أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن الساعة وقرب أجلها فقال : قد حان أجل الدنيا وفراغها وأوشك زوالها وانقضائها ودنا قيامها وأزفت الآزفة وقرب وقوعها أخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم عن حوادثها وعلاماتها وأبان أشراطها وأماراتها وأنذر بذكرها دلالاتها ومقدماتها لينتبه الناس من رقدتهم ويحتاطوا لأنفسهم ويستعدوا ويتداركوا ويتوبوا قبل أن يباغتوا، أشراط صحت بها الأخبار وثبتت بها الأثار لايجوز إنكارها ولايسوغ ردها.
وتحدث فضيلته عن علامات الساعة ودلالاتها فقال:
ومماظهر من أدلتها ومضى من أشراطها بعثة نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وعاقب المرسلين الذي أكمل الله به الدين وأقام به الحجة على العالمين بعث في نسم الساعة وقال : أنا والساعة كهاتين ويشير بأصبعيه فيمدهما متفق عليه.
وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم موته من علاماتها وموته من أعظم المصائب التي داهمت أهل الإسلام يقول أنس بن مالك رضي الله عنه :
لمَّا كانَ اليومُ الَّذي دخلَ فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ أضاءَ منْها كلُّ شيءٍ، فلمَّا كانَ اليومُ الَّذي ماتَ فيهِ أظلمَ منْها كلُّ شيءٍ، وما نفَضنا عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ الأيديَ حتَّى أنْكَرنا قلوبَنا أخرجه الترمذي.
وقال فضيلته في ختام خطبته الأولى عن علامات الساعة الأخرى التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وإن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل ويرفع العلم وينقص العمل وتظهر البلابل والفتن يرقق بعضها بعضاً وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه ويمر الرجل بقبر الرجل فيقول ياليتني مكانه ويلقى الشح ويكثر الهرج أي القتل حتى يأتي على الناس زمان لايدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل القاتل والمقتول في النار.
وتحدث فضيلته في الخطبة الثانية عن نفخ الصور وأهوال يوم القيامة فقال: كيف بكم إذا نفخ في الصور وشخصت الأبصار وكيف بكم إذا طارت الصحف ونصب الصراط وأحاطت الأوزار وأزلفت الجنة وزفرت النار كيف بكم إذا قرب السؤال والحساب وشهدت الجوارح ونشر الكتاب.
وتقطعت الأسباب وقرب العذاب فالبدار البدار فقد حان وقت التوبة والرجوع وحل زمن البكاء والدموع ويتوب الله على من يتوب.
والتائب من الذنب كمن لاذنب له فستدركوا الأوقات قبل الفوات أن وعد الله لآت .