أكد معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود رئيس جامعة القصيم، أن منظومة التعليم في المملكة العربية السعودية أثبتت بلغة الأرقام أنها قد حققت إنجازًا غير مسبوق بعد مرور عام على التعليم عن بعد، واستطاعت أن تحول التحديات إلى قصة نجاح لم تكن لتحصل لولا فضل الله سبحانه وتعالى، ثم ذلك الدعم السخي الذي يحظى به التعليم في المملكة، وما تحظى به جامعة القصيم من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله –، والمتابعة الدقيقة من سمو أمير المنطقة وسمو نائبه ومن صاحب المعالي وزير التعليم حفظهم الله، في توفير كل ما يسهم في دعم مسيرة الجامعة على كافة المستويات.
جاء ذلك خلال افتتاح معالي رئيس الجامعة ورعايته، صباح اليوم الثلاثاء الموافق 25/7/1442هـ، للمؤتمر الدولي الثاني الذي تنظمه الجامعة، ممثلة في كلية العلوم والآداب بالرس، وبالتعاون مع عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في الجامعة، بعنوان “مستقبل التعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية وفق رؤية ٢٠٣٠م”، ويستمر لمدة يومين، يناقش خلالها عن بُعد نتائج 47 بحثًا علميًا تم قبولها من بين 67 بحثًا قُدمت للمؤتمر، كما تتضمن فعالياته 3 ورش عمل متخصصة، برعاية الغرفة التجارية بالرس.
وأوضح “الداود” أن هذه المؤتمر يعد من أيام العطاء المتجدد الذي عرفت به جامعة القصيم؛ حيث يناقش مستقبل التعلم الإلكتروني، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة بمحاورها الثلاث، مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، مشيرًا إلى أن الجامعة كان وما يزال لها مبادراتٌ متقدمةٌ في تحقيق ذلك، بداية من مؤتمرها التاريخي “دور الجامعات السعودية في تحقيق الرؤية الوطنية”، وليس انتهاء بهذا المؤتمر، فهي مستمرة وعبر استراتيجية طموحة؛ لتحقيق متطلبات الرؤية الواعدة.
وأضاف، أن القوة الاستثمارية الرائدة التي تتبوأها المملكة ووضعتها في مصافِّ الدول العشرين الأولى اقتصادياً في العالم تتطلب نقلة نوعية في التعليم؛ للوفاء بمتطلبات الرؤية، وتحقيق غاياتها؛ لافتًا إلى أن العالم يشهد قفزة هائلة في المجال التقني، أثرت في فلسفة التعليم الإلكتروني وتطبيقاته.
ونوه معالي رئيس الجامعة، بالمسيرة الرائدة لجامعة القصيم والتي تعد مثالًا يحتذى في هذا المجال المهم، حيث استطاعت بتوفيق من الله، ثم بجهود المخلصين، وما تملكه من بنية تحتية متقدمة، أن تتغلب على مشكلات التعليم عن بعد الذي لجأت إليه الجامعة في ظل الإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار وباء كورونا، حيث قدمت الجامعة خلال ثلاثة فصول جامعية تعليماً إلكترونياً منضبطاً في كافة التخصصات، كما حصلت الجامعة ضمن خمس جامعات على مستوى المملكة على الترخيص، لتقديم التعليم الإلكتروني عن بعد.
وفي ختام كلمته، قدم “الداود” الشكر لجميع المشاركين في المؤتمر من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بهذا الشأن والضيوف، وكذلك قدم الشكر للزملاء في اللجنة التنظيمية واللجنة العلمية وجميع لجان المؤتمر الذين عملوا بجد وإخلاص ليخرج المؤتمر بالصورة التي تليق بهم وبمكانة الجامعة، متمنياً التوفيق والسداد في جلسات مؤتمرهم، ومعبرًا عن أمله بظهور نتائج حيوية، تضيف إلى التعليم الإلكتروني مزيداً من المعارف التي تخدم الوطن والمواطن.
بعد ذلك كرم معالي رئيس الجامعة راعي الحفل الغرفة التجارية بالرس، تسلمه رئيس الغرفة الأستاذ فايز ذعار الحربي.
وتحدث الدكتور علي العقلاء عميد كلية العلوم والآداب بالرس، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، مؤكدًا أنه في ظل ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة التي يشهدها عالمنا المعاصر، تأتي بلادنا -حرسها الله- في مقدمة الدول في الاستغلال البنَّاء، والاستثمار لهذا التقدم السريع، كما أنها سباقة في ذلك في جميع المجالات، مشيرًا إلى أن جائحة كورونا جاءت، فلاحظ الجميع التحول السريع من التعليم العادي إلى التعلم الإلكتروني؛ ليعكس ذلك مدى قوةِ البِنيةِ التحتيَّةِ لبلادِنا ومتانَتَها.
وأضاف “العقلاء” أن هذا المؤتمر، يأتي لإبراز شيءٍ من الجهود المميزة التي تُقَدَّمُ للطلبة، مع بيان الأدوار التربوية المكملة للعملية التعليمية، من خلال التعلم الإلكتروني، والوصول إلى أفضل الطرق من خلال استخدام أحدث الأساليب.
من جهته، لفت الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم الشويعي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إلى أن الجامعة، ممثلة في كلية العلوم والآداب بالرس، كان لها دور كبير في نشر الوعي والاستخدام الصحيح للتعلم الإلكتروني وتبادل الخبرات، والتجارب الناجحة، والاطلاع على أحدث التقنيات واضعة نصب الأعين الهدف الاستراتيجي الذي هو إنتاج جيل من المتعلمين والمتعلمات يكون معززا بالقيم، ومعدًا بالمهارات الأساسية ذات التخصص بشكل متميز.
وأضاف “الشويعي” أن عدد البحوث المقدمة للمؤتمر قد بلغت تسعة وسبعين بحثًا وورقة علمية، اختارت اللجنة ما يتناسب مع محاور المؤتمر واستبعدت ما هو بعيد الصلة بالرؤية والرسالة أو ما هو بعيد عن المحاور الرئيسة للمؤتمر، فاستخلصت منهم ثمانية وأربعين بحثا هي أهم ما أنتجته عقول الباحثين المشاركين، منوهًا إلى أن اللجنة لها دور أساس في صياغة توصيات المؤتمر، حتى يخرج المتابعون بوسائل عملية تسهم في الارتقاء بالعملية التعليمية وتثري ثقافة الجميع وتحفز الجميع إلى التفاعل مع هذه المستحدثات التقنية.
من جانبه، القاء الأستاذ الدكتور محمد عبده راغب عماشة وكيل كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة دمياط بجمهورية مصر العربية، كلمة نيابة عن المشاركين قائلاً: إن هذا المؤتمر يأتي في وقت بدأ العالم كله يتجه فيه إلى التعلم الإلكتروني وهذا يؤكد النهضة العظيمة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله.
وقال “عماشة”: ولا يفوتني أن أشيد بالدور الذي قامت به وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية حيث سابقت الزمن في التعليم الإلكتروني وأثبتت أن البنية التحتية في المملكة قوية ومتينة ولم يستغرق عملية التحول من التعليم العادي إلى التعليم الإلكتروني إلا ساعات قليلة لكنها فارقة، وكنت أتابع هذا الأمر وأنا في بلدكم الثاني مصر العروبة بكل إعجاب وما هذا المؤتمر إلا شيء من التقدم الذي تشهده المملكة العربية السعودية حفظها الله بلاد الحرمين الشريفين أدام الله عزها ومجدها.