يتأهب عملاق التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لإطلاق عملتها الإلكترونية التي طال انتظارها “ليبرا” في شهر يناير العام المقبل بعد حالة من الضبابية اكتنفت المشروع برمته خلال العام الجاري، بحسب ما نقلته صحيفة “فايننشال تايمز” عن مصادر على اطلاع بالأمر والتي أضافت أن إطلاق العملة سيكون محدودا.
وفي أبريل من العام الجاري، قالت هيئة إدارة العملة الرقمية، وهي هيئة أنشأتها “فيسبوك” في سويسرا لتولي العملية برمتها، في بيان، إنها أدخلت مجموعة من التعديلات على مشروع العملة الرقمية من بينها السماح بربط العملة ببعض العملات الرئيسية مع السماح بالإشراف عليها من قبل الهيئات الرقابية العالمية، وهو التغيير الذي تأمل “فيسبوك” من خلاله في الحصول على موافقة الجهات التنظيمية.
وقال أحد المصادر للصحيفة إن العملة التي سيتم إطلاقها ستكون مدعومة من قبل الدولار بما يعادل ليبرا واحدة مقابل دولار واحد، وهو أمر يتعارض مع الخطة الأولية التي أعلنت عنها الإدارة والتي كانت تتمحور حول ربط العملة الجديدة مقابل سلة من العملات.
وإبان إعلان إطلاق العملة الرقمية، لعملاق شبكات التواصل الاجتماعي، والتي يبلغ عدد مستخدميها نحو 2.5 مليار نسمة، كان الحديث يدور حول جعل تلك العملة أساسا جديدا لنظام مالي عالمي ستلعب به تلك العملة الدور الذي تقوم به البنوك المركزية والمراكز المالية الكبرى في العالم على غرار “وول ستريت”.
وفي بادئ الأمر، كانت “فيسبوك” تخطط أن تكون العملة الرقمية الجديدة مزيجا من العملات المختلفة مع ربطها بالسندات السيادية لبعض كبريات البنوك المركزية حول العالم، فيما تم إدخال تعديلات لاحقة في وقت سابق من العام الجاري تتعلق بربط العملة بعملات رئيسية أخرى مع استبعاد ربطها بالديون السيادية للبنوك المركزية.
وحين جرى الإعلان عن العملة الرقمية في وقت سابق من العام الماضي، عارضت دول كبرى على غرار فرنسا وألمانيا المشروع، وقالت في حينه إنها ستمنع تداول تلك العملة في أسواقها.
ومن بين التعديلات التي تم إدخالها على مشروع العملة الرقمية الضمانات المتعلقة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب، إذ قالت الهيئة إنها ستعمل على تسجيل العملة لدى شبكة الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة الأميركية والمتخصصة في تعقب حركة رؤوس الأموال والتحويلات الخارجية المشكوك في نزاهتها.
وشكل انسحاب عدد من حلفاء فيسبوك ضربة قاصمة للمشروع برمته، بعد انسحاب شركات فاعلة في مشهد صناعة المدفوعات الرقمية حول العالم على غرار “فيزا” و”Paypal”.
غير أن شركة “Paypal” قالت الشهر الماضي، إنها بصدد دعم المدفوعات الإلكترونية على منصتها باستخدام العملات المشفرة ما قد يؤشر إلى عودة الشركة للتحالف مع عملاق التواصل الاجتماعي مرة أخرى.