سلم معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود رئيس جامعة القصيم، والمشرف العام على مشروع تطوير مقررات الثقافة الإسلامية، مشروع «تطوير مقررات الثقافة الإسلامية»، أمس الأحد الموافق 4/6/1442هـ، لمعالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، بمقر الوزارة بالرياض، بحضور معالي نائب وزير التعليم لشؤون الجامعات والبحث والابتكار الدكتور محمد السديري، ومعالي مساعد وزير التعليم الدكتور سعد آل فهيد، وسعادة عميد كلية الشريعة بجامعة القصيم الدكتور خالد أبا الخيل.
ويأتي هذا المشروع الذي تعمل الجامعة على إعداده منذ أربع سنوات بتوجيه من معالي رئيس الجامعة، لإعادة صياغة مقررات “الثقافة الإسلامية”، التي يتم تدريسها بالجامعة، بهدف إعداد الطالب الجامعي ليكون ذو شخصية متزنة دينياً وفكرياً وسلوكياً وثقافياً وأخلاقياً، وبما يساعد على حماية الوطن والمحافظة على وحدة المجتمع، والمساهمة في تنمية ورقي البلاد وتعزيز الحس الوطني من خلال تطوير مقررات مناهج الثقافة الإسلامية بما يسهم في تأهيلهم علمياً ومهارياً، لخدمة دينهم ووطنهم.
كما يهدف المشروع إلى رفع المستوى الفكري والثقافي وتعزيز الحس الوطني للطلاب والطالبات، وذلك من خلال تطوير هذه المقررات بما يساهم في تأهيلهم علميًا ومهاريًا بما يخدم دينهم ووطنهم، حيث تتمحور الغاية من مقررات الإعداد العام في الثقافة الإسلامية حول بناء شخصية الطالب والطالبة، وتنمية وعيهم بقيم العلم وأخلاقياته، ومنحهم القدرة على النقد المعرفي والفكري، وتطوير البعد الوطني والفكري لديهم.
وتتأكد الأهمية لهذا المشروع بما نراه اليوم من هجمة شرسة على هذه البلاد المباركة، واستهداف شبابها على وجه الخصوص، مما تبرز معه الحاجة إلى إعادة بناء موضوعات مقررات الثقافة الإسلامية، وصياغة مفرداتها بما يساعد على بناء جيل من الشباب يتمتع بوعي وطني كبير، وبحصانة فكرية راشدة ضد التيارات الفكرية الدخيلة المخالفة لقيم المجتمع السعودي ومبادئه الإسلامية، لذا قدمت الجامعة من واقع مسؤوليتها الأكاديمية والوطنية هذا المشروع ليكون نواة لمشروع وطني رائد في توصيف مناهج الثقافة الإسلامية، وإعادة بناء أهدافها، ومفرداتها، وصياغتها لطلاب وطالبات التعليم العالي في الجامعة، على أمل تعميمها على كافة الجامعات السعودية الحكومية منها والأهلية.
وتعود أسباب إنجاز هذا المشروع إلى عدد من الدوافع الموضوعية والواقعية، حيث إن مقررات الإعداد العام في الثقافة الإسلامية في واقعها الحالي لا تحتوي على السمات المفترضة من الشمول المعرفي والارتباط الواقعي، في بعض هذه المقررات والتركيز على البعد الأممي، بسبب ما صاحب بداية تكوين موضوعات الثقافة الإسلامية في النسق الثقافي العام كما لا يخفى من إشكالات فكرية وافدة، والسيولة الفكرية التي تتسم بها المرحلة متمثلة في إشكالات وجودية وواقعية تحتاج إلى مقررات علمية قادرة على تقديم الإجابات والحلول العميقة والمقنعة للطالب الجامعي في التخصصات العامة.
ويعالج هذا المشروع قصور هذه المقررات عن تلبية احتياجات الشباب الدينية والثقافية والأخلاقية، بما يساعد على بناء الشخصية الإسلامية المتزنة في الدين والأخلاق والسلوك، والبعيدة عن الغلو والجفاء، خصوصا في ظل الانفتاح العالمي الواسع، والمتغيرات الثقافية، والهجمة الشرسة على الأمة الإسلامية بوجه عام، وعلى هذه البلاد المباركة على وجه الخصوص، الأمر الذي رأت الجامعة معه أننا بحاجة ضرورية وماسة لإعادة بناء موضوعات الثقافة الإسلامية وصياغة مفرداتها، بما يساعد على بناء جيل من الشباب محصن ضد التيارات الفكرية الدخيلة المخالفة لقيم المجتمع السعودي الإسلامية.