أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن تدشين عدد كبير من مشاريع المجمع هذا العام يأتي بفضل الله ثم بفضل الدعم الكبير من مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد -حفظهما الله- والعمل الدؤوب من العاملين في هذا المجمع، مبيناً أن هذا الإنجاز يعتبر إنجازاً كبيراً، والمجمع سيستمر في تقديم كل جديد يخدم المسلمين من خلال تيسير حصولهم على كتاب الله سبحانه وتعالى وترجمة معانيه.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم “آل الشيخ” عقب زيارته للمجمع وتدشين عدد من مشروعاته، وذلك بحضور نائب الوزير وعدد من مسؤولي الوزارة وجمْع من ممثلي وسائل الإعلام.
وأبان الوزير ” آل الشيخ ” أن المجمع يعتبر أكبر مجمع علمي في العالم يخدم كتاب الله سبحانه وتعالى، وإنجازاته وإنتاجه يشهد على عظمة هذا المجمع، وعلى القوة الدافعة والدعم الكبير من قبل قيادة هذا البلد المبارك لهذا الصرح الذي يخدم جميع أبناء العالم الإسلامي في كل مكان، مؤكداً أن المجمع دليل على النية الصالحة التي رافقت إنشائه من قبل ولاة الأمر في حينها الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومن أتى من بعده من ولاة الأمر، حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين.
وأضاف: إنتاجية المجمع تكاد تصل إلى الضعف خلال مدة يسيرة جداً من خلال دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، أسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يحرمهم الأجر، وأن يعيننا على تحقيق رؤاهم وما يصبون إليه من العمل الجاد والإنتاج الوفير لخدمة القرآن الكريم ومعانيه.
وحول ما أثير مؤخراً في قضية الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أوضح معالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن جميع المسلمين في العالم يرون أن الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب، وأن الدفاع عنه هو دفاع عن الإسلام بأكمله، وخصومه موجودون من وقته حتى اليوم، ولكن علينا واجب أن ننهج منهجه صلى الله عليه وسلم في كيفية التعامل مع الخصوم والمسيئين، وما تم من أعمال مشينة لا شك أنها مؤلمة لجميع المسلمين في العالم، ولا يقبل بهذا أحد أبداً، ولكن يجب على المسلمين أيضاً ألا يقعوا في الفخ الذي يراد لهم من خلال الأعمال المرتجلة أو مباشرة الأعمال التي تثير الفتن أو الإضرار بهم في أي دولة يعيشون فيها، فعليهم الالتزام بمنهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع مثل هذه الأمور، ومنهج من أتى بعده من الخلفاء الراشدين والسلف الصالح.
وعن استعدادات الوزارة بتطبيق الاحترازات لمنع تفشي فيروس كورونا أكد ” آل الشيخ ” أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، هو العمل الدؤوب، وأن نكون على أهبة الاستعداد لأي طارئ، ووزارة الشؤون الإسلامية -كغيرها من الوزارات الأخرى- تقوم بواجبها وتؤدي عملها على الوجه المُرضي الذي يحقق رؤى القيادة الكريمة، وذلك بالحرص على جميع الأعمال التي تسيّر العمل وفق الأنظمة المرعية والاحترازات الصحية والشرعية، ونحن على أتم الاستعداد والمساجد الآن -ولله الحمد- مهيأة، والأئمة أيضاً لديهم وعي وإدراك والمواطنون كذلك، فأعتقد لو قدر الله وأتى شيء آخر فنحن سنبذل ما في وسعنا والجهد الذي نستطيعه، والله على كل شيء قدير.
وأوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية أنه يتوجب علينا الأخذ بالاحترازات الصحية والعمل بها، والتي تأتي من جهاتها المسؤولة، مشيراً إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية مع الوزارات الأخرى تعمل على تطبيق الاحترازات التي تأتيها من الجهات المسؤولة فيما يخدم الناس ويحقق قيامهم بالاحترازات، ولا بد من العمل وفق النصائح الطبية التي تهدف إلى المحافظة على صحة الإنسان، وبقائه.
وحول عمل المرأة في المجمع، أبان “آل الشيخ” أنه يخضع للحاجة وتوفر البيئة المناسبة، والوظيفة عادة تخضع لنظام الموارد البشرية، والنظام لا يفرق بين الرجل والمرأة، ولكن لو احتاج المجمع فلا يوجد ما يمنع من ذلك مع وجود الإمكانات والبيئة المناسبة لعمل المرأة.
وفي السؤال الأخير حول دور منابر الجمعة في مواكبة ما يهم المجتمع، قدم “آل الشيخ” شكره وتقديره لجميع الأئمة والخطباء في مساجد المملكة، مبيناً أنهم يقومون بمتابعة الأحداث ومجاراتها ويخطبون بما يوافقها، ويقدمون الوجهة الشرعية التي ينبغي للمسلم أن يسير عليها حتى لا يقع في مزالق الفتن التي ترونها الآن تحيط بنا في كل مكان، مشيراً إلى أن الخطباء قدموا خطباً جليلة؛ حيث يقومون بتقديم النصيحة والتوعية لجميع أفراد المجتمع، مؤكداً أن التقنية الحديثة تساعد في نشر الخطب وانتشار الوعي بين الناس من خلال ما يتلقونه من المنابر والدعاة، كما أنه أصبح لديهم شبه حصانة وأفكار نيرة يتقدمون بها هم بألسنتهم للرد على كل مخالف من خلال أجهزة التقنية الحديثة و”تويتر” وغيره، سائلاً الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره وقيادته، وأن يديم الرخاء على أبناء شعبه.