تُعد محافظة الغزالة جنوب حائل من المحافظات النامية التي أمتدت إليها يد التنمية بفضل دعم قيادتنا الرشيدة حتى أصبحت من المحافظات الهامة بالمنطقة.
“أضواء الوطن” حطت رحالها يوم أمس بهذه المحافظة الجميلة وسلطت الضوء على ملامح الحياة البدائية وزارت قريتها الأثرية لتسلط الضوء على معالمها التاريخية والتراثية .
يعود تاريخ إنشاء محافظة الغزالة الى عام 1100هـ وقد انشأها الشيخ حليان بن راضي بن فرج الحميضي التميمي وورد ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي وعلى ألسنة بعض المؤرخين المستشرقين مثل «فالين عام 1845م» و«ألان عام 1910م» فهي بلدة ذات تاريخ عريق موغل في عبق التاريخ وكان لأهالي الغزالة موقف مشرف في رفض الحكم التركي، حيث كانوا يدينون بولاء للإمام تركي بن عبدالله آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية، وقاموا بقتل احدى الفرق التركية الغازية عام 1240هـ فكافأهم الإمام ببناء سور حصين لا تزال آثاره ومعالمه قائمة وزودهم بالسلاح والمؤن والعتاد، كما شارك أهالي الغزالة مع الموحد الباني المؤسس لهذا الكيان الشامخ جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – في فتوحاته داخل الجزيرة العربية.
سبب التسمية
عرفت الغزالة تاريخياً بهذا الاسم ويجدر بناء ان نصنف اسماءها بحسب التالي:
1- نسبة للغزلان: حيث كانت مرتعة للغزلان والظباء حيث الجبال الشاهقة المحيطة بها والتي تشكل ملاذاً آمناً وافر الماء والكلأ وذات الأرض الخصبة والأودية المنحدرة من جبل رمان.
2- نسبة لنبتة برية تسمى الغزال.
3- نسبة لاحد اسماء الشمس.
4- نسبة لاحد اسماء زوجات الملوك التي دفنت بالغزالة وكان اسمها غزالة.
وتعتبر التسمية الأولى هي الارجح وفق ما اكده الأستاذ محمد القازي والذي أكد لنا بأن قطعان الغزلان ترى في رياضها قبل خمسين عاماً بكثرة ووفرة حتى قضى عليها الصيد الجائر وأصبحت غزالة دون غزلان.
الموقع الجغرافي
تقع محافظة الغزالة جنوب مدينة حائل بمسافة 100 كلم وتحديداً بالقرب من الدرجة 19 – 41ْ طولاً و 47 -26ْ عرضاً ومما يميز موقعها وقوعها على طريق حائل المدينة المنورة الدولي والذي يقسمها الى نصفين، كما يحتضنها جبل رمان الحمر «المشهور» من الجهة الشرقية- وتحيط بها العديد من القرى والهجر وموارد البادية.
التضاريس
تضاريسها عبارة عن منطقة جبليةتتخللها بعض الأودية والشعاب والروضات التي تشكل واحة من الغابات والمراعي حيث الارض الخصبة الغنية بمواردها المائية كما في جبل رمان وارضها خصبة سهلة صالحة للزراعة وتشتهر بزراعة النخيل والقمح والشعير واشجار الفواكه والخضار وخاصة في القرى التابعة لهذه المحافظة وغيرها من الأماكن التي تمد انتاجها الزراعي لكافة مدن وقرى المحافظة.
المراعي والغابات والأودية
أثناء هطول الأمطار تكتسي رياضها واوديتها بالنباتات والأعشاب والشجيرات البرية ذات المناظر الجميلة حيث تغطيها اشجار الطلح النضيد مما يشد عشاق الرحلات البرية والمتنزهين من خارج المنطقة وداخلها الى زيارة البراري للاستجمام والتنزه بشكل منقطع النظير مما ساهم في تكاثر الثروة الحيوانية فيها، حيث ان معظم الأهالي من البدو الرحل الذين ينتقلون وراء قطعانهم من المواشي والابل حلاً وترحالاً يبحثون عن الماء والكلأ باعتبارها من أهم عناصرالحياة الاقتصادية وخاصة في البيع والشراء وتمثل الثروة الحيوانية أعلى دخل للأهالي وخاصة ما يصنع منها كالصوف والسمن والاقط وبيع الناتج الفائض داخل المنطقة وبعض المناطق المجاورة مثل المدينة المنورة والقصيم بحكم توسطها من المناطق المذكورة.
ويحيط بمحافظة الغزالة جبل رمان والذي يعتبر من اشهر جبال بلاد العرب والذي يبلغ طوله ما يقارب 60 كم ويمتد من الشمال الشرقي الى الجنوب وتلتحم معه جبال تابعة له ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1100م كما توجد به آثار قديمة عبارة عن آبار «أزلية» ونقوش وكتابات ثمودية وقلاع وغيرها من الآثار.
قال ابن مقيل:
أرقت لبرق آخر الليل دونه
رضام وهضب دون رمان افيح
وبداخله تقع عدة قرى وهجر.
وتخترق المحافظة عدة أودية منها وادي الطرفا ووادي المهاش ووادي الخنقة ووادي الشعبة ووادي الحمراء ووادي سقف ووادي النبانة ووادي الجفارة وجميع الأودية تلتقي بوادي الرمّة الشهير الذي ينتهي بمنطقة القصيم وجميع هذه الأودية بحاجة ماسة الى اضافة سدود للاستفادة من مخزون المياه ومعالجة تدني منسوب المياه، حيث ان المحافظة تعتمد في الري على الآبار الجوفية التي نضب الكثير منها بسبب افتقار المحافظة للسدود.
هذا إلى جانب مبانيها الطينية التي تم بنائها من الطين والخشب وأصبح مصدر جذب سياحي للعديد من الزوار والسياح كما حظيت القرية الأثرية بدعم الجهات المعنية وتم إعادة تأهيل المنازل القديمة وترميمها وفق ما أكده الأستاذ فهد الحليان مشيراً إلى أنه تم وضع حجر الأساس لإعادة تأهيلها عام 1433هـ للاستفادة منها في المهرجانات والفعاليات والمناسبات الوطنية.