلى الله عليه وسلم لأمته أن تسبح أمته ربها .
قال أبن عباس رضي الله عنهما: «أمثالكم يعرفون الله ويوحدونه ويسبحونه».
واختتم فضيلته خطبته الأولى عن أن الله سبحانه يحب من يسبح له فقال : فالله سبوح قدوس، حميد عظيم يحب من يعظمه ويحمده ويسبحه ويقدسه، جمع المحامد والمحاسن كلها، وهو أهل لها، وأرى خلقه آياته لينزهوه عن كل عيب ونقص ويحمدوه على الكمال، ومن تنزيهه الإكثار من تسبيحه، والبعد عما يغضبه أو يبغضه، ومن حمده كثرة تحميده وفعل الطاعات والثناء عليه في كل حين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّٰتٌۢ بِيَمِينِهِۦ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن حق التسبيح فقال : التسبيح حق لله وحده، لا تنبغي إلا له ومن حكمة الله أن خلق أسباب التسبيح ودواعيه، وعرفها إلى عباده لتظهر حكمته، ويستكمل أولياؤه أنواع العبودية له؛ فظهر لهم من صنيع من تنقص الله بالصاحبة والولد وغيرهما، ما يستحق الرب التنزيه عنه، فسبحوه بقلوبهم وألسنتهم قياما بحقه.
ومن سبح الله متدبرا ما يقول يواطئ قلبه لسانه، عدل تسبيحه أعمال المجتهدين من العباد
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عند جويرية حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: «ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» رواه مسلم، فالسعيد من أكثر من تسبيح الله، و إفراده بالعبودية .